عندما اخترع العالم الامريكي توماس اديسون المصباح الكهربائي مستفيداً من تجارب سابقة لم يأت عالم آخر ليعيد نفس الاختراع وانما استفاد العلماء من تجربته وطوروها تباعاً.. وعندما جرب عباس بن فرناس الطيران وذهب ضحية لتجربته ألهمت هذه التجربة خيال آخرين فظهرت الطائرات. أردت ان اجعل هذه المقدمة مدخلاً للحديث عن انظمة الاحتراف المطبقة في مسابقات كرة القدم المحلية التي - وعلى كثرة التعديلات التي ادخلت عليها منذ استحداثها قبل ما يقارب العشرين عاماً - مازالت مليئة بالثغرات وقابلة للتأويلات وحتى المختصون بشؤونها باتوا في حيرة من لوائحها وبنودها وغير قادرين على تفسيرها رغم انهم هم من كلفوا بوضعها. الاحتراف الكروي لم يأت من المجهول فهو مطبق في كثير من دول العالم قبل أن نعرف كرة القدم وكل ما علينا هو الاستفادة من تجارب الآخرين وتطبيق احتراف فعلي غير قابل للالتفاف عليه وتطوير هذه الانظم بما يتوافق مع اوضاعنا!. قضية هوساوي واحدة من قضايا كثيرة كشفت لنا ان انظمة الاحتراف لدينا تعاني من خلل واضح وان بنودها فيها من مساحة الحرية ما يفوق احلام كثير من الباحثين عن الحرية! والمصيبة ان نظام الاحتراف بعد التعديل اصبح اسوأ من سابقه. مازلت اتساءل: لماذا لم نستفد من تجارب الآخرين في سَنّ نظام احتراف واضح شفاف لا مجال فيه للاستثناءات ولا يحتمل التأويلات؟.. هل جلب نظام الاحتراف في انجلترا مثلاً وتطبيقه لدينا صعب الى هذه الدرجة؟ وهل نحن بحاجة لاجتماعات ومشاورات وتعديلات وكأننا سنخترع نظام احتراف خاص بنا؟.. مشكلتنا ليست في انظمة الاحتراف فقط بل في البنية الاساسية لأنظمتنا الكروية التي وضعت على اساس هش فبدت عيوبها ظاهرة. لا توجد لجنة في اتحاد الكرة لا تعاني ونعاني بسببها من المشاكل التي اثرت على كرة القدم السعودية.. تتوقف مسابقاتنا الكروية اكثر من توقف حافلات النقل الجماعي.. متى تبدأ المسابقات ومتى تنتهي لا احد يعلم بمن فيهم رئيس اللجنة الفنية.. تغط لجنة الانضباط في سبات عميق ثم تصحو فجأة ولوائحها كلوائح لجنة الاحتراف "قابلة للتأويل" فعلى سبيل المثال تتضمن لائحة العقوبات بنداً جاء فيه إذا اوقف لاعب في مسابقة لعدد محدد من المباريات فإنه لا يحق له المشاركة في بقية المسابقات حتى ينهي عقوبته في المسابقة المعنية.. وهذا البند مثير للاستغراب وربما من وضعه لم يعلم ان فترة الايقاف ستتحول من عدة مباريات الى ايقاف حتى اشعار آخر في بعض الحالات ولست بحاجة لشرح هذه الحالات لثقتي في فطنة القراء الاعزاء. الخلاصة ان انظمتنا الكروية بحاجة لإعادة هيكلة وليس لتعديل فقط والحل ليس مستعصياً فكل ما علينا هو الاستفادة من تجارب الآخرين ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب.