الفيتامينات بين النفع والضرر * يعتقد كثير من الناس أن تناول الأصحاء حبوب الفيتامينات بشكل عام والفيتامينات المضادة للأكسدة بشكل خاص هو أمر صحي بل وضروري للوقاية من الأمراض بشكل عام وأمراض القلب والسرطان بشكل خاص، والحقيقة أن هناك العشرات من الدراسات ذات المنهجية القوية قد بينت أنه لاتوجد فائدة تذكر لعامة الناس الأصحاء من تناول حبوب الفيتامينات بل إن هناك ضررا محتملا من تناولها فقد أوقفت دراستان علميتان ذات منهجية قوية وذلك بعد أن لاحظ الباحثون زيادة في نسبة سرطان الرئة عند الأشخاص الذين أعطوا حبوب الفيتامينات. ولذلك فإن الهيئة الكندية والأمريكية للوقاية من الأمراض في دليليهما الإرشاديين المتعلقين باستخدام الفيتامينات "وقد كنت الباحث الرئيسي للدليل الكندي" قد أكدا أن لافائدة تذكر من استخدام الفيتامينات بشكل روتيني وأن هناك ضررا محتملا - وبالذات للمدخنين - من تناول حبوب الفيتامينات. من ناحية أخرى فإن الكثير من مرضى السكر يسألون عن فائدة أخذ حبوب الفيتامينات في منع بعض مضاعفات السكر والحقيقة أنه لم يثبت أي فائدة تذكر لحبوب الفيتامين في منع مضاعفات السكر ولذلك فإن الدليل الإرشادي الكندي والأمريكي لعلاج مرض السكر لا ينصحان مرضى السكر بتناول حبوب الفيتامينات بل ويحذران من الأضرار المحتملة لتلك الحبوب. هذا التحذير لا يمنع من التأكيد على فوائد تناول أنواع محدده من الفيتامينات عند فئات معينة، فينصح بتناول فيتامينات معينة عند الأشخاص الذين يكون لديهم نقص مرضي لتلك الفيتامينات (وذلك بسبب نقص خلقي في بعض العوامل التي تساعد على امتصاص تلك الفيتامينات). كما ينصح بتناول فيتامين د مع الكالسيوم للسيدات المصابات بهشاشة العظام وكذلك لمنع هشاشة العظام عند السيدات بعد سن الخمسين. كما ينصح بتناول فيتامين حمض الفوليك ولمدة ثلاثة أشهر قبل وبعد الحمل وذلك للوقاية من أمراض الجهاز العصبي الخلقية عند الأطفال. كما أن الدراسات قد بينت فعالية فيتامين د عند اعطائه للأطفال خلال الشهرين الأوليين من عمر الطفل في منع مرض الكساح عند الأطفال. وقد بينت بعض الدراسات دورا محتملا وإن كان ضئيلا لفيتامين ه "E" في منع و التقليل من تدهور مرض الزهايمر "مرض الخرف". وقد قمنا بدراسة تحليلة إحصائية - نشرت في العدد الأخير من مجلة المدونات الطبية السعودية - لجميع الدراسات ذات المنهجية القوية التي درست أثر فيتامين ه "E" في منع أمراض القلب أو أمراض السرطان ولم نجد أي أثر يذكر لفيتامين ه في منع أمراض القلب أو منع أي نوع من أنواع السرطان عند الرجال أو النساء غير أننا وجدنا دورا بسيطا لفيتامين ه في الوقاية من مرض سرطان البروستات ولذلك فقد أوصينا في تلك الورقة العلمية بإعطاء فيتامين ه للأشخاص المعرضين لمرض سرطان البروستات كالأشخاص الذين لديهم ارتفاع في إنزيم البروستات. وقد يتساءل البعض بأن الفيتامينات يحتاجها الجسم لبناء الخلايا ومضادة السموم فكيف يمكن توفير حاجة الجسم لها من دون تناول حبوب الفيتامينات التي ثبت عدم نفعها و احتمال ضررها والإجابة على هذا التساؤل تكمن في الغذاء الطبيعي المتوازن الذي يوفر الفيتامينات للجسم ومن مصادر الفيتامينات الطبيعية التي أثبتت الدراسات فوائدها الكبيرة وسهولة امتصاص الجسم لها (عكس حبوب الفيتامينات) وذلك بتناول كميات متوازنة من منتجات الألبان واللحوم والنشويات والخضار والفاكهة وتربية الأطفال منذ الصغر على أهمية التنويع الغذائي وجعل منتجات الألبان و الفواكه والخضار من المكونات الأساسية لمائدة العائلة اليومية. *مستشفى الملك فيصل و مركز الأبحاث عضو اللجنة الوطنية للطب المبني على البراهين