ثبت الآن أن نوع الدهون التي يتناولها الفرد عامل أكثر أهمية من كمية الدهون التي يتناولها عند الرغبة في تجنب أضرار الدهون. وهذا لأن شركات الأطعمة العملاقة تعالج الدهون للوصول إلى منتجات دهون تتحمل التصنيع والحرارة والحفظ لمدد طويلة دون أن تثير ذعر المستهلك. ومن هذه المنتجات منتج أوليسترا olestra الذي يعرف أيضا باسم أولين oleanالذي بدأ انتاجه خلال الثمانينيات الميلادية. وهو كيميائياً جزيء سكر أبيض مُأستر esterified أو موحد كيميائياً مع مخلفات أحماض دهنية. ويمكن استخدام أوليسترا للقلي مثله مثل السمن الطبيعي والسمن الصناعي shortnening. وجزيئات أوليسترا كبيرة ودسمة إلى درجة أن لا تتمكن الإنظيمات والبكتريا النافعة في الأمعاء من تفكيكها واستقلابها وبالتالي لا يتمكن الجسم من امتصاصها. وهذه الخاصية شجعت شركات الأطعمة على استخدام أوليسترا في تصنيع الأطعمة القليلة الدسم أو الخالية من الدسم. ولكن الخطر فيها يمكن في أنها دهنية، مما يجعل الكوليسترول والفيتامينات والجزيئات الغذائية الأخرى التي تذوب في الدهون تلتصق بها إلى درجة أن إحدى شركات التصنيع الغذائي الكبرى حاولت تسويق أوليسترا كمخفض للكوليسترول لمدة عشر سنوات!! ولكنها لم تنجح وإن استمر أوليسترا يستخدم في تصنيع الأطعمة الخفيفة مثل رقائق البطاطس ورقائق الذرة والبسكويتات الحلوة والمالحة الخ. وبعد محاولات مضنية من قِبل الشركات وافقت الFDA في نهاية التسعينات على استخدام أوليسترا في المنتجات الغذائية شريطة أن يُذكر على الملصق ما يلي: هذا المنتج يحتوي على أوليسترا، وأوليسترا قد تسبب المغص والإسهال. واوليسترا يمنع امتصاص بعض الفيتامينات وغيرها من العناصر الغذائية. وقد دعمت أوليسترا بفيتامينات أ، د، ه، ك. وقد بات من المعلوم الآن أن تدعيم المنتجات بالفيتامينات المصنعة وغيرها (التي تتأثر فعاليتها بالتصنيع) لا يضمن امتصاص الجسم لها، فالجسم يستفيد من العناصر الطبيعية التي لم تتعرض للحرارة والتكرير. وهناك أمر آخر وهو انه حتى لو دعمت أوليسترا بالفيتامينات المذكورة فلن يمتصها الجسم لأن اوليسترا منتج دهني غير قابل للامتصاص سيخرج من الجسم ومعه الفيتامينات المدعم بها. وبحلول عام 2002تراجع استخدام أوليسترا بسبب المشاكل الصحيّة التي يتسبب بها ولكنه لم يختف تماما مع أنه ثبت أن اوليسترا تسبب أضراراً طويلة المدى لأنها تمنع امتصاص الجزرينات (فيتامينات أ) التي يعتقد كثير من المختصين أنها تقلل من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسرطان. وإلى اليوم تستمر شركات التصنيع الغذائي في محاولة تركيب بدائل للدهون تعطي طعماَ وقواماً يرضي المستهلك دون أن يحتوي على سعرات حرارية عالية. وتنقسم بدائل الدهون إلى ثلاثة أقسام: - بدائل دهون أساسها السكر مثل الدكسترين والمالتودكسترين والنشا المعدّل والسيليلوز وأنواع الصموغ المختلفة. وهي تحل محل الدهون في الكتلة وتوفر الرطوبة ولكنها تفشل في إعطاء الطعم الدسم. - بدائل اساسها بروتيني مستخلصة من أمصال بروتينية مركزة من بياض البيض والحليب. ومشكلتها أنها لا تتحمل الحرارة. - بدائل أساسها الدهون، ومنها أوليسترا، ومع أنا توفر الطعم والدسامة وتتحمل درجات الحرارة العالية وفترات الحفظ الطويلة إلا أن مشكلتها أكبر حيث ثبت أن الجسم لا يمتصها وأنها تسبب منع امتصاص الدهون والفيتامينات والعناصر الغذائية التي تذوب في الدهون مما يسبب مخاطر جسيمة. ولتجنب أخطار أوليسترا وغيرها من البدائل تجنبوا تناول الأطعمة المصنعة من تشيبس وغيره، او على الأقل اهتموا بقراءة الملصقات على عبوات الأطعمة. [email protected]