أن تستثمر في التنمية، فهذا يعني أن تكون شريكاً منتجاً، ومنطلقاً من ذات الأهداف والطموحات والأفكار المستقبلية لمجتمعك وثقافتك، فالشراكة الوطنية تعني أن تكون جزءاً من التطلع والهدف، وأن تكون جزءاً من المحددات الثقافية والاجتماعية التي تنبع من ذاتك وتفكيرك. أطراف من تلك الرؤية العامة كانت منطلقنا لبداية الأكاديمية الدولية للعلوم الصحية، ووقف الوازع الوطني والمستقبلي خلف كل عملية تطوير وتحديث عاشتها الأكاديمية في المملكة العربية السعودية، حين تكون جاداً ومنطلقاً من أهدافك وثوابتك الوطنية، ومتحدياً النزعات التقليدية للاستثمار الربحي الأحادي، متجهاً إلى مستقبلك ووطنك، فلن تجد الأكل ما يعينك على مشروعك، وسيتحول الجميع إلى مشاركين في المشروع وباحثين عن نجاحه، لأن كل ما في المشروع بات يقينا لديهم بأنه مشروعهم هم، وبأنه ينطلق من نفس أفكارهم وهواجسهم وتطلعاتهم المستقبلية. من هنا كان التحدي الأكبر لدينا في الأكاديمية الدولية للعلوم الصحية أن تقدم نستخة سعودية لآخر ما وصل إليه العالم المتقدم في مجال التعليم والتدريب الطبي، لأننا ندرك أن المعارف والعلوم إنسانية عالمية، وأن التعلم أو التدريب في منطق الانكفاء على الذات نوع من الفهم السلبي للعلوم والمعارف ولأننا وسط عالم يتقدم في كل مجالاته، وتنفتح فيه أبواب التقدم على أوسع مظاهرها في حقل التعليم والتدريب الصحي، صممنا على أننا حين نسعى لإيجاد تعليم صحي سعودي فلا بد أن يكون مماثلاً ومواكباً لكل ما يستجد في هذا الحقل. حركة التطور والنمو المتسارع في المملكة ليست جزافاً بل هي نتيجة خطط حكومية واعية ومدروسة تجعل كل استثمار رشيد هو الذي يضع في حساباته مواكبة تلك الخطط والسير على نهجها في عملية الارتقاء والتطوير هي ذات حركتنا في الأكاديمية الدولية للعلوم الصحية انتمت كل عمليات التوسع ضمن خطط ودراسات مستقبلية تستشرف الاحتياجات وتقرأ المتطلبات المستقبلية. انطلقنا من القصيم كمحاولة منا للخروج من التقليد الاستثماري الذي يستهدف العواصم والمراكز لايماننا بأن الاستثمار الناجح والأفكار الاستثمارية الناجحة هي التي تضيف للأمكنة وتستفيد منها وليس العكس، وأفادنا ذلك في أن نرسخ لدينا قناعة إمكانية التواجد والتطور في كل مناطق المملكة. الأكاديميات الآن تغطي كل مناطق المملكة وبتنوع يشمل البنين والبنات، ويضاف لنا شرف واعتزاز أننا ومن خلال أكاديميات البنات ننفذ أحد أبرز وأهم مشاريع الخير المستقبلية (مشروع الأمير سلطان بن عبدالعزيز لتوطين وظائف التمريض النسائية) الذي يعد إسنادة للأكاديمية شهادة نشعر معها بمزيد من الحث على مواصلة الجهود بحثاً عن الأفضل. إننا ذاهبون إلى المستقبل السعودي تحف بنا الرعاية الحكومية الرشيدة التي يجدها كل مشروع صادق، من خلال تخصصنا وسعينا لتلبية أحد أبرز وأهم احتياجاته الإنسانية والنموية. *رئيس مجلس الإدارة