حينما تغتالني الغربة يضيق الفضاء بي.. واكتب أحرفاً من نار على أعمدة الشمس.. رحيل.. رحيل.. وتراب بين أسناني يتموج أفرد أجنحتي للطيران.. أحلق في سماء الخيال تأتيني عبرة تزمجر في ذاتي.. آه.. وانه تحرق ضلوعي.. كم أشتاق إلى غرفتي الصغيرة الباردة كم أشتاق إلى النهر وورق الخريف.. والعجائز، والأطفال، والشباب الكل منهم يتطلع إلى ما فوق الأفق أناس يفرحون يعبرون دون خوف.. يعيشون في أمان رغم الحروب.. أما أنا فمحرم علي الحب، حتى أن أفكر فيه.. منذ الصغر علموني أن التعبير عن المشاعر عيب، وأن الحب محرم، وأن أجلد نفسي كل مساء بسكاكين الانتظار.. أفكر.. أفكر.. أضع يدي على رأسي خوفاً من أن تفر أفكاري وأعود امرأة بلا عقل.. وتنطمس ذاكرتي.. علني أجد من يبادلني الحب.. وفي كل ليلة أحضن وسادتي وأنام.. نوماً متقطعاً، وفي أحد الليالي القارصة.. حينما يأتي الذئب المفترس يرعبني بعوائه وتمزيقه قميصي الحريري.. يأخذ ما يريده مني بكل قوة وينام بكل هدوء.. وظل طول ليلي يقضة كأنني عصفورة تلتحف غطاء الخوف في ليلة باردة لا حيل لي ولا قوة في أمرها.. أبكي وأفكر في الخلاص من وضعي فكرت في الهروب أو الانتحار.. لم أقدر ليس لدي الجرأة الكافية.. طفلة صغيرة تخاف العقاب.. تتلفلف بغطاء الخوف من شيء تنتظره كل ليلة من تمزيق الشرشف..