في العاصمة البريطانية لندن، والتي تعد من أغلى مدن العالم غلاء وتكلفة في المعيشة وفي أجور الخدمات العامة والتعليم، نشأ الشاب الإنجليزي (إليكس تيو) وترعرع، حتى تخرج من مدرسته الثانوية، وكأي شاب طموح أراد (إليكس) أن يواصل تعليمه ليحقق حلمه في الحصول على الشهادة الجامعية، ولكنه لا يملك المال الكافي لدفعه مقابل الرسوم الجامعية الباهظة، فضلا عن التكاليف الأخرى. لقد فكر (إليكس) في طريقة يستطيع من خلالها الحصول على المال اللازم لإكمال تعليمه وتحقيق حلمه، وبعد تفكير عميق توصل إلى فكرة جميلة وظريفة؛ لم تحقق له ما أراد فحسب، بل جعلته من عداد الأغنياء الذين يملكون مليونين من الدولارات الأمريكية. كانت فكرته عبارة عن تصميم موقع على الإنترنت بمساحات فارغة وبدون أي محتوى، وعرض على أصحابه ومعارفه شراء تلك المساحات والتي كان يبيعها بسعر دولار واحد لكل بكسل، ولكن نقطة واحدة لا ترى على الحاسب مما يعني أن أقل مساحة ممكنة للشراء هي 10* 10والتي تساوي مائة دولار. إن مما ساعد (إليكس) في النجاح والشهرة له ولموقعه البسيط؛ هو صدقه في عرض حالته، وبيان هدفه الرئيسي لإنشاء ذلك الموقع، ألا وهو المساعدة في الحصول على المال الكافي لدخول الجامعة، وتوفير مصاريف الدراسة، وبالتالي فقد كان ذلك الصدق دافعا قويا للشركات التي يوجد لديها دوافع إنسانية وإحساس بالمسئولية الاجتماعية للمشاركة في موقع (إليكس) الذي أطلق عليه موقع المليون دولار، وشراء مساحات إعلانية تم نشرها في ذلك الموقع. بدأ (إليكس) موقعه في يوم الجمعة 2005/8/26م، وكانت النتيجة أن باع 400بكسل في أول ثلاثة أيام؛ والتي حصل من خلالها على 400دولار، ثم بعد ذلك بيومين آخرين باع بما يعادل 100دولار، ثم 400دولار، ثم 200دولار، وبهذا التدريج حتى وصل (إليكس) إلى بيع عشرة آلاف بكسل والتي حصل من خلالها على عشرة آلاف دولار خلال 14يوماً فقط!!. توقف البيع لعدة أيام. لتعود حركة البيع مرة أخرى وبقوة هذه المرة وذلك لأن وسائل الإعلام قد تناقلت الخبر لبيع 2500بكسل في يوم واحد، ثم 1900بكسل بعدها. لقد جمع (إليكس) ما يكفيه للدراسة لمدة ثلاث سنوات في الجامعة مع السكن والإعاشة، ولكن النجاح يولد النجاح، حيث استمرت الزيارات المتوالية للموقع من تقدم مراتبه في التصنيف العالمي ليصبح 127، مما حدا الشركات الكبرى من شراء بعض المساحات الإعلانية، ومن ضمن تلك الشركات كانت شركة معامل DSL، حيث زادت عدد الزيارات لموقع الشركة المعلنة (بكسر اللام) 20ضعفا، وزادت مبيعاتها بمقدار 50% من خلال الإعلان في موقع المليون موقع (إليكس). لقد كان مجموع ما باعه (إليكس) قبل دخوله الجامعة ما يعادل 100ألف دولار،وبعد مرور أكثر من أربعة أشهر كان (إليكس) قد جمع 900.000دولار، وبعد مرور العام على إنشائه لهذا الموقع تخطى عدد زوار موقعه المليون زائر يوميا، ولم يتبقى إلا ألف بكسل كان من المفترض أن يحصل على ألف دولار مقابلها، ولكنه وبعد عرضها في موقع مزاد الإنترنت الشهير (eBay) حصل على 23.000دولار كان هي آخر ما تحصل عليه من جراء استخدام هذه الفكرة العبقرية. [email protected]