عاش العالم لحظات القلق عند إعلان الاتحاد العالمي لمرض السكري أن ثالث أخطر داء في العالم هو مرض السكري وأعلنت منظمة الصحة العالمية أن إنساناً واحداً يموت كل عشر ثوان جراء هذا المرض وأن عدد المصابين بلغ 250مليوناً وهو في ازدياد وللدول العربية الحصة الأكبر في هذه الزيادة فوفقاً للاتحاد العالمي لمرض السكري هناك ست دول عربية في قائمة البلدان العشرة الأكثر إصابة على مستوى العالم وتأتي المملكة العربية السعودية بالمرتبة الثالثة بنسبة 16.7% مما يعني خسائر بشرية بآلاف المتوفين سنوياً وضياع أكثر من نصف مليار دولار في العلاج ويعود ذلك للتغير الحاصل في نمط الحياة والمتمثل بتغيير العادات الغذائية وقلة الوعي الصحي وقلة الحركة والتوتر العصبي والضغط النفسي والتلوث البيئي وغيرها من الأمور التي طرأت على حياتنا .. وقد أظهرت الدراسات الأخيرة وجود علاقة متداخلة ومحتملة بين الأمراض العامة والمزمنة التي تصيب الجسم والالتهابات الفموية وخاصة اللثوية منها حيث أشارت هذه الأبحاث إلى إمكانية حدوث أمراض عامة خطيرة انطلاقا من بعض الالتهابات اللثوية كتدفق بعض أنواع البكتيريا.. (atinobacillus acinomyceteem - p.gingivalis) إلى الدم مسببة تغيراً في لزوجة الدم مما يؤدي لتشكل الخثرات الدموية وانسدادا بالشرايين مسببة لأمراض وعائية قلبية كما قد تصيب خلايا بيتا في البنكرياس بشكل غير مباشر مما يؤدي لقلة فعالية أو توقف في إنتاج الأنسولين (الهرمون المسؤول عن تنظيم نسب السكر في الدم) وبالتالي الإصابة بأحد أنواع مرض السكري . ومن جهة أخرى فإن ارتفاع نسبة السكر في الدم يسبب تكويناً تدريجياص لمركب HBA والذي يعد أحد أهم مؤشرات الإصابة بالسكري حيث يدل على معدل الغلوكوز الموجود في الدم لمدة ثلاثة أشهر ماضية إذ يتم من خلاله تحديد كمية الغلوكوز المندمجة مع الكريات الحمراء من الدم ومركب HBA يؤدي لتكوين الجلطات الدموية ويسبب تلفاً في الأوعية الشعرية التي تتواجد بغزارة في اللثة مسبباً إصابات لثوية تتظاهر بالنزف اللثوي وتشكل الجيوب اللثوية حول الأسنان وتخلخل وسقوط الأسنان لاحقا ورائحة فموية كريهة .. وانطلاقاً من هذه العلاقة المتبادلة بين مرض السكري والإصابات اللثوية يجب العناية بالأسنان واللثة لتجنب الإصابة بمرض السكري عند الأشخاص الأصحاء وللتخفيف من أعراض الإصابة الفموية بالنسبة للأشخاص المصابين إذ تعتبر الالتهابات اللثوية أحد أبرز مضاعفات مرض السكري ويتم ذلك باتباع التعليمات التالية : - المحافظة على نسبة السكر تحت السيطرة التامة . - فحص الأسنان الدوري كل ستة أشهر مع إزالة الترسبات الجيرية حول الأسنان وخاصة الترسبات تحت اللثوية . - الحفاظ على نظافة الفم والأسنان باستخدام فرشاة الأسنان بعد كل وجبة رئيسية وقبل النوم واستعمال الخيوط السنية والغسولات الفموية وتجنب استخدام الأجسام الصلبة كالأعواد الخشبية لتنظيف الأسنان . - استشارة طبيب الأسنان عند حدوث احمرار أو ألم أو انتفاخ في اللثة أو رائحة كريهة وعند وجود تخلخل بالأسنان . ونلفت النظر إلى أهمية متابعة الأطفال المصابين بالسكري من قبل الآباء والأمهات والاهتمام من قبلهم بالصحة الفموية للطفل وعدم إهمالها ومراجعة طبيب الأسنان للتخفيف من حدة المضاعفات المستقبلية اللاحقة . اختصاصي في جراحة الفم والوجه والفكين