أعلنت كل من وزارة الصحة ووزارة الهجرة والاستيعاب ومنظمة "النفس بالنفس" عن خطة تهدف إلى جذب الأطباء اليهود الشباب للهجرة إلى إسرائيل حيث سيمنح الطبيب الذي يختار الهجرة إليها من أمريكا وبريطانيا وكندا مبلغ 60000دولار إضافة إلى منحة وزارة الهجرة والاستيعاب. عملية هجرة الأطباء جاءت بمناسبة السنة ال 60لقيام دولة إسرائيل وبسبب النقص المتوقع للأطباء في البلاد. ويشير التقرير الذي أعدته لجنة الميزانية والتخطيط إلى أن هناك ميلاً متزايداً لدى الأطباء للترك وبسبب ذلك فإن النسبة الحالية للأطباء مقارنة بالسكان وهي 3.4أطباء لكل 1000شخص مرشحة للهبوط في عام 2025لتصبح 2.5طبيب لكل 1000شخص. ومؤخراً نشرت معطيات تبعث على القلق حول ارتفاع معدل هروب العقول من إسرائيل، فحسب معطيات البحث الذي أعده طاقم المعهد الاقتصادي بمركز "شاليم" في القدس برئاسة كل من البروفيسور عومير مؤاب والدكتور اريك غولد فقد سجل تسارع في هرب العقول ما بين العامين 2002- 2004وكانت الوجهة الأساسية لهؤلاء في الغالب الولاياتالمتحدة، وتعد إسرائيل بحسب الدراسة المصدر الأول للعقول إلى الولاياتالمتحدة إذا أخذنا بعين الاعتبار حجم السكان في إسرائيل مقارنة مع الهند وباكستان وكندا والدول الأوروبية. وأشارت الدراسة إلى أن نسبة هروب العقول من إسرائيل بلغت في الفترة ما بين عامي 2002- 2004حوالي 6في المائة سنوياً ففي العام 2002هاجر من إسرائيل 0.9في المائة شاملة الباحثين والأساتذة وفي العام 2004ارتفعت النسبة إلى 1.7في المائة. أما بالنسبة للأطباء فقد بلغت نسبة الهجرة بينهم 1.3في المائة عام 2002وارتفعت النسبة لتصل إلى 2.1في المائة عام 2004م. ويقول البروفيسور مؤاب "في الوقت الذي ظلت فيه نسبة هروب أصحاب الخبرة الفنية قليلة ومحدودة فإن نسبة هروب حملة البكالوريوس والماجستير والدكتوراه يتسارع بنسبة 6في المائة سنوياً وللأسف فإن إسرائيل تتجاهل هذه المشكلة بينما تهتم دول العالم دائماً بمثل هذه الظاهرة". هذا وقد نشر مؤاب وغولد قبل حوالي ستة أشهر دراسة تقول إن هروب العقول من إسرائيل جاء بسبب سياسات الدولة وعلى حد قولهم فإن المهاجرين يفضلون العودة إلى روسيا الفقيرة لكسب المال، وقد أثارت هذه الدراسة موجة من الغضب في أوساط الجمهور الإسرائيلي آنذاك. وأكد البروفيسور مؤاب معد هذه الدراسة ان القول بأن معظم المهاجرين من إسرائيل خرجوا للعمل لعدة سنوات، وبعد ذلك سيعودون غير صحيح لأن المعطيات تشير إلى أنه خلال عشر سنوات مضت لم يعد 96في المائة من المثقفين والعقول الماهرة الذين تركوا إسرائيل عام 1995وفضلوا الإقامة الدائمة في البلدان التي هاجروا إليها، وبحسب مؤاب فإن أحد الأسباب وراء هذه الظاهرة هو فرق المرتب وعبء الضريبة، فمثلاِ الباحث والمحاضر الإسرائيلي الناجح يحصل على مبلغ يتراوح ما بين 60إلى 70ألف دولار سنوياً بينما يحصل باحث متوسط في كلية الاقتصاد في ويسكانسون على 120ألف دولار سنوياً. وبحسب مؤاب فإن هذه الظاهرة عالمية واستطاعت دول مثل ألمانيا وانجلترا وكندا مواجهة هذه الظاهرة عن طريق خلق فرص مناسبة في الجامعات لجذب الباحثين والمحاضرين الجيدين. (صحيفة هآرتس)