منذ أيام احتفلت دمشق كعاصمة للثقافة العربية لعام 2008م، وقبلها كانت الجزائر والخرطوم وصنعاء، وقبل كل ذلك كنا نحتفل بالرياض كعاصمة للثقافة العربية وذلك عام 2000م، وهنا دعوني أسأل بعد ثماني سنوات ماذا بقي من تلك المناسبة، أعتقد أن الذي بقي مجرد ذكريات لأنشطة ثقافية قامت بها أغلب المؤسسات الحكومية والخاصة، بالطبع هذا حدث في أغلب العواصم العربية التي احتفلت بهذه المناسبة، جميل أن تكثف الأنشطة في تلك السنة وتقام المعارض وتكون العاصمة المختارة ملتقى للثقافة العربية، وأن يكون التواصل الثقافي العربي واضحاً من خلال ما يقام بها من معارض ومؤتمرات وملتقيات وعروض فنية مختلفة، ولكن إضافة إلى ذلك أتمنى أن يؤسس الفعل الثقافي من خلال تشييد قاعات العرض الفنية المختلفة وتنظيم حركة النشر وتفعيل المؤسسات الثقافية من أندية أدبية وجمعيات فنية ومكتبات، مع تفعيل الحضور الثقافي في المؤسسات الإعلامية. نحن بالفعل احتفلنا بالرياض كعاصمة للثقافة العربية، أوقدت شعلة الاحتفال مع أول يوم عام 2000م وتم إطفاء الشعلة في آخر يوم، القضية ليست مسابقة تنتهي باستلام كأس البطولة، من المفترض أن تبقى الشعلة موقدة، وتستمر الفعاليات والأنشطة الثقافية. وكما احتفلنا بالرياض احتفلنا مع العالم الإسلامي بمكة عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2005م، هل تتذكرون ذلك، هل بقي شيء من ذلك الاحتفال، هل أسست مراكز ثقافية إسلامية، نحن لا نريد ثقافة المناسبات بل نريد ثقافة مستدامة، بالطبع الاحتفال بمدينة عربية أو إسلامية لتكون عاصمة لمدة عام للثقافة أمر جيد لتفعيل التواصل العربي والإسلامي للثقافة، وحتى يكون لكل الدول العربية والإسلامية حضور في تلك العاصمة الثقافية بعيداً عن السياسة، لأن رابط اللغة والدين أقوى. من جانب آخر أجد من المهم استغلال هذه المناسبات العربية والإسلامية للحضور الثقافي السعودي، وزارة الثقافة والإعلام حققت شيئاً من التواصل من خلال الأسابيع الثقافية التي تشرف عليها وكالة الوزارة للعلاقات الثقافية، ولكن يجب أن تكون المشاركة متنوعة وغير محصورة بأيام محدودة بكل تأكيد يكون ذلك من خلال التنسيق مع وزارات الثقافة في الدول التي تحتفل بمناسبة العاصمة الثقافية، أتمنى فعلاً أن تكون شعلة الثقافة مشتعلة دائماً في كل المدن العربية والإسلامية.