أوضح الشيخ أحمد عبده العسيري أن الرقية مهمة في حياة الإنسان. وقال الشيخ أحمد عبده العسيري أحد القراء في محافظة الخرج في حديث عن الرقية الشرعية وأهميتها في هذا العصر الذي كثرت فيه الأمراض وخاصة الأمراض النفسية بعد أن عانت الكثير من المجتمعات من الضغوط الاجتماعية والاقتصادية والأمنية وأصبح بعض الأشخاص حيارى بين الذهاب إلى طبيب معالج أو أحد القراء أو إلى أحد المشعوذين. إن الرقية لها شروط وواجبات وأن لها أسبابا جاء ذلك في الحوار التالي: @ لماذا الرقية الشرعية وخصوصاً في زمننا الحاضر فقد بدأ الكثير من الناس يلجأ إليها؟ - أما لماذا الرقية الشرعية والدعوة إلى الاستشفاء بها فنحن نختصر الجواب في الأسباب التالية: أنها من السنة، كما سنذكر أدلة ذلك من الكتاب والسنة لاحقاً. ولقلة الذكر والتحصين بالأوراد، فالغالب على المسلمين اليوم إلا من رحم الله الغفلة عن ذكر الله تعالى وعن التحصن بالأذكار والأدعية سواء كانت أذكار الصباح والمساء، أو أذكار الأحوال والمناسبات، أو ما بعد الصلوات الخمس، أو تلاوة القرآن الكريم والدعاء والاستغفار.. الأمر الذي جعلهم بسبب هذا التفريط فيما يحمي المعيون ويردع العائن يصيب بعضهم بعضاً حتى لو كانوا أقرباء بالعين من حيث لا يقصدون وذلك عن طريق إعجابهم بما يرون وبالذات عندما لا يبارك أحدهم ولا يذكر الله في حينه. ولانتشار الحسد بين الناس فبعضهم مع الأسف الشديد إذا رأى غيره قد فضله الله عليه بنعمة من النعم كالاستقامة أو الذكاء أو الجمال أو المال أو الولد فإنه لا يشفي غليل العين أو السحر نعوذ بالله منهم. ولعلاج ما قد يوجد فينا من أمراض إذ من الوارد أن يكون الإنسان أو أحد أولاده أو أقربائه مصاباً بأحد الأمراض الروحية أو النفسية وهو لا يدري خصوصاً العين، الذي ثبت في الحديث سرعة نفوذها وتأثيرها في ذات الإنسان كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "العين حق ولو كان شيءٌ سابق القدر لسبقته العين" ولأن من يصاب بها تأذى بأنواع الأذى في حياته وقد يموت بسببها إذا لم يعالج نفسه بالرقية الشرعية كما جاء في الحديث الثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم إنه قال: "أكثر من يموت من أمتي بعد قضاء الله وقدره بالعين" وقال ابن تيمية رحمه الله: "ما خلا جسدٌ من حسد ولكن اللئيم يبديه والكريم يخفيه". ولتوفر أسباب تسلط الجن على الإنس فنحن في هذا العصر قد هيأ أكثرنا ظروفاً وأحوالاً تتسبب في تسلط الجن على الإنس من مثل تضييع الصلوات والانكباب على الشهوات والمعاصي والمنكرات وإيذاء الجن في أماكنهم والغفلة الشديدة عن ذكر الله سبحانه وتعالى وعدم التحصن بالأدعية والأذكار المأثورة ومن الأسباب كذلك الخوف الشديد والمفاجئ والغضب الشديد في أي موقف أو الحزن والفرح الشديد على أمر من الأمور. وأنها مع الأعمال الصالحة الأخرى خير طريق للوصول إلى السعادة النفسية والطمأنينة القلبية فكثير من الناس اليوم أصبح يشتكي أمراض العصر كالهم والحزن والقلق والطفش ومن أنجح العلاجات لهذه الأمراض لمن أصيب بها بعد القيام بالواجبات والطاعات هي الرقية الشرعية. وأنها أفضل سبب عند الله تعالى يعين على العمل الصالح والثبات على الإيمان فكم من إنسان ثقلت عليه الطاعة وصعب عليه أداء الصلوات في أوقاتها وكم من إنسان انحرف عن طريق الهداية وأسرف في المعاصي والآثام ولو أن هؤلاء وأمثالهم أخذوا بهذه الوصفة النبوية أو دلوا عليها لامكن بإذن الله تعالى مساعدتهم فيما اعترض طريقهم من صعوبات ومشكلات ولكانت لهم عوناً على الطاعات واجتناب المحرمات والاستقامة على دينه. وأنها مضمونة النتائج بإذن الله تعالى فنحن كم نخسر من الأموال وننفق من الأوقات والجهود في علاج أمراضنا العضوية والنفسية في المستشفيات والمستوصفات وهنا وهناك ولو قيل لأحدنا إن علاجك في آخر الأرض لذهب إليه أو أنه بالسعر الفلاني لاشتراه ومع ذلك السبب سبب آخر قد يكون فيه الشفاء الحقيقي والعلاج الناجع ألا وهو الرقية الشرعية التي لا تحتاج من الإنسان إلا يسراً من الجهد وقليلا من الوقت والصبر والتي إن لم يكسب في استعمالها الأجر والثواب والصحة والعافية فإنه لن يخسر شيئاً يذكر.