عندما تطلع على صحفنا اليومية على الانترنت ستجد أن الأخبار الأكثر قراءة وتعليقاً هي أخبار الرياضة، وإذا عرفنا أن أكثر من يستخدم الانترنت في مجتمعنا هي شريحة الشباب فيعني ذلك أن أكثر اهتمام شبابنا منصب على الرياضة والرياضيين، ويمكن أن يكون ذلك مؤشراً على أن المثل والقدوة لشبابنا هم نجوم الرياضة، ومما لاشك فيه أن للرياضة فوائد عظيمة للشباب ويمكن أن يكون الرياضيون أمثلة يقدمها الإعلام وتكون قدوة في المجتمع إذا ما اقترن أداؤهم الجيد بالأخلاق الحسنة، لكن أين شبابنا من بقية الأمثلة والنماذج المشرفة في مجتمعنا؟ يمكن أن يكون المثال السابق إشارة إلى ضرورة اتباع طرق مختلفة في إعلامنا لتشجيع وابراز المتميزين من أفراد المجتمع في المجالات العلمية والطبية والخدمات الاجتماعية والمهنية وغيرها التي أبدع فيها أشخاص يمكن أن يكونوا أمثلة تحتذى من قبل النشء.. الشباب اليوم يحتاجون إلى فهم أن البطولة والفخر والنجاح تكون في كل مجال عمل يخدم الوطن ويسهم في بنائه.. لذا فمن المهم التعريف بالشخصيات التي عملت واجتهدت لسنوات طويلة في مجال علمي أو اقتصادي معين لتكون ناجحة ومنتجة في مجتمعنا، بل إن من المهم أيضاً أن يشمل ذلك كل من تميز بموقف أو عمل شريف أياً كان نوعه.. فعلى سبيل المثال يمكن ابراز جندي الدفاع المدني الذي بذل جهداً استثنائياً وأنقذ العديد من الأرواح في حادثة حريق، أو شاب ساعد رجال الأمن في القبض على عصابة من المخربين، أو معلم أثر بشكل كبير في حياة طالب وحولها إلى الطريق الصحيح، وغير ذلك من الأمثلة الكثيرة المشرفة.. بالإضافة إلى ذلك يمكن العمل على تعديل اتجاهات الشباب السلبية نحو بعض المهن كالميكانيكا والنجارة وغيرها من المجالات المهنية التي تشهد عزوفاً من قبلهم وذلك بتقديم بعض الشباب الذين تميزوا فيها. قنواتنا التلفزيونية المحلية تعرض مشكورة برامج حوارية مع علماء وأدباء وهي بلاشك برامج مهمة إلا أن طريقة عرضها تناسب فئة المثقفين من المجتمع وقد لا تكون جاذبة لفئة الشباب، ولتوفير عنصر الجذب في عرض النماذج الجيدة في المجتمع ينبغي أن تقدم تلك البرامج بلغة بسيطة يفهمها الشباب بمختلف مستويات تعليمهم وتخرج بشكل جيد مع إضافة المؤثرات الحركية والبصرية الملائمة لتتوافق مع ميول الشباب ونشاطهم، كما يمكن أن يعرف باختصار عن النماذج والأمثلة المتميزة من المواطنين من خلال الفواصل الإعلانية في البرامج التي تستهوي الشباب كالبرامج والقنوات والصحف الرياضية، أو استخدام اللوحات الإعلانية في الملاعب لنشر عبارات مختصرة وصور لشباب سعودي يزاول بفخر أنشطة مهنية مثلاً.. صحفنا المحلية ايضاً قادرة على المساهمة في هذا المجال وذلك بتخصيص زاوية يومية أو أسبوعية في مكان بارز من الصحيفة تتحدث عن مواطنين ساهموا بعمل جيد للمجتمع. إن على إعلامنا المحلي والعربي مسؤولية تقديم أمثلة جيدة لشبابنا لتكون بديلاً للأمثلة السلبية التي لم تقدم لمجتمعها ما يفيد، وبديلاً للأمثلة السيئة التي تشجع على سوء الأخلاق وما يتعارض مع ثقافتنا.. وتقديم بديل للأمثلة المتورطة في قضايا تخريبية تمس أمن الوطن والتي يتم تشجيعها وتلميعها والتركيز عليها في بعض مواقع الانترنت وبعض القنوات الفضائية المشبوهة.. كما أن التعريف بالشخصيات الناجحة في مختلف المجالات يسهم بشكل فعال في تربية أبنائنا وإعطائهم الثقة بأنفسهم بأنهم قادرون بحول الله أن يكونوا مؤثرين ومنتجين في مجتمعهم ويكونوا بذلك أعلاماً ليس في الرياضة فقط بل في مختلف المجالات والميادين التي تخدم الدين والوطن. كلية التربية - جامعة الملك سعود