اعلنت مصادر عراقية واخرى اميركية امس ان موظفين يعملان لحساب شبكة التلفزيون الاميركية "سي بي اس" تعرضا للخطف الاحد الماضي في البصرة جنوب العراق. وافاد شهود عيان ومصادر امنية في البصرة ان رجالا مسلحين اعتقلوا الموظفين في فندق قصر السلطان حيث كانا يقيمان في هذه المدينة العراقية الجنوبية ذات الغالبية الشيعية. وافاد موظفون في الفندق ردا على اسئلة لوكالة فرانس برس ان "مجموعة من نحو عشرة اشخاص بثياب مدنية دخلوا الفندق الاحد واستفسروا عن نزلائه قبل ان يغادروا". وتابع المصدر نفسه "الا انهم عادوا في فترة لاحقة بالسلاح على متن سيارات رباعية الدفع واقتادوا الصحافيين معهم". وكانت الشبكة الاميركية قالت قبل ذلك في بيان ان "صحافيين يعملان لحساب "سي بي اس نيوز" في البصرة اعتبرا مفقودين" من دون ان تكشف هويتيهما. واضاف البيان "تبذل حاليا كل الجهود الممكنة للعثور عليهما وما دمنا لم نحصل بعد على تفاصيل اضافية نطالب بتجنب التنبؤات حول هويتيهما". وخلص البيان إلى القول ان شبكة "سي بي اس نيوز اتصلت بعائلتي المفقودين وتطلب ان يتم احترام خصوصيتيهما". ودعت جمعية الصحافيين العراقيين الخاطفين إلى الافراج عنهما وذلك في بيان بثته قناة الحرة. من جهة اخرى اعلن الناطق باسم وزارة الداخلية العراقية اللواء الركن عبد الكريم خلف امس ان قوات الامن العراقية تجري "متابعة شديدة" للعثور على الصحافيين العاملين لحساب المحطة الاميركية. وقال خلف لوكالة فرانس برس ان "السلطات الامنية في البصرة تجري متابعة شديدة للصحافيين المخطوفين، وهناك محاولات لاطلاق سراحهما". واضاف ان "هذين الصحافيين كانا يؤديان وظيفتهما الاعلامية في البصرة وان السلطات ستجلب العصابة الاجرامية إلى العدالة". وكانت مدينة البصرة انتقلت من سلطة القوات البريطانية إلى القوات العراقية في منتصف كانون الاول - ديسمبر الماضي. الا انها تشهد نزاعات على النفوذ بين فصائل شيعية متنافسة خصوصا بين جيش المهدي بزعامة مقتدى الصدر والمجلس الاعلى الاسلامي في العراق بزعامة عبد العزيز الحكيم. ويتسلم ادارة المدينة مسؤولون من حزب الفضيلة الشيعي. من جهتها قالت لجنة حماية الصحافيين وهي منظمة غير حكومية تتخذ من نيويورك مقرا لها انها "شديدة القلق على سلامة الزميلين". واضافت في بيان "نأمل بان يتم تحديد مكان وجودهما سريعا وبان يتمكنا من استئناف عملهما المهم في تغطية هذه الاحداث الهامة". وتابع البيان "ان العراق هو البلد الاكثر خطورة على الصحافيين في العالم (...) ويتعرض الصحافيون لمخاطر هائلة ليتمكنوا من اخبارنا بما يحصل على الارض". ومنذ الاجتياح الاميركي للعراق في مارس 2003قتل 207اشخاص يعملون في الاعلام من صحافيين وتقنيين بينهم 46خلال العام 2007وحده، حسب منظمة "مراسلون بلا حدود".