اعلن الرئيس الروسي المنتخب ديمتري ميدفيديف ان الرئيس الروسي هو الذي "يقرر السياسة الخارجية لروسيا بموجب الدستور". وقال ردا على سؤال خلال مؤتمر صحافي حول تقاسم السلطة بينه وبين رئيس الوزراء الذي سيكون فلاديمير بوتين، اجاب ميدفيديف "الرئيس هو الذي يقرر السياسة الخارجية بموجب الدستور". واوضح "للرئيس صلاحياته ولرئيس الحكومة صلاحياته. لقد تحددت هذه الصلاحيات منذ زمن طويل ولا يمكن لاحد ان يغيرها". واضاف ردا على سؤال حوال علاقته ببوتين "اننا نعمل معا منذ زمن طويل ولنا ملء الثقة ببعضنا البعض". وشدد على ان سياسته "ستكون استمرارا مباشرا لسياسة فلاديمير بوتين". ولكنه وعد مع ذلك بادخال "بعض التعديلات". وقال ايضا "يجب ان تأخذ السلطة بالاعتبار مصالح جميع الناخبين وليس فقط الذين صوتوا له. وسوف اعمل كذلك بما في ذلك ادخال بعض التغييرات". ومن جهة اخرى، لاحظ الصحافيون الذين كانوا يغطون المؤتمر الصحافي وجود الكسندر فولوشين المقرب من ديميتري ميدفيديف في غرفة مجاورة وهو الذي كان المسؤول عن ادارة الكرملين في عهد بوريس يلتسين في التسعينيات. وسيتسلم ميدفيديف مهامه في السابع من ايار - مايو المقبل، حسب ما اعلن رئيس الادارة الرئاسية الروسية سيرغي سوبيانين وهو ايضا مدير حملة مدفيديف الانتخابية. وقال لوكالة انترفاكس ان "احتفال تنصيب الرئيس الجديد سيقام في السابع من ايار - مايو" المقبل. وقد حصل ميدفيديف على 69.2% من الاصوات بعد فرز 70.6% من بطاقات التصويت في مكاتب الاقتراع، كما اعلنت اللجنة الانتخابية المركزية في حصيلة جديدة. وحل المرشح الشيوعي غينادي زيوغانوف في المرتبة الثانية مع 18.2% متقدما المرشح القومي فلاديمير جيرونوفسكي الذي حصل على 9.9%، حسب المصدر نفسه. اما المرشح المغمور اندريه بوغدانوف المؤيد لانضمام روسيا إلى الاتحاد الاوروبي، فقد حصل على 1.2% من الاصوات. إلى ذلك اعلنت بعثة مراقبي الجمعية البرلمانية في مجلس اوروبا، بعثة المراقبين الغربيين الوحيدة التي واكبت الانتخابات الرئاسية الروسية، ان هذه الانتخابات لم تحقق "امكاناتها الديموقراطية". وقال رئيس وفد المراقبين اندرياس غروس خلال مؤتمر صحافي ان "نتائج الانتخابات الرئاسية تعكس ارادة ناخبين لم تتحقق للاسف كامل امكاناتهم الديموقراطية". واعلن رئيس اللجنة الانتخابية المركزية الروسية انتخاب ديميتري ميدفيديف مرشح الرئيس المنتهية ولايته فلاديمير بوتين رئيسا ب70.23% من الاصوات بحسب نتائج شبه نهائية. على صعيد آخر، أعلن البيت الأبيض أمس نية الرئيس جورج بوش العمل مع ديميتري مدفيديف الذي انتخب الاحد رئيسا لروسيا، وذلك بما يخدم "المصلحة المتبادلة" للبلدين. وفي اول رد فعل له على الانتخابات الروسية، تجنب البيت الابيض التطرق الى شرعية تلك الانتخابات، وقال المتحدث غوردن جوندرو "اترك هذا الامر لمراقبي الانتخابات". كذلك، لم يشر البيت الابيض الى اي تهان، وسئل المتحدث عما اذا كان بوش يعتزم الاتصال بمدفيديف فرد انه يفترض ان يجري اتصالا هذا الاسبوع. وقال جوندرو فيما كان بوش يستعد لمغادرة واكو (تكساس، جنوب) عائدا الى واشنطن بعد تمضية عطلة نهاية الاسبوع في كروفورد، ان "ديمتري مدفيديف انتخب رئيسا لروسيا والولايات المتحدة تتطلع الى التعامل معه". واضاف ان "من مصلحة روسيا والولايات المتحدة المتبادلة التعاون" في مجالات مثل الحد من انتشار الاسلحة النووية ومكافحة الارهاب والجريمة الدولية". كما دعا وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير امس الاتحاد الاوروبي إلى "ايجاد لغة جديدة" مع الرئيس الروسي المنتخب ديميتري ميدفيديف آسفا لعدم توصل الاوروبيين إلى ذلك مع