توج هذا الفيلم قبل أيام قليلة بواحدة من أكبر الجوائز السينمائية في العالم وهي جائزة الدب الذهبي من مهرجان برلين وذلك للمرة الثانية في تاريخ السينما البرازيلية بعد فيلم (المحطة المركزية-Central Station) الذي حقق نفس الجائزة عام 1998.فيلم (فرقة الصفوة) يسير على الطريق الذي سارت عليه من قبل التحفة البرازيلية (مدينة الإله-City of God) ويرسم صورة قاتمة لمدينة ريو دي جانيرو الغارقة في مستنقعات الفقر والعنف والفساد. تبدأ أحداث الفيلم من اللحظة التي يقرر فيها بابا الفاتيكان زيارة الأحياء الفقيرة في العاصمة البرازيلية ريو دي جانيرو، ولأن آخر ما يتمناه عمدة أي مدينة أن يُقتل عنده شخصية هامة مثل البابا فإنه يأمر قواته بالاستنفار الكامل لتهيئة المكان للضيف الكبير. والذي يزيد من صعوبة المهمة أن المكان المستهدف هو معقل للعصابات وبؤرة للفوضى. وهنا يأتي دور الفرقة الخاصة وهي الذراع الأمني الأقوى للشرطة البرازيلية التي يرأسها الضابط (ناسيمنتو) والتي يطلب منها القيام بضربات استباقية ضد رؤوس العصابات. لكن المشكلة بالنسبة للضابط النزيه (ناسيمنتو) أن التوقيت لمهمة ضخمة كهذه ليس مناسباً لأنه ينتظر مولوده الأول ولا يريد أن يموت قبل أن يراه. بهذا الخط الرئيسي ومع خطوط فرعية أخرى يقدم الفيلم وصفاً لحجم الفوضى وضياع الأمل الذي يغطي سماء البرازيل، الفقر الشديد وانتشار المخدرات وفساد الشرطة، ملامح سوداء طبعت الفيلم بالرعب وجعلته قريباً من الأجواء التي ظهرت قبل خمس سنوات في التحفة البرازيلية (مدينة الإله) حتى من ناحية أسلوبه الذي اتبع طريقة الخطوط المتوازية التي يبعثرها المخرج ويقاطع بينها بشكل زاد من حدة التوتر. بطولة الفيلم كانت جماعية وإن كان البروز الأكبر لثلاثة ممثلين جسدوا الشخصيات الرئيسية وهم (كايو جونغويرا) بشخصية الضابط (نيتو)، (آندري راميرو) بشخصية الضابط (ماتياس) ثم الممثل (فاغنر ميورا) بدور قائد فرقة الصفوة والذي شارك في عدة أفلام برازيلية مميزة مثل (سجن كارندينو-Carandiru) وفيلم (أبريل المحطم-Abril Despedacado) للمخرج والتر ساليس.