يا أيتها القراءة، ظالم من قال أنا منك براءة، من اتخذك صديقاً رفعتيه فوق الثريا، ومن وجدك رفيقاً جعلتيه ينادي ويحيا، العقل بك ينمو، والفكر منك يزكو، فضيلة لا يعادلك فضيلة، ومزية فوق المزايا، إذا شعت الأنوار فنورك البهي، وإذا سجعت الأطيار فسجعك الشهي، فيا أنسي ومجلسي، وصحبي ومحبسي، أحبك كما يحب الوالد ابنه، وصاحب المال ماله.. أحبك لا تفسير عندي لصبوتي أفسر ماذا والهوى لا يفسر أطرب عند سماع كلماتك الرنانة، وجملك الطنانة، يهزني إبداعك هزا، فأسج عند سماعه سجا، واسأل ما هذا؟!! أغيث همي، أم نسيم نما، يسري إلى أعماقي، فيثير أشواقي، ويتصل بروحي، فتتألق صروحي، فأذعن وأجيب، وأقول سبحان المجيب، لا يقارن بالسحر، ولا بجمال الدر في البحر. نعم الأنيس إذا خلوت كتاب تلهو به إن خانك الأحباب لا مفشياً سراً إذا استودعته وتفاد منه حكمة وصواب