التشكيلي اللبناني ياسر خطار الذي يحمل تجربة لونية حالمة بألوانها الفرائحية وموسيقاها التي تبعث الانشراح، فببساطة التعبير يحرك ياسر المشاعر لتحاول قراءة نصه الفني بكل تأمل ودون كلل. التشكيلي ياسر مازال ينقب في الطبيعة.. عند المرأة بحثا عن أصالة العمل الفني الذي يؤكد على حضوره بكل عمل فني، و بكل ما يحتويه من تجانس وتضاد، ألفة وطمأنينة، حزن وفرح، خوف وسكينة. يقول ياسر: "ما زالت ضربات ريشتي المذعورة تبحث عن موطئ فرح لها تحت شمس الأحجية التي تؤرقني وفوق سحنة الأبيض الملتبس بألف هاجس وسؤال... وليس من جواب قبل أن تتهادى تلك الألوان المترادفة كأثلام تؤكد انتماءها وتبث مباهجها، معلنة ذاتها وانتسابها إلى فصولٍ أربعة، وإلى شمسٍ تكاد تنفرد بندّرة المكان الذي تحوّم حوله بترفٍ وبذخٍ لا يرتجي منّة، هناك أقضي بقية أحلام يفسرها الضوء وتترجمها الخطوط المتوارية خلف معانيها تشتكي البوح، وتلوذ بالصمت، بوقار العارفين، حيث التخاطر مع ما رآه الرسامون الانطباعيون أواخر القرن التاسع عشر من حراك للطبيعة وإعادة صياغتها بحلة جديدة تطفو فوقها بقع ضوئية منفلتة من عادات رسامين كبلوها طويلاً". عن الإشكالية بين اللوحة والمتلقي في مجتمعاتنا العربية يعلق ياسر خطار قائلا: " الإشكالية بين الفنان والمتلقي، لا تبدأ باللوحة ولا تنتهي بلوثة بصرية تفصح عن نفسها بمجتمعات ترزح تحت أمية بصرية و فنية، لا ترتجي سوى معرفة ماذا يعني هذا الخط وإلى ماذا يرمز ذلك اللون...أكيد أن الفن والأدب والمسرح والغناء والموسيقى وغيرها من الفنون لا تنمو منفردة الواحدة بمعزل عن الأخرى، فالمصالح المجتمعية تكمل بعضها البعض والمشكلة مشكلة تقدم أو تأخر مجتمع من المجتمعات، وهذا يؤثر سلبا أو إيجابا بتلك الثنائية القائمة بين الفنان والمتلقي فالفنان الذي تشكل عنده الوعي وتطورت ذائقته الفنية والمعرفية في مجتمع لا يرتاد أفراده صالات العرض ولا يعرف من أسماء فنانيه ما يزيد عن أصابع اليد الواحدة. عندئذ يصبح الفنان غريباَ عن محيطه لا تؤويه بنات أفكاره ولا هو يستريح". الجدير بالذكر أن ياسر خطار يسعى هذه الأيام لإقامة معرضه الشخصي الذي سيقام بمدينة جدة.