فلاديمير بوتين. وقال كوشنير متحدثا لشبكة فرانس انتر "ايا كانت الانتقادات التي يمكن توجيهها إلى ممارسات بوتين (وليس إلى ميدفيديف حتى الآن، سنرى لاحقا)، يجب ان نجد لغة، نحن فرنسا ولكن بالاخص الاتحاد الاوروبي، مع روسيا". وقال "ان روسيا تعاني من كونها في موقع غير موقعها، في مواجهة الاتحاد الاوروبي على الاخص"، مضيفا "لم نجد اللغة الصحيحة" حتى الآن. واعتبر ان "قسما من مستقبلنا، ليس بالنسبة للطاقة فقط ولكن بالنسبة للطاقة ايضا، يتحدد في روسيا" مضيفا "يجب ان تحتل روسيا المكانة التي تعود لها والتي لم تعد تشغلها فيما نطلق عليه اسم الاسرة الدولية". وكانت الصحافة الروسية تساءلت حول امكانية استمرار فريق فلاديمير بوتين وخلفه ديميتري ميدفيديف في السلطة غداة انتخابات رئاسية اعتبرت "الاكثر ضجرا" في تاريخ روسيا ما بعد الحقبة السوفياتية. وتوقعت مجلة نيوزويك الروسية ان تقوم "معركة غدا" مصورة بوتين وميدفيديف الذي وعد بتعيين سلفه رئيسا للحكومة يحركا خيوط دمية هي نسر برأسين، شعار الدولة الروسية. ورأت "ان تنظيم الانتخابات كان مسألة فنية. سيترتب بعد الآن على بوتين وميدفيديف تبادل المقاعد وسيظهر مركزان للسلطة" هما الكرملين ومقر الحكومة. وتابعت "يبدو ان بوتين مستعد فعلا لترك السياسة الداخلية والخارجية لميدفيديف وانه يفكر بالاهتمام بالاقتصاد". وتساءلت صحيفة الاعمال فيدوموستي "اين ستكون السلطة؟" معددة صلاحيات رئيس الوزراء والرئيس كما نصت عليها التشريعات. وكتبت الصحافية يوليا لاتينينا في صحيفة المعارضة نوفايا غازيتا التي تصدر كل يومين "لم يناقش احد بطريقة جدية ما اذا كان ميدفيديف سيفوز ام لا. كان الجدل حول مسألة مختلفة تماما: هل سيأخذ ميدفيديف السلطة من بوتين؟". وتوقعت صحيفة ار بي كاي دايلي الاقتصادية تعديلات وزارية "اعتبارا من اذار - مارس" متسائلة على لسان الخبير السياسي المعارض ستانيسلاف بلكوفسكي عن الاضطرابات التي قد تحصل خلال "شهرين بين القيصرين" قبل تنصيب الرئيس الجديد في السابع من ايار - مايو. ورأى بلكوفسكي ان "عملاء الدولة سيبدأون بتوزيع الحقائب فيما بينهم وستبدأ حرب بين الجميع". ووصفت صحيفة ازفستيا الموالية للكرملين الانتخابات بانها كانت "هادئة وآمنة". وهي الصحيفة الوحيدة التي ابدت ثقتها في قابلية فريق بوتين وميدفيديف للاستمرار، معتبرة ان "البلاد لم تحصل فقط على خطتها الانمائية لمدة 12عاما، الامر الذي لم يسبق ان حصل لها، بل على تأكيد بان هذه الخطة ستنفذ بفضل الاستقرار الاقتصادي وانتقال السلطة". واعتبرت ان "الرئيس والغالبية النيابية (التي حصل عليها حزب بوتين روسيا الموحدة) ورئيس الوزراء المقبل يشكلون مثلثا يمثل كما يعلم الجميع اكبر قدر من الاستقرار" مختتمة "الى الامام روسيا!". غير ان صحيفة نوفايا غازيتا كتبت ساخرة "لم يسبق لنا ان شهدنا حملة باهتة إلى هذا الحد ولا يمكن القول عنها سوى انه يبدو ان انتخابات جرت واننا انتخبنا رئيسا"، هازئة من "محاكاة الصراع السياسي" بين ميدفيديف وثلاثة مرشحين لم يجر معهم مرة مناظرة. وعنونت صحيفة روسيسكايا غازيتا الرسمية على صفحتها الاولى "معا فازا" فوق صورة لبوتين وميدفيديف جنبا إلى جنب في حفل موسيقي اقيم في الساحة الحمراء مساء الاحد. وعنونت صحيفة كومرسانت صفحتها الاولى على اعمال العنف التي جرت في نهاية الاسبوع في ارمينيا. وتحدثت في ما يتعلق بالانتخابات الروسية عن اللجوء إلى "الموارد الادارية" لتضخيم نسبة المشاركة إلى حوالى 70% في عبارة تشير إلى ممارسات الادارة المحلية التي تتراوح بين حض الناخبين على الادلاء باصواتهم والتزوير من خلال دس بطاقات اقتراع في صناديق الانتخاب.