هذا الفيلم هو واحد من أهم وأشهر ثلاثة أفلام صنعها المخرج الإيطالي (فيتوري دي سيكا) إلى جانب فيلميه الشهيرين (سارق الدراجة The Bicycle Thief) و(امبرتو ديUmberto D)، وهو من بطولة النجمة الإيطالية (صوفيا لورين) التي حازت عن دورها هذا أوسكار أفضل ممثلة عام 1962وأفضل ممثلة في مهرجان كان كما ترشح الفيلم نفسه للسعفة الذهبية ونال جائزة أفضل فيلم أجنبي في الغولدن غلوب. فيلم (امرأتان) يحكي بأسلوب بسيط وتلقائي قصة امرأة تحاول حماية ابنتها من الحرب الدائرة بين الحلفاء والقوات النازية التي تحتل روما في أربعينات القرن الماضي. تبدأ الأحداث مع السيدة (سيسيرا-صوفيا لورين) التي توفي زوجها وتركها في مدينة روما لوحدها مع ابنتها الجميلة قبيل نهاية الحرب العالمية الثانية وفي وقتٍ كانت روما تترقب دخول جيوش الحلفاء لقتال الفاشيين والنازيين المسيطرين على العاصمة، ومع اقتراب المواجهة تهرب الأم مع ابنتها إلى مسقط رأسها في الريف الإيطالي وتعيش هناك في هدوء وصفاء ساحر لا يعكره سوى وصول فرقة عسكرية تركية تابعة لجيش الحلفاء والتي ستقضي على آخر قطرة من براءة الطفلة الصغيرة وتزيد من عذاب الأم. قصة الفيلم مأخوذة من رواية تحمل الاسم كتبها الروائي الإيطالي ألبرتو مورافيا في العام 1957وهي تقدم صورة بانورامية عن آخر أيام الفاشية في إيطاليا وترسم لحظة المواجهة الأخيرة بينها وبين جيوش الحلفاء بقيادة أمريكا. أسلوب الفيلم كان بعيداً عن مفهوم الواقعية الذي كرسه (دي سيكا) في فيلميه الشهيرين (سارق الدراجة) و(امبرتو دي)، ففي (امرأتان) تسرد الحكاية بأسلوب بسيط قريب من الشكل الهوليودي حيث لا تعقيد ولا عبث بعامل الزمن ولا غوص في نفسية الشخصيات، ربما لأن الحدث في حد ذاته مؤلم ولا يحتاج إلى مزيد من العمق، وما يزيد من استثنائية الفيلم أن من كتب السيناريو له هو السيناريست الإيطالي الشهير (سيزار زافاتاني) الذي كان من أشرس المدافعين عن مفهوم الواقعية ومن أشد المناوئين لطريقة هوليود في صناعة الأفلام. لكن بعيداً عن صراع المفاهيم بين هوليود والإيطاليين، يبقى فيلم (امرأتان) ممتعاً ولذيذاً بأجوائه الساحرة وبالأداء المميز للنجمة الجميلة (صوفيا لورين).