يعز على الموظف المنتج ممن يستشعر عظم المسؤولية ويحاول جاهداً أن يعد للسؤال جواباً ما يجده من تسويف ولا مبالاة من جهات الاختصاص في مجال عمله والتي في يدها أن تعينه وتيسر له عمله وتختصر عليه جهداً ووقتاً يمكنه الاستفادة منه في صميم عمله بدلاً من هدره في ما كان يفترض أن يتحقق من تلك الجهات دون عناء. ولا أجد جهة تنوء موظفاتها بأنات الألم وآهات الحسرة أكثر من موظفات وزارة التربية والتعليم فعلى الرغم من ضخامة ميزانيتها وعلى الرغم من وجود رجال أكفاء بهذا الجهاز إلا ان هناك حلقة مفرغة يدور فيها المدير والمديرة حين تفرض الضرورة أمراً يحتاج إلى أعمال صيانة أو نظافة أو أثاث أو غير ذلك مما لا غنى عنه لتسيير العمل بالشكل المطلوب. وبين الحين والآخر تهب رياح ممطرة على بعض المدارس فتنشط أعمال الترميمات وتبنى الملاحق وتزدهر الصيانة وتنتفض أعمال النظافة في تمرد صاخب على القذارة ويستبدل الأثاث القديم بالجديد والبالي بالحديث وتركب المراجيح والملاهي حتى في مدارس تعليم الكبيرات زيادة في البر وطلباً في الرضا ويقوم حظ تلك المدارس وموظفاتها على حساب مدارس إما جديدة معدمة أو قديمة آيلة للسقوط، وإذا ما بحثنا عن الأسباب وجدنا واسطة "سنافيه" تشمر وتزمجر وتعد وتتوعد تلك الرؤوس المهزوزة من العمالة البائسة التي أمنت العقاب فأساءت الأدب دهوراً. تدور كراسي الرؤساء ويحثون الخطى وتفتح ميزانيات الأقسام على مصراعيها وتسرع عربات نقل العهد من وإلى المدارس المحظوظة ويصبح الغبي ذكياً والكسول نشيطاً وتختفي من قاموس الأقسام عبارات طالما تسببت في أزمات قلبية وأصابت بعقد قهرية وفتت عزيمة الصخر "الأمر يحتاج إلى دراسة"، "المشروع يحتاج لمناقصة"، "هذا ليس من اختصاصنا خذي يا أختي المديرة هذه التحويلة وبعدها عشرون تحويلة"، ثم نعود الكرة من الأولى إلى الأخيرة ولا عزاء لمن لا واسطة له. أخيراً أيها المدراء والمديرات صلوا على سيد الأنام واكثروا من الاستغفار واطلبوا من الرحمن واسطة تعين وتعاون دون مقابل.. والمطر لي والطوفان من بعدي.