امتدادا لما تشهده الساحة المسرحية في السعودية هذه الأيام من نشاط، قررت أمانة منطقة الرياض عرض مسرحية فشار مساء الأربعاء والخميس المقبلين في تمام الساعة الثامنة مساءً على مسرح مركز الملك فهد الثقافي. المسرحية من كتابة عبير محمد وإخراج خالد الباز وبطولة نخبة من ممثلي جامعة الملك سعود الأكاديميين الشباب مثل نايف فايز ومحمد الغامدي وعماد الفوزان وبدر الحربي ومحمد الشدوخي بالإضافة إلى النجم الكويتي عبدالرحمن العقل والممثل السعودي عبدالعزيز الفريحي. بهذه المناسبة قدم المخرج خالد الباز شكره لأمانة مدينة الرياض ممثلة بأمينها الأمير الدكتور عبدالعزيز بن محمد بن عياف، واصفاً الأمانة بالداعم الوحيد للحركة المسرحية، على العكس من جمعية الثقافة والفنون ووزارة الإعلام اللتين نسمع عن دعمهما في الصحف دون أن نراه فعلاً. وذكر الممثل عبدالعزيز الفريحي أن الأمير العياف أنعش المسرح السعودي بدعمه الكبير ولم يتبق سوى دعم جمعية الثقافة والفنون. فكرة المسرحية عن شركة إنتاج تقرر إنتاج فيلم سينمائي سعودي لكن بدلاً من الاهتمام بجوانب الفيلم الفنية يصبح هدف الشركة هو تسويق منتج الفيشار، ليصبح الهدف تجارياً بحتاً مع تجاهل الجوانب الفنية الأخرى. ومع أن قالب المسرحية كوميدي إلا أن هذا لم يمنع من تقديم بعض الانتقادات الاجتماعية الواقعية التي تعاني منها الشعوب العربية، مثل تجاهل الشباب الموهوب وعدم تشجيعه. وبهذا طالب المخرج خالد الباز من المسرحيين السعوديين بالاهتمام بالمشاكل الاجتماعية لأجل مخاطبة الشارع السعودي عن همومه ومشاكله معيبا على الفرق المسرحية التي تشارك في المهرجانات الخارجية بتجاهل هذا الأمر، وواعدا الجمهور السعودي بمفاجأة من العيار الثقيل في المستقبل القريب ملمحا إلى إمكانية جلب الممثل داوود حسين. وشدد في النهاية على أهمية دعم المواهب الشباب من ممثلين ومخرجين. هذا وقد نفى الباز مشاركة جامعة الملك سعود في مهرجان المسرح السعودي الذي سيقام في الرياض نظراً لأن من شروط الجامعة عدم وجود الموسيقى والمؤثرات في مسرحها. من جانبه أشاد الممثل عبدالرحمن العقل بجهود زملائه الشباب في المسرحية شاكرا روحهم الطيبة ومتنبئاً بحضورهم القوي في المستقبل، وعن رأيه في المسرح السعودي قال "لا نشاهد المسرح السعودي إلا في المهرجانات بالرغم من وجود الدعم والإمكانيات، لأن المشكلة تكمن في حاجة المسرح لبعض من التحرر، مثل وجود المرأة". وعبر عن استغرابه بوجود مسرح سعودي للطفل وذكر بأنه يسمع هذا الكلام لأول مرة، مضيفا "أغلب الدول العربية تعرض علي عروضاً هائلة لتقديم مسرحيات للطفل بينما أتمنى أن اعمل مسرحية للطفل في السعودية، مع استعدادي الكامل بالموافقة على جميع شروطهم وتكييفه حسب المواصفات التي يريدونها، فأنا من رواد مسرح الطفل في الوطن الخليجي ويهمني كثيرا تقديم مثل هذه المسرحيات التربوية". وأضاف بأنه لا يوجد مجال للمقارنة بين الإقبال الجماهيري على المسرحيات في السعودية والكويت "في الكويت أّقدم خمسة عروض في اليوم وأسعار التذاكر تصل إلى 120ريالاً وجميع المقاعد ممتلئة" وذكر بأنه لا يمكن اعتبار حضور المسرح السعودي بالجماهير خاصة وأن التذاكر مجانية، فالجمهور حسب وصفه هو ذلك المستعد لدفع المال لأجل مشاهدة مسرحية.