قام صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز أمين عام الهيئة العليا للسياحية يرافقه عدد من مسؤولي الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض والهيئة العليا للسياحة بزيارة تفقدية لمشروع تطوير الدرعية الذي انطلقت أولى مراحل تنفيذه مؤخراً بهدف تهيئة المنطقة لتكون متحفاً حياً ومركزاً حضارياً يسهم في تحويل هذا المعلم التاريخي البارز إلى واحد من أهم المواقع الحضارية والسياحية الرائدة والمميزة على امتداد الوطن. وقال سموه ان مشروع تطوير الدرعية يؤكد تقدير الدولة لمكانة الآثار والمناطق التاريخية وأهمية المحافظة عليها وتنميتها وأبان سموه ان هذا المشروع يحظى بالاهتمام والمتابعة المباشرة من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض رئيس الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض الذي تبنى المشروع منذ بدايته. وأشار إلى أنه نظراً للأهمية التاريخية للدرعية لكونها عاصمة الدولة السعودية الأولى ومنها انطلقت مسيرة التوحيد والبناء ولما تحتويه من تراث عمراني عريق والحاجة إلى تطويرها على نحو يبرز دورها التاريخي ويجعل منها مركزاً ثقافياً وحضارياً على المستوى الوطني، فقد وجه سمو أمير منطقة الرياض رئيس اللجنة العليا للاحتفال بمناسبة مرور مائة عام على تأسيس المملكة باقتراح من سمو الأمير سلطان بن سلمان بتشكيل لجنة لدراسة تطوير الدرعية في عام 1417ه وشرف الأمير سلطان بن سلمان برئاستها وضمت في عضويتها كلاً من المهندس عبداللطيف آل الشيخ عضو الهيئة العليا لتطوير منطقة الرياض رئيس مركز المشاريع والتخطيط بالهيئة والدكتور سعد الراشد وكيل وزارة التربية والتعليم للآثار والمتاحف (سابقاً) والمهندس حسن بن عبدالرحمن آل الشيخ رئيس بلدية الدرعية (سابقاً) وعدداً من المختصين، ورفعت اللجنة برنامجاً عملياً متكاملاً لتطوير المنطقة، وصدر الأمر السامي الكريم رقم 528/م تاريخ 1419/6/17ه بالموافقة على البرنامج المقترح لتطوير الدرعية وتشكيل اللجنة التنفيذية العليا لتطوير الدرعية برئاسة سمو أمير منطقة الرياض رئيس الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض وعضوية كل من سمو الأمين العام للهيئة العليا للسياحة وسمو محافظ الدرعية ومعالي أمين دارة الملك عبدالعزيز وعضو الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض رئيس مركز المشاريع والتخطيط بالهيئة ووكيل وزارة المالية لشؤون الميزانية والتنظيم ووكيل وزارة الشؤون البلدية والقروية لتخطيط المدن، ووكيل وزارة التربية والتعليم للآثار والمتاحف والرئيس التنفيذي للشركة السعودية للكهرباء ومدير عام المياه بمنطقة الرياض ورئيس بلدية محافظة الدرعية ومدير عام القطاع الأوسط بشركة الاتصالات. وأضاف سموه ان الهيئة العليا للسياحة منذ تأسيسها عام 1421ه انطلقت مع الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض من توصيات تلك اللجنة وعملتا بشراكة كاملة مع الجهات الأخرى ذات العلاقة لبلورة الفكرة الأساسية للمشروع وخطواته التنفيذية في جميع المراحل ونتج عن ذلك تفاصيل المشروع وتوجيهه نحو الأسلوب المتوافق مع أعلى المعايير الدولية والتجارب الناجحة في تطوير المواقع التراثية مشيراً سموه ان هذا المشروع يقدم نموذجاً ناجحاً للعمل بمنهج الشراكة بين الهيئة العليا للسياحة والهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض حيث قدمت فيه هيئة السياحة ما تملكه من معرفة في تطوير المواقع السياحية وأسهمت الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض بخبرتها العريضة في الإشراف على المشاريع الكبرى مع الاستعانة باسهامات عدة جهات في مجالات عملها مثل دارة الملك عبدالعزيز التي تعنى بتوثيق تاريخ الدولة السعودية. وأكد سموه على ان الهيئة العليا للسياحة تسهم في تنفيذ جميع مراحل المشروع بما في ذلك تشغيل الموقع والعمل على تحويل حي الطريف الذي يحوي قصر الحكم ومؤسسات الدولة السعودية الأولى إلى متحف حي من خلال تنفيذ منظومة من الأنشطة الثقافية والاجتماعية والتراثية والاقتصادية إضافة إلى إشرافها على أعمال الترميم والتنقيب الأثري والعروض المتحفية والأبعاد السياحية بما فيها الدعم الترويجي والتسويقي والإعلامي للمشروع وتشغيل المشروع وتهيئة نزل ومباني الايواء السياحي والضيافة بما يتناسب وطبيعة الموقع، مبيناً سموه ان الهيئة تعمل على استجلاب المستثمرين والمطورين للمشروع والترويج للفرص الاستثمارية فيه. من جهته، أشار الدكتور علي بن إبراهيم الغبان نائب الأمين العام للآثار والمتاحف إلى ان قطاع الآثار والمتاحف في الهيئة يعمل على الاسناد الفني والعلمي المتخصص للمشروع والمشاركة في مراجعة وتقييم المخططات الهندسية لمشاريع حي الطريف وباقي أحياء الدرعية التاريخية وتنفيذ أعمال التنقيب الأثري الاستطلاعي والإشراف على الحفريات التي تتم في إطار مشاريع البنية التحتية إضافة إلى المشاركة في مشاريع التأهيل للمكتشفات المعمارية التي تظهر في مواقع الحفر ومراجعة تسلسل العروض المتحفية والمشاركة في اعداد خارطة بمواقع الأحداث التاريخية في حي الطريف والدرعية التاريخية مؤكداً في الوقت ذاته ان الإدارات المتخصصة في الهيئة العليا للسياحة تشرف على الأعمال المساندة للمشروع بالشراكة مع هيئة تطوير الرياض في مجالات الدراسات الاقتصادية، وجذب الاستثمار كما تعمل على تأهيل المرشدين السياحيين والعمل مع منظمي الرحلات السياحية على تطوير برامج سياحية لمنطقة الرياض تتضمن زيارة الدرعية كإحدى المحططات المهمة في برنامج الزيارة وتصميم وتنظيم الفعاليات السياحية والمساهمة في تنفيذ الأنشطة اليومية وتقديم الدعم الفني لتصميم المهرجانات والفعاليات الدورية والمساهمة في تطوير منتجات سياحية في المدينة التاريخية مثل أنشطة الحرفيين، ومحلات الهدايا والتذكارات والمأكولات الشعبية وتشغيل مركز الزوار المؤقت، ومساندة المشروع ترويجياً وإعلامياً، كما تواصل الهيئة عملها على استكمال ملف ترشيح الموقع لقائمة التراث العالمي في اليونسكو، وإعداد خطة إدارة تحدد أدوار وصلاحيات جميع الشركاء المعنيين بالموقع.