سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
العطية : النشاطات الاقتصادية والترفيهية على سواحل الخليج أدت إلى تدهور الأنظمة البيئية في المنطقة بدء الاحتفال بالأسبوع البيئي تحت شعار "سواحلنا والتنمية المستدامة"
أكد معالي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبد الرحمن بن حمد العطية ان دول المجلس تجسد التزامها بقضية المحافظة على البيئة منذ السنوات الأولى لنشوء مجلس التعاون، وتمثل ذلك في اعتماد السياسات والمبادئ العامة لحماية البيئية التي أقرت في الدورة السادسة للمجلس الأعلى (مسقط عام 1985م) وتنفيذاً للبند العاشر لها، والذي ينص على ان (العمل من خلال وسائل الإعلام والمناهج الدراسية وغيرها على رفع مستوى الوعي المجتمعي بقضايا البيئة وضرورة حمايتها وغرس الشعور بالمسؤولية الفردية والجماعية لتقديرها والمحافظة عليها)، حيث قرر الوزراء المسئولون عن شؤون البيئة في اجتماعهم السابع (بدولة الكويت سبتمبر 2003م) أن تقوم الدول الأعضاء بإقامة أسبوع للتوعية البيئية خلال شهر فبراير من كل عام. وقال بمناسبة بدء الاحتفال بالأسبوع البيئي الأول تحت شعار (سواحلنا والتنمية المستدامة) امس الاول، حيث تهدف دول المجلس من خلال هذا الأسبوع الارتقاء بمفهوم الوعي البيئي وتسليط الضوء على أهم القضايا والمشاكل والتحديات البيئية. واشار العطية الى انه بناء على ذلك تم تشكيل لجنة التوعية والإعلام البيئي، التي وضعت البرامج والخطوات التنفيذية للأسبوع البيئي كما قرر الوزراء المسؤولون عن شؤون البيئة في اجتماعهم الحادي عشر (جدة مايو 2007م) تفعيل الأسبوع البيئي والبدء بنشاطاته وبرامجه، وان يكون شعاره للعام 2008م "سواحلنا والتنمية المستدامة"، مؤكدا بإن الحديث عن البيئة حديث ذو شجون، فهي تمثل أهمية كبيرة للإنسان، فهي المحيط الذي يعيش فيه ويحصل منه على مقومات حياته، وهي المحيط الذي يتفاعل معه ويمارس فيه علاقاته الاجتماعية مع غيره. وابان معالي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبد الرحمن بن حمد العطية بأن اختيار شعار سواحلنا والتنمية المستدامة له مدلوله المباشر لدول المجلس التي تقع معظم أنشطتها وبرامجها ومشاريعها التنموية الاقتصادية والسياحية على الخليج العربي أو البحر الأحمر، حيث قد أنعم الله تعالى على هذه المنطقة بمسيرة تنموية شاملة ذات معدلات سريعة تناولت كل أوجه الحياة صاحبها استغلال كبير للموارد الطبيعية وضغوط بيئية شديدة ذات تأثير اجتماعي واقتصادي وصحي من جراء النشاطات الاقتصادية والترفيهية القائمة على تلك السواحل والتي أدت إلى ظهور بعض الآثار السلبية المتعددة والمتباينة التي أدت إلى تدهور الأنظمة البيئية في المنطقة وبالذات البيئة البحرية حيث نجمت عنها تغيرات كبرى في طبيعة السواحل البحرية، وتفاقمت بسببها مشاكل بيئية نتجت عن النفايات ومياه الصرف الصحي غير المعالجة أو مياه التبريد من محطات تحلية المياه أو الجسيمات العالقة من مصانع الاسمنت والمعامل التي تبث تلوثها في هواء المناطق الساحلية. وتابع : س لقد ضاعف من ذلك الحركة الهائلة لناقلات النفط في الخليج وما ينتج عنها من تلوث مستمر، بالإضافة إلى ما تعرضت له البيئة من دمار كبير في البر والبحر والجو نتيجة النزاعات المسلحة التي مرت بها المنطقة، والتي أضافت ضغوطاً تراكمية على البيئة. ودعا العطية بهذه المناسبة دول المجلس والمنظمات الإقليمية والدولية العاملة في المنطقة بذل المزيد من الجهود والتعاون والتنسيق على المستوى الوطني والإقليمي، لتنمية تلك السواحل وإعادة تأهيلها، وفق نظام إداري متكامل للمناطق الساحلية وذلك لضمان الاستفادة المستدامة من الموارد السياحية والبحرية وإيقاف ما تفقده السواحل في دول المجلس من مناطق عالية الانتاجية كبيئات الشعاب المرجانية ومناطق نباتات القرم وغيرها وذلك حتى نفي بالتزاماتنا تجاه الأجيال القادمة، مع العمل على غرس الشعور الإيجابي نحو المحافظة على البيئة ومواردها الطبيعية، والانتماء لها من منطلق تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف. وأشار الأمين العام لمجلس التعاون الى أن حياتنا وسلامة صحتنا تعتمد بإذن الله على نقاء الوسط الذي نعيش فيه بكامل مقوماته، ولاسيما السواحل والشواطئ والبيئة البحرية بشكل عام والتي لها دوراً أساسياً في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والترفيهية وتزويد جميع دول المجلس بمياه الشرب من محطات تحلية المياه المنتشرة عليها، أو الثروة السمكية، مؤكدا بإن هذا الأمر يحتاج منا إلى المزيد من الاهتمام بحماية البيئة بعناصرها الثلاثة الماء والهواء والتربة عن طريق الالتزام بمبدأ التقييم البيئي للمشاريع، وتكثيف برامج التوعية في وسائل الإعلام والمناهج الدراسية، والأبحاث العلمية لرصد الملوثات والتغيرات البيئية وتسخير الموارد المالية لإنجاح مثل هذه البرامج والأبحاث والدراسات الجادة مع العمل على تطوير الإمكانيات والمؤسسات وتوحيد أطر الإدارة البيئية تحقيقا لتنمية مستدامة ينعم بها أجيال الحاضر والمستقبل. وأعرب العطية في ختام كلمته عن أمله أن يكون للأسبوع البيئي لدول مجلس التعاون صداً واسعاً لدى المسؤولين ولدى شعوب المنطقة، وأن يكون متمماً لما بدأت به هذه الدول في مجال المحافظة على البيئة ومواردها الطبيعية في إطار التنمية المستدامة، سائلاً الله أن يكون يومنا خير من أمسنا وأن يجعل غدنا خير من يومنا، وأن ننعم ببيئة سليمة وصحية، وأن ننقلها للأجيال القادمة أكثر نقاءً وسلامة .