تصادف زيارة الاخوة والعمل التي يؤديها الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة بداية من أمس الخميس إلى تونس الذكرى الخمسين لأدحاث ساقية سيدي يوسف 8فبراير 1958م التي امتزجت فيها الدماء التونسية الجزائرية بعد الهجمة الشرسة للطائرات الفرنسية على هذه القرية التي شكلت وحدة نضال مشترك بين البلدين الشقيقين حيث كانت أرض مساندة ودعم للمجاهدين الجزائريين في مسعاهم التحرري من ربقة الاستعمار الفرنسي على غرار بقية القرى والمدن التونسية في تأكيد واضح على عمق الروابط التي تجمع الشعبين تاريخياً وجغرافياً.. وتأتي زيارة الرئيس بوتفليقة بدعوة من الرئيس زين العابدين بن علي تأكيداً لهذه الروابط العريقة بين البلدين والتي جمعت بينهما معاهدة إخاء ووفاق ( 11مارس 1983) كان أثرها بيّناً في تأسيس نواة الاتحاد المغاربي على قاعدة سياسية رسمية ( 17فبراير 1989) لتشهد بعدها المنطقة الممغاربية شراكة فعلية للتكامل والاندماج وتحقيق الرقي والازدهار لشعوب المغرب العربي.. ومن المنتظر أن يسعى بن علي وضيفه في هذا اللقاء المتجدد بينهما بحكم توحد الرؤى والمواقف فضلاً عن مزيد دفع العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين في مختلف المجالات إلى الانكباب على العديد من الملفات التي تؤرق البلدين كملف الإرهاب ونشاط تنظيم القاعدة في الشمال الافريقي أو ما يعرف ب"تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" والذي امتد أخيراً إلى موريتانيا.. وكان الرئيس الجزائري التقى قبل زيارته لتونس الرئيس الموريتاني على هامش اشغال القمة العاشرة لدول الاتحاد الافريقي التي احتضنتها أديس أبابا ويبدو أن اتفاقاً قد تم بينهما للدعوة إلى قمة مغاربية ستخصص للنظر في مسألة مكافحة الإرهاب تحضرها أيضاً مصر.. أيضاً سيبحث القائدان المغاربيان مسألة الكيان المغاربي الذي يعتبره الطرفان خياراً استراتيجياً لا رجعة فيه إلا أن بعض المعوقات برغم حسن نوايا جميع الأطراف ما زالت قائمة وتتصدر قائمة المعوقات قضية الصحراء التي ما زالت تراوح مكانها برغم الجهود المبذولة من جهات عدة بما في ذلك الأممالمتحدة. قضية أخرى قد يبحثها بن علي وبوتفليقة في هذا اللقاء وهي المتعلقة بإقامة قاعدة للقوات الأمريكية في افريقيا "افريكوم".