قرأت باستغراب كبير ودهشة بالغة ما ينشر للكاتبة شريفة العبودي عن عقار الفايتورين ودراسة ENHANC6 التي اجريت عليه ومقارنته بعقار زوكور.. وكان الخبر يحمل ترجمة حرفية ربما لمقالة في جريدة امريكية ونقل مترجما عن قناة C.B.S الامريكية ومقابلتها التي اجرتها مع طبيب العائلة المتقاعد ورائد الفضاء الامريكي دوين جريفلاين. ومصدر دهشتي هو المغالطات التي احتوتها المقالة والبلبلة التي احدثتها لبعض المرضى الذين ينظرون لعيادة (الرياض) كمرجع طبي معتبر له مصداقيته الكبيرة بين أوساط المجتمع، نشأ عن ما نشر ان بعض المرضى ابدى تشككاً كبيراً بعقارات الستاتينات الخافضة للكوليسترول بل ان بعضاً من مرضاي توقفوا عن تناول دوائهم حتى مقابلتي وسؤالي عن هذا الموضوع. فقد شكك المقال بحقيقة طبية لا يختلف عنها اثنان وهي ضرر ارتفاع الكوليسترول وعلاقته الوطيدة والمؤكدة بآلاف الدراسات بأمراض القلب والشرايين وجلطات الدماغ، وركز الخبراء على كتاب الطبيب المتقاعد وتشكيكه بجدوى خفض الكوليسترول وبأن للكوليسترول أهمية كبرى في المحافظة على الذاكرة وبأن عقارات الستائين تدمر العضلات، ومنها عضلة القلب والأعصاب وحتى شخصية الفرد، وذكرت الأخت الكريمة بأن عقار الفايتورين هو من الستائيتات والصحيح هو انه يحتوي على عقارين واحد منهم ينتمي إلى مجموعة الستائيتات والآخر هو عقار ايزيترول EZETROL واسمه العلمي ENHANCG فانني أود أن ابين ما يلي: - إن خفض الكوليسترول السيء أو المنخفض الكثافة هو من أهم الخطوات التي يسعى لها الأطباء لخفض الاصابة بأمراض القلب والشرايين في كل الجسم، وهنا لا يجب أن يختلف اثنان على هذه الحقيقة التي يجب أن يعرفها كل الناس وبالأخص من أصيب بجلطة قلب أو دماغ في السابق ومرضى السكري، وقد دأبت الجمعيات المختصة مثل جمعية القلب الأمريكية والجمعية الأمريكية للسكري، والبرنامج الوطني للكوليسترول، تعليمات علاج الكبار 3(NCEP - ATP3) في خفض الحد الاعلى للكوليسترول السيء LDL فكل بضع سنوات نرى تخفيضاً جديداً للحد الأعلى لهذا النوع لبعض المرضى مثل المرضى الذين اصيبوا بجلطة قلب في السابق أو مرضى السكري فقد كنا نعتبر الحد الأعلى لهم لا يجب أن يتجاوز 130ملجم لكل ديسيليز، وجرى تخفيضه إلى 100ملجم/دسل عام 2004م والآن نتحدث عن 70ملجم/دسل، وما ذلك إلا نتيجة لدراسات محكمة اثبتت أهمية خفض هذا النوع من الكوليسترول إلى حدود دنيا وأن ذلك مانع باذن الله للوفاة نتيجة لجلطات القلب ومانع للجلطات الصغيرة وللحاجة لعمل دعامات لشرايين القلب. وذكرت مقالة الأخت الكريمة بأن الستائيتات ليس لها تأثير على الدهون الثلاثية ولا على الكوليسترول الحميد، وهذا القول غير صحيح البتة، فهي تقوم بتخفيض الدهون الثلاثية بنسبة تتراوح بين 15- 30%وترفع الكوليسترول الحميد مابين 8- 15% وهذا التأثير يعتبر ضعيفاً مقارنة بعملها الاساسي وهو خفض الكوليسترول السيء بنسبة قد تصل إلى 40%. وعودة إلى دراسة ENHANCE والتي شابها الكثير من الاسئلة من حيث تأجيل نشر الدراسة إلى حوالي سنتين بعد انتهائها ما