قال أمين عام منظمة المؤتمر الإسلامي البروفسور أكمل الدين إحسان أوغلي ان جدول أعمال القمة الاسلامية المقبلة المزمع عقدها في العاصمة السنغالية داكار سيضم كافة القضايا السياسية التي تهم العالم الاسلامي بالاضافة الى عدد من المواضيع تتصدرها قضية الرسوم المسيئة للرسول الكريم عليه الصلاة والسلام. واضاف اوغلي يقول في تصريحات للصحفيين في عمّان ان الامانة العامة ستعرض على القمة تقريرها الاول حول ظاهرة الخوف من الاسلام (الاسلامفوبيا) المنتشرة في الغرب لبحث سبل شرح الاسلام الحقيقي لكافة شعوب العالم. وقال اوغلي ان قادة العالم الاسلامي سينظرون في قضية الرسوم المسيئة بحساسية كبيرة وسيعنى بها بشكل خاص حيث لا معنى للمنظمة اذا لم تتصدر هذه القضية اهتماماتها. واشار اوغلي الى جهود المنظمة منذ ظهور هذه القضية اول مرة في العام 2005والتي كان اهمها اتصالاتها مع الحكومة الدنماركية والمفوضية الاوروبية والاممالمتحدة والتي نتج عنها عدد من القرارات الصادرة عن الجمعية العمومية للامم المتحدة والمنظمة العالمية لحقوق الانسان والتي شجبت جميعها اساءات الصحف الدنماركية. وحول الوضع في قطاع غزة قال اوغلي (ان القضية الفلسطينية موضوع دائم على جدول أعمال اللقاءات الاسلامية وعلى مختلف المستويات ونحن نسعى دوما لتخفيف حدة معاناة الشعب الفلسطيني ضمن الامكانات المتاحة .. واضاف (ان الاعتداءات الاسرائيلية الصارخة تمثل جريمة حرب بشعة يغمض المجتمع الدولي عينه تجاهها وتعجز الاممالمتحدة عن اتخاذ قرار حيالها. وبين اوغلي ان المنظمة بصدد تسيير عدد من قوافل المساعدات الطبية والغذائية لمساعدة الشعب الفلسطيني كما تجرى اتصالات دبلوماسية على مستويات مختلفة لوقف الاعتداءات الاسرائيلية البشعة. وعن الوضع في العراق ودور المنظمة الاسلامية فيه قال ان المنظمة تعنى بالعراق بصورة خاصة وتقف الى جانب شعبه المظلوم حيث عملت المنظمة خلال السنوات الماضية على تصفية الاجواء بين السنة والشيعة وإنهاء النزاع بينهما. واضاف (إن دور المنظمة يعمل على التقريب بين اطياف الشعب العراقي الذي لم يشهد عبر تاريخه مثل هذا الانقسام فقد عاش السنة والشيعة في نفس المدينة والحي عبر مئات السنين وكان الخلاف بينهما لا يتعدى الخلاف الفقهي الذي لم يتطور ابدا الى نزاع وقتال كما حدث خلال السنوات القليلة الماضية. وحول إمكانية عودة منظمة المؤتمر الاسلامي عن قراراتها السابقة والمتعلقة بتجميد الجهاد وإعلانها عن استخدام اساليب اكثر نجاعة في مواجهة الهجمة على الاسلام وعلى عدد من الدول الاسلامية قال اوغلي: ان الجهاد الاكبر والمتمثل ببذل الغالي والنفيس وانتهاج الاساليب العملية لتحقيق طموحات الشعوب الاسلامية مستمر ولم يتوقف اما اذا كان المقصود من الجهاد هو القتال فإن ذلك غير مطروح. وفيما اذا كانت القمة الاسلامية ستتبنى قرارا بمقاطعة الدول المعادية للاسلام والمسلمين قال اوغلي ان قرار المقاطعة الاقتصادية قرار شعبي لا يمكن ان يصدر عن الحكومات الاسلامية المرتبطة بمعاهدات ومواثيق دولية. واضاف وقد اثبتت المقاطعة الاقتصادية نجاعتها وتأثيرها عندما قادت منظمات المجتمع المدني ووسائل الاعلام في مختلف الدول الاسلامية شعوب المسلمين الى مقاطعة منتجات بعض الدول ولكن المقاطعة بدأت بطريقة غير منظمة وانتهت بنفس الاسلوب ونحن نؤكد ان اسلوب المقاطعة ناجع جدا اذا ما وجد تفاعلا شعبيا معه. وحول جدول أعمال القمة المقبل قال اوغلي انه بالاضافة الى القضايا السياسية وقضية الرسوم المسيئة فإن جدول أعمال القمة سيتضمن طرح برنامج تنموي خاص بقارة أفريقيا والخطة العشرية لعمل المنظمة إضافة الى متابعة خطة دعم التبادل التجاري بين الدول الاعضاء وصولا الى تحقيق ما نسبته 20بالمئة من حجم التبادل التجاري في كل دولة إسلامية. واضاف (إن القمة المقبلة ستشهد موضوع تعديل ميثاق المنظمة الذي مضى على إقراره أكثر من 35عاما مما يستدعي تعديله بصورة تنسجم مع التغيرات الدولية التي شهدها العالم خلال العقود الاربعة الماضية).