مصطلح "الجريمة الالكترونية" انتشرت كمثيلاتها من المصطلحات (البريد الالكتروني، والتجارة الالكترونية، الحكومة الإلكترونية، التسويق الإلكتروني)، وجميع هذه المصطلحات ترتبط بالحاسب الآلي كوسيلة تنفيذ أو كوسيلة تخطيط، سيتمحور تقريرنا على الجرائم الإلكترونية والتي أتاحت للمخربين والمفسدين واللصوص استخدام التقنية المتطورة للقيام بتنفيذ جميع أنواع الجرائم الاعتيادية كالسرقة والاحتيال والابتزاز والتخريب والارهاب وغسيل الأموال وغيرها، الجرائم الالكترونية ويمكن ان تحدث بطرق مختلفة كالغش حيث إن أجهزة الحاسب الآلي جعلت من الاسهل بكثير الاحتيال في استخدام البطاقات الائتمانية، وتزوير البطاقات الشخصية وبطاقات العمل ..الخ، وأيضاً من الجرائم الإلكترونية التجسس سواء بواسطة البريد الالكتروني أو ارسال الرسائل أو استخدام البرامج المتخصصة بذلك، كما أن هناك جرائم التي تحدث عند الوصول بطريقة غير نظامية (اختراقات) الى الأنظمة سواء في أنظمة الجهات الحكومية أو أنظمة القطاعات الخاصة وخصوصا المالية وقد تهدف هذه الاختراقات إلى التلاعب أو تدمير المعلومات الموجودة في تلك الأنظمة أو القيام بتحويل أموال لحسابات أخرى، كما أن التعدي على حقوق النشر وقرصنة البرامج والبرمجيات هي واحدة من اكثر المشاكل انتشارا وتمثل جريمة إلكترونية من الصعب متابعتها ومكافحتها، لا شك أن زيادة الحالات الإجرامية الإلكترونية لها تأثير على الاقتصاد من حيث زرع عدم الثقة في التقنية وخصوصاً لمن يتعرض لتلك الجرائم، وبالتالي فقدان منفذ اقتصادي مهم في الوقت الحالي خصوصاً وأن حجم التبادل التجاري عبر الأنترنت فقط بلغ بلايين الدولارات فمثلاً من يتعرض لسرقة بيانات بطاقته الائتمانية عن طريق الانترنت فسيتجنب استخدام البطاقة مرةً أخرى، لذلك محاربة هذه الجرائم قبل وقوعها هاجس كبير لدى جميع صناع التقنية حيث يوجد الان شركات متخصصة فقط في حماية الأنظمة من الاختراقات والتلاعب في قواعد البيانات، وهذه الشركات المتخصصة تستخدم أعلى درجات الحماية، كما أن الوسائل الإلكترونية أصبحت مجالاً مفضلاً لممارسي غسيل الأموال ونقل الأموال المشبوهة وفي كل مرة يتم إختلاق سيناريو جديد للنصب والاحتيال . البريد الإلكتروني والجرائم الإلكترونية من أقوى الوسائل التي اتبعها منفذو الجرائم الإلكترونية ولا زالوا يقومون بها هي اتخاذ رسائل البريد الإلكترونية وسيلة للإيقاع بأهدافهم، حيث إن البلايين من رسائل البريد الالكتروني يتم إرسالها يوميا في كافة أرجاء الكرة الأرضية، شأنه في ذلك شأن أي وسيلة أخرى من وسائل الاتصال، وأهم الجرائم المرتبطة البريد الالكتروني : ( الغش وارسال الفيروسات وقصف البريد الإلكتروني والتهديد والتشهير)، حيث إن رسائل البريد الالكتروني كثيرا ما تكون أسرع وأسهل الطرق لنشر الفيروسات والتروجانات (ملفات الجسس) عبر الانترنت، فمثلاً يتم إرسال رسائل بعناوين مثيرة لإقناع المتلقي بفتح تلك الرسالة وتشغيل المرفق وبالتالي يتم زرع الفايروس أو ملف التجسس في الجهاز ، وايضاً من الممكن أن بتعرض البريد الالكتروني للقصف حيث يتم ارسال كميات كبيرة من الرسائل الالكترونية الى الشخص المستهدف مما يؤدي الى تدمير هذا البريد سواء كان العنوان البريدي