ادى إلى ضجة حول سبب ذلك، فهذه الدراسة أجريت على نوع معين من المرضى مصابين بنوع وراثي من ارتفاع الكوليسترول السيء إلى مستويات عالية جداً ( 720مريضا)، وما وجد في هذه الدراسة قد لا ينطبق بالضرورة على المرضى العاديين الذين لديهم ارتفاع طفيف أو متوسط بالكوليسترول السيء. وهذه الدراسة درست تأثير عقار الفايتورين مقارنة بعقار زوكور ( 80ملجم) لوحده، ووجدت بأن عقار الفايتورين خفض الكوليسترول السيء بما نسبته 58% مقارنة ب41% لعقار زوكور، والنتيجة الاساسية التي بحثت وصححت الدراسة لاجلها هو تأثير العقارين على جدار أوعية الرقبة وشريان الاطراف السفلية وذلك باستعمال الأشعة الصوتية قبل وبعد العلاج، أي انها لم تنظر لجلطات القلب والدماغ كهدف اساسي أول للدراسة حيث يحتاج هذا الأمر لآلاف المرضى لمعرفة الفرق وليس 720مريضاً، وعلى كل لم يكن هناك فرق في جلطات القلب بين العقارين (فايتورين مقارنةمع زوكور) وما أود قوله بأن تأثير الدراسة على وضعنا للدواءسيظل محدوداً جداً وهناك دراسات مستقبلية مثل دراسة TMPROVE-IT ستوضح مدى فاعلية الدواء على جلطات القلب والوفيات بسبب ذلك وهذه الدراسة شارك بها 10آلاف مريض وينتظر أن تنتهي في العام 2011م. أما ما ورد عن ظهور عوارض صحية خطيرة مثل آلام العضلات وخدر في الأطراف وشعور بالتعب والارهاق وقصر في النفس وهو ما أورده طبيب العائلة المتقاعد ورائد الفضاء المذكور مستنداً إلى ما اصابه شخصياً من النسيان وضعف الذاكرة عند تناوله لأحد هذه الستائيتات، فأود القول بأن الدراسات في هذا المجال اوضحت بأن هذه الأدوية على قدر كبير من الأمان وهي أكثر الأدوية مبيعاً في العالم لعقود عدة، ولم تتعد حالات التهابات العضلات مانسبته 2.2% من المرضى في العديد من الدراسات وقد سمحت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية باستعمال هذه المجموعة من العقارات بدون فحص لأنزيم العضلات وأنزيمات الكبد. كما كانت التوصيات قبل سنين عدة بان جرعة 10ملجم من هذه الأدوية تباع بدون وصفة طبية في بعض الدول مثل عقار زانتاك 75ملجم لالتهابات المعدة أو البنادول ومضادات الحساسية، وما ذلك إلى للأمان المعروف عنها. وبعد.. للقراء الأعزاء من مرضى القلب ومرضى السكري احرص على تناول دواءك واستمع لنصائح طبيبك فعقارات الستايتين موجودة منذ عشرات السنين، وصفناه ولاتزال لآلاف المرضى، لم نرَ فيها مضاعفات جانبية عديدة، ونرى انها بحسب توصيات الجمعيات العالمية فعالة جداً في خفض الكوليسترول السيء على وجه الخصوص، وخفض نسبة الاصابة بأمراض القلب، خصوصاً لدى مرضى الشرايين ومرضى السكري. وختاماً فإن هيئة الغذاء والدواء الأمريكية أصدرت بياناً صحفياً بتاريخ 25يناير 2008م قالت بانها بصدد مراجعة الدراسة ولم توص بايقاف استعمال الدواء. امل أن أكون قد وفقت بتوضيح بعض النقاط المهمة لمرضانا الأعزاء وازالةبعض اللبس واللغط الذي أحاط بمقالة الأخت شريفة العبودي. @استشاري أمراض الباطنة والغدد والسكري مدينة الملك عبدالعزيز الطبية للحرس الوطني [email protected]