كتب جيمس كارول مقالاً نشرته صحيفة بوسطن غلوب تحت عنوان "نزعة الفاشية المريضة" أشار فيه إلى أن انتخابات الرئاسة تكشف المخاطر الحقيقية في الوضع الأمريكي الجديد والتي لا تنبع من السياسات الخلافية ولا الاقتصاد المتأرجح ولا عدم استقرار الأمن ولكن من الشخصية الدينية السلبية للشعب الأمريكي، حيث إن التعصب الديني هو ما يميز حملات مرشحي الرئاسة في محاولاتهم لتشويه الإسلام، وهو ما سيأتي بنتائج عكسية، وخاصة مع انتشار مصطلح "الفاشية الإسلامية" على ألسنة المرشحين المتعصبين منهم والمعتدلين بالحزب الجمهوري حتى أن مايك هاكابي وصفها بأن "الفاشية الإسلامية هي أكبر خطر واجهته الأمة الأمريكية". ويتعجب الكاتب من إلصاق لفظ الفاشية بالإسلام رغم عدم ربط المتطرفين من الأديان الأخرى بأديانهم، فلم يرتبط الإرهابيون الكاثوليك والبروتستانت في ايرلندا الشمالية بوصفهم بالفاشية الكاثوليكية رغم استحقاقهم للفظ فاشية، ولا المتعصبين الهندوس في الهند ولا المتعصبين البوذيين في سري لانكا. ثم يصف الكاتب اقتناع بعض المسيحيين المتحفظين في أمريكا بأن جوهر الإسلام يتوافق مع الفاشية، وهو ما يتفق المرشحون السياسيون عليه معهم حتى ليصورا طموحات الفاشية الإسلامية على أنها اخطر من هتلر وستالين، والمقصود هنا هو وجود تحامل ديني يعتنقه الساسة وهو ما يزيد الأمر سوءاً. ثم يتطرق الكاتب إلى مرشحي الحزب الديمقراطي والإشاعات التي أثيرت حول كون المرشح باراك أوباما مسلماً وكأن في ذلك اتهاماً شنيعاً رغم تأكيده ببساطة أنه مسيحي. ويخلص الكاتب إلى أن الولاياتالمتحدة لا يمكن أن يكون لديها سياسة خارجية بناءة في مناطق ملتهبة دينياً مثل الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وجنوب آسيا إذا كان الوجود الأمريكي في هذه الصراعات ملتهباً دينياً هو الآخر. وكيف يمكن للولايات المتحدة المضي قدماً في عملية السلام بين فلسطين وإسرائيل إذا كانت الإدارة تتبنى حلم الصهيونية المسيحية بالدولة اليهودية من نهر الأردن إلى البحر المتوسط؟ وأين الحل بقيام الدولتين إذاً؟ ولكن ما يغفل عنه مرشحو الرئاسة في تصورهم القاصر على حرب العراق هو أن المتطرفين الإسلاميين يتحاربون مع مواطنيهم أولاً بدعوى أنهم مرتدون قبل أن يوجهوا اهتمامهم للغرب المسيحي. ويختتم الكاتب مقاله بالإشارة إلى رأي الباحث المسلم رضا أصلان في أن هجوم أسامة بن لادن على برجي التجارة عام 2001كان يهدف إلى توليد حرب تطهيرية داخل البيت الإسلامي أكثر منه لشن حرب على العدو البعيد في الغرب. ولقد نجح مخططه في إخراج الحرب التي أرادها حيث كان التحيز الأمريكي ضد الإسلام متوقعاً.. ولكن ما لم يتوقعه بن لادن هو أن يعتلي السلطة في واشنطن من يمتلكون نفس عقليته ليحاربوه وكل منهما على ثقة بأن الله يرعاه في كل خطواته. @ خدمةACT خاص ب"الرياض"