لشخص أو شركة، وأيضاً البريد الالكتروني هو اداة قوية للمجرمين والذي يقومون بتهديد ضحاياهم أو ابتزازهم ويفضل عدم ذكر اسمه، كما أن ممكن أن تكون رسائل البريد الالكتروني وسيلة قوية للتشهير او الافتراء سواء بهدف الانتقام وإثارة البلبلة وقد حدث هذا الأمر كثيراً، الاحتيال والغش الإلكتروني أيضاً تعتمد كثيراً على البريد الإلكتروني بهدف ارتكاب الجرائم المالية حيث يقوم المجرمون باستهداف ضحاياهم مع تحديد الفئات فمثلاً اذا كان الضحية رجل اعمال يتم إرسال بريد الكتروني له باسم بنك استمثاري يقنع الضحية بتحويل مبالغ له للمشاركة في مشاريع استثمارية مربحة وهناك قصة شهيرة حدثت لأحد رجال الأعمال عندما وصلت له رسالة إلكترونية من نائب رئيس مجلس إدارة بنك آسيوي توضح له أن هناك فرصة لتنمية المال وقام رجل الأعمال بتحويل الأموال للحساب البنكي الذي وصله، ولاحقا تبين ان البريد الالكتروني الذي وصله لم يكن عن طريق أي مسئول في البنك الآسيوي وإنما بعث بها أحد المحتالين وهو من الجنسية الهندية ويقيم في نيجيريا، وأيضا سبق أن انتشرت رسائل بريدية الكترونية تحتوي على روابط لمختلف البنوك السعودية مرسلة من عناوين تظهر على أنها البنك الذي يدير حسابك ويطالبونك بسرعة القيام بتعديل بياناتك وتغيير كلمة المرور وبمجرد قيامك بالضغط على هذه الروابط فتظهر لك صفحات مطابقة تماماً في التصميم للصفحة التي تقوم بإدخال رمز المستخدم وكلمة المرور فيها للبنك الخاص بك، واتضح أن هذا الأمر لا يعدو إلا أنه وسيلة لسرقة رموز وكلمات مرور العملاء في هذه البنوك الذين لا يتنبهون لهوية المُرسل وعنوان الرابط لذلك فإن البريد الإلكتروني وسيلة هامة يجب الحذر في التعامل معها . توفير الحماية لنفسك يجب أن يعلم الشخص أن الوسائل الإلكترونية من صنع الإنسان ومن الممكن أن تكون هناك ثغرات قد يستغلها المجرمون لذلك يجب أن يكون الشخص أكثر حذراً، فمن يتعامل كثيرا مع شبكة الانترنت فيجب أن يتوفر في جهازه برنامج مكافح للفيروسات والتروجانات وأن يقوم بمتابعة تحديثه بشكل مستمر لمكافحة أي فيروسات جديدة، ومن يقوم بالشراء عن طريق الانترنت فليحرص على أن يقوم بالشراء عن طريق المواقع الموثوق بها والمشهورة وأن لا يقوم بإرسال بيانات بطاقته الائتمانية لأي شخص كما يجب أن يحرص أن يكون الحد الأئتماني لبطاقته منخفضة وهذا النوع من البطاقات متوفرة في جميع البنوك، يجب تجاهل أي رسائل بريدية أو اتصالات ترد لك تطلب بياناتك الخاصة وخصوصاً اذا كانت تتعلق بالحسابات البنكية . المؤتمر السادس للجريمة الإلكترونية ( لندن 2008م) هناك مؤتمر يقام سنوياً ومختص فقط في الجريمة الإلكترونية حيث سيقام هذه السنة في لندن في الفترة 5- 6مارس 2008م في فندق فكتوريا بارك بلازا، سوف يقدم هذا المؤتمر افكارا وحلولاً متقدمة واستراتيحيات يمكن نشرها من قبل الشركات العالمية، والحكومات لمواجهة الجريمة الالكترونية، كم أن هذا المؤتمر مخصص للمهتمين في مجال أمن المعلومات ومكافحات الجرائم الإلكترونية، يذكر أن هذا المؤتمر يجذب أكثر من 500مشارك من كبار شركات التقنية وكبار مسئولي الحكومات في العالم ولمزيد من المعلومات حول هذا المؤتمر فبإمكانك زيارة الموقع www.e-crimecongress.org .