اعلنت وزارة الدفاع البريطانية أمس انه سيتم سحب الأمير هاري نجل ولي العهد البريطاني الأمير تشارلز، "فورا" من الخدمة العسكرية في افغانستان بعد الكشف عن تواجده على جبهة القتال في ذلك البلد. وقالت الوزارة في بيان "بعد تقييم مفصل للمخاطر اجرته قيادة العمليات، تم اتخاذ قرار (...) سحب الأمير هاري من افغانستان فورا". وانتشر خبر تواجد الأمير هاري على خط الجبهة في افغانستان لقتال مسلحي طالبان في ولاية هلمند الجنوبية، حول العالم بعد ان اكدته وزارة الدفاع. وظهر الخبر اول مرة في مجلة "نيو ايديا" النسائية الأسترالية في السابع من كانون الثاني/يناير، إلا انه لم يلفت الانتباه الا بعد ان نقله موقع "درادج ريبورت" الأميركي هذا الأسبوع، وبثه على الشبكة. ونشرت وسائل الإعلام البريطانية النبأ بعد ذلك. وكانت وزارة الدفاع البريطانية فرضت حظرا اعلامياً وافقت عليه وسائل الإعلام البريطانية على تواجد الأمير هاري في افغانستان للحيلولة دون وصول هذه المعلومات الى المتمردين وتعريض حياة الأمير ورفاقه للخطر. ونفت المجلة الأسترالية انتهاكها الحظر على نشر الخبر وقالت انه لم يتم ابلاغها بفرض مثل هذا الحظر. وقالت "لم تتلق (نيو ايديا) اي تبليغ بحظر نشر الخبر، ولم تعلم اصلاً بوجود مثل هذا الحظر". وكان مسؤولون في وزارة الدفاع البريطانية قرروا في 2007عدم ارسال الأمير هاري للانضمام الى القوات البريطانية في العراق لأن التهديدات على حياته ستعرض رفاقه للخطر. هذا الكشف أثار غضب وزارة الدفاع البريطانية وأدانه رئيس الجيش البريطاني ، الجنرال السير ريتشارد دانات. لأنه أنهى الاتفاق السري الذي جرى بين الحكومة والإعلام على عدم ذكر أي شيء عن خدمة الأمير في قاعدة هملاند في أفغانستان من أجل حمايته وحماية الجنود العاملين معه. جاء قرار إرسال الأمير هاري الذي يبلغ من العمر 23عاماً إلى أفغانستان بعد أن كشف غطاء السرية عن خبر نيته بالالتحاق بالقوات البريطانية في العراق من قبل في شهر مايو، واضطرت الجهات المعنية إلى التراجع عن القرار خشية على سلامته بعد ان وجد الجنرال دانات أن إرساله إلى العراق سوف يشكل خطورة على حياته وأنه قد يستهدف هو وزملاؤه في الخدمة. شعر الأمير هاري بالإحباط بعد ذلك القرار وقرر المسؤولون حينها إرساله بالسر إلى أفغانستان ليخدم مع القوات البريطانية دون كشف الأمر إعلامياً. وذلك بعد أن أتم تدريبه ليصبح قائد مجموعة مكونة من أربعة إلى ستة مركبات استطلاع مدربة.. والشخص الذي أخبره بقرار ذهابه للخدمة في أفغانستان كانت جدته الملكة الأم شخصياً. وهي التي دعمت بقوة قرار إرساله للخدمة في أفغانستان. لكن لم يعلم عن خبر انضمامه للفريق في أفغانستان سوى 15فرداً من المسؤولين. وافق في شهر يوليو أشهر المحررين الصحفيين البريطانيين بالالتزام بعدم كشف هذا القرار.. وفي ديسمبر وقبل أيام من التحاق الأمير هاري بالخدمة في أفغانستان في 14من ديسمبر التقى المسؤولون المعنيون من وزارة الدفاع برؤساء تحرير الصحف البريطانية ووقعوا على اتفاق تفاهم بإبقاء الخبر سراً رغم أن هذا الاتفاق وصف بأنه غير ملزم قانونياً، إلا أن الصحافة البريطانية التزمت بالوفاء بما اتفقت عليه.