تشتهر مدينة حماة السورية بنواعيرها القائمة على نهر العاصي حتى غلب على المدينة اسم "مدينة النواعير" اضافة إلى اسمها الآخر مدينة أبي الفداء. كما أن للنواعير دوراً هاماً في ري البساتين وقد غدت اليوم أحد المعالم السياحية في المدينة. الناعورة هي آلة مائية ذات حركة دائمة بفعل مجرى مياه النهر وتدفقها تقوم برفع الماء وتصبه في قناة ذات قناطر متعددة تسقى به البساتين وبعض الدور والجوامع. تتمثل وظيفة الناعورة في حمل الماء إلى مستوى أعلى من مستوى ماء النهر نظراً لانخفاض مستوى الحوض الذي ينساب فيه انخفاضاً كبيراً قد يصل إلى السبعين متراً في بعض الأماكن فكانت الناعورة أفضل وسيلة لتوصيل المياه إلى الإنسان وتدور الناعورة دورة كاملة كل عشرين ثانية تعطي خلالها 2400لتر من الماء وعمر الناعورة أكثر من خمسة وعشرين قرناً وتتراوح أقطار النواعير ما بين 5أمتار و 21متراً وعدد الصناديق التي تحمل الماء ما بين 50و 120صندوقاً والناعورة اسم آلة مشتقة من فعل (نعر) بمعنى أحدث صوتاً فيه نعير والنعير صوت يصدر من أقصى الأنف وقيل لهذه الآلة ناعورة نظراً لنعيرها. وفي بداية القرن العشرين كان عدد النواعير في مدينة حماة والأراضي التابعة لها 105نواعير ولم يعد يوجد فيها اليوم سوى 40ناعورة. ومن أهم النواعير في حماة "البشريتان" و"العثمانيتان" وعددها أربع نواعير، وهي بشريتان كبيرة وصغيرة متقابلتان وعثمانيتان ارتفاعهما يصل إلى نسبة متساوية فتدور كل ناعورة مقابل الأخرى وتصبان في قناة واحدة. وظلت ناعورة "المقصف" محافظة على خشبها ودورانها وهي تقع شمال ناعورة "المحمدية" وتعتبر من أجمل نواعير حماة، وكان يقع بجانبها بستان واسع يسقى بواسطتها، واعتبر من المتنزهات الأساسية في حماة، ومكاناً للتمشية والتسلية في أواسط القرن الماضي. وهناك أيضاً ناعورة "المؤيدية" وتقع على الضفة اليسرى من النهر وراء ناعورة "المأمورية" وهي من أصغر نواعير حماة إذ لا يتجاوز قطرها 7أمتار وعدد صناديقها 49صندوقاً، وكانت تستغرق 12ثانية في الدورة الواحدة، أي أنها كانت تكمل خمس دورات كل دقيقة.ومن النواعير الجميلة في حماة ناعورة "الجعبرية" وتسمى أيضاً ناعورة "المارستان" نسبة إلى "بيمارستان النوري" الذي كان يقع في الجهة المقابلة لها من ناحية الشرق.. وهناك ايضاً نواعير "الوسطى" و"الصاهونية" و"الطوافرة" و"الخضورة" و"العونة" و"البركة" وغيرها وحتى الآن يحفظ أكثر أهل حماة أسماء نواعيرهم ومواصفاتها الدقيقة وزمن دورانها المحدد، ويتحولون إلى ادلاء سياحيين للزوار المتوافدين إلى المدينة في برامج سياحية ويتباهى الحمويون بإنجاز أجدادهم حينما صنعوا نواعير كانت تلبي احتياجات انسانية أساسية وصارت تشكل مصدر جذب سياحي بعدما تناثرت حولها المتنزهات والمقاهي والمقاعد الخشبية المجهزة لاستضافة العابرين.