تقدَّمت إلى لجنة الاستماع والقبول في معهد الدراسات الموسيقية (تعليم عام وعالٍ)، وكان في اللجنة الملحن أحمد باقر والمغنية رتيبة الحفني وآخرون. جاءت تلك الفتاة فغنت وعزفت ورقصت ورسمت، فامتنع باقر أن يكمل الاستماع لسواها وشرط أبوها لدخول المعهد أن يوصلها سائق وإلا لن يقبل ببقائها فيه فلبَّى باقر طلبه ورعاها. صارت عالية حسين ضمن أول دفعة طلبة وطالبات المعهد عام 1972، وبرعت في الغناء العربي الحديث كذلك غناء التراث الكويتي والتراث العربي (الموشحات والأدوار). خلال فترة دراستها بين 19801972ظهرت في التلفزيون أول مرة تغني نشيد: حب الوطن، من أغاني محمد عبد الوهاب. جلت عام 1978، معها ومع أستاذها أحمد باقر حواراً تلفزيونياً، الممثلة سعاد عبد الله كمقدمة لبرنامج: الكلمة والحوار والنغم (إخراج بدر المضف) فغنت معه موشحاً وضعه خصيصاً لحنجرتها: يا نديم الراح (شعر أحمد العدواني)، وغنت من نوادر رياض السنباطي: فاكر لما كنت جنبي، وست الحبايب لمحمد عبد الوهاب وفايزة أحمد، وشدت بأغنية شعبية شهيرة في الخليج: يالأسمرانية. وسجلت للبرنامج من فن الصوت (فن القصيدة): الحمد لك يا عظيم الشان، وكانت سابقة أن كانت فرقة المنشدات وضاربات الإيقاع والعود من طالبات المعهد بمصاحبة عالية حسين التي شدت فاختصرت في حنجرتها كل آلام عبد اللطيف الكويتي، وأحزان عبد الله فضالة، وحكمة سعود الراشد، وبراعة أحمد باقر.. ورغم أنها سجلت من فن الخماري عملاً مهماً: يا روح روحي (شعر فهد بورسلي) إلا أنها لم تكن متحمِّسة للغناء كمحترفة لكنها كانت تستمتع بالغناء كنشاط طلابي في حفلات المعهد والأيام الثقافية التي شاركت بها في القاهرة وتونس ضمن الوفد الكويتي. شاركت زميلها أحمد القطامي عام 1979غناء مَسمَعٍ من حوار الزوج والزوجة من أوبرا الناي السحري لموزار في حفل استقبال الكويت لزيارة الملكة البريطانية أليزابيث وأثنت عليها هي وزوجها الأمير فيليب فدعتها إلى بريطانيا لتكمل علوم الغناء الكلاسيكي ولم تتحمس. درّسها في المعهد، غير أحمد باقر أحد قادة تحول وتجديد الأغنية الكويتية، فرسان آخرون مثل الملحن عبدالرحمن البعيجان، والملحِّن عبد الرب إدريس. وبعد تخرجها عينت معيدة تدرس أصول الغناء العربي (الموشحات والأدوار) وتقلبت في وظائف إدارية وإشرافية وكانت أستاذة لأسماء كثيرة ظهرت منتصف الثمانينيات مثل الملحن راشد الخضر والمغني نبيل شعيل والمغنية نوال ورجاء محمَّد وسواهم. برغم دعوات طلبها الاستقرار وإكمال مسيرتها في مصر بدعوة من وزير الثقافة يوسف السباعي وتشجيع بليغ حمدي لها إلا أنها امتنعت. توقفت عالية باكراً عن احتراف الغناء وامتنعت. قيل الكثير بسبب حجابها، وقيل شرط زواجها، ولكن ما يعرف أنها عطَّلت موهبة كبيرة معها فقد توقف أحمد باقر الذي عقد آمالاً كبيرة عليها.. بقي العود يئن وعالية صامتة إلا من صدى.