في هذا المقال سوف نتحدث عن البرمجة اللغوية العصبية وعلاقتها ببعض علاجات الاضطرابات النفسية والعقلية.ثمة بعض من المشاكل النفسية يكون فيها للبرمجة اللغوية العصبية دور مفيد، بل مفيد جداً، خاصة عند بعض الشخصيات التي تُعاني من مشاكل شخصية نفسية مع الذات تكون رواسب من المراحل الحياتية المختلفة، تقود إلى ان يشعر المرء بالدونية وبفقدان تقديره لذاته، وهنا نشير إلى مصادر في البرمجة اللغوية العصبية تكون ذات فائدة كبيرة للشخص الذي يُعاني من مثل هذه المشاكل. وقد ذكر الدكتور إبراهيم الفقيه خمسة مصادر للتحدث مع الذات والبرمجة الذاتية، وهذه المصادر الخاصة، هي: المصدر الأول: الوالدان هناك كثير من المشاكل التي تترسب منذ الطفولة بحكم التربية السلبية التي عاشها الشخص، فهو طيلة حياته في مراحل الطفولة المبكرة والمراهقة وبداية النضج مع والديه الذين يكونون يعيشون بفكر مختلف عن الابن ويرغبون من أبنائهم ان يعيشوا بنفس الطريقة التي عاشوها، وفي حالة وجود الجد والجدة ويكون لهم دور في التربية للأحفاد، فإن المشكلة قد تتفاقم، ويعيش الشخص حياة مليئة بعدم المصالحة مع الذات، ويترجموا مع هذه الصورة والمشاعر السلبية التي ترسخت من تلك الفترة، ويتبرمج مع هذه المشاعر السلبية لذلك على الشخص محاولة التخلص من هذه المشاعر السلبية التي عاشها. المصدر الثاني: المدرسة المدرسة تلعب دوراً هاماً جداً في ترسيخ نظرة التلميذ خلال دراسته، سواءً كانت هذه النظرة سلبية أو إيجابية. المشكلة الكبيرة التي تواجه أغلب التلاميذ هو ان التعليقات السلبية هي التي تترسخ بصورة أكبر وكذلك يكون لها التأثير السلبي الأهم في النظرة الدونية للتلميذ تجاه نفسه، نظراً لأن التلميذ يكون وسط جمع مما قد يُرسب لديه عقدة القلق من التجمعات الكبيرة، وقد يستمر هذا الشعور والاحساس إلى مراحل متقدمة، فيصبح ليس لديه الثقة في الحديث أمام المجاميع، ودائماً يشعر بعدم الكفاءة لأن يقول أو يفعل أي شيء، رغم ان واقع الأمر ليس كذلك. فهذا التلميذ لو لم يتعرض لمواقف سلبية قوية قد تُدمر الثقة تدميراً تاماً وتجعله غير طبيعي في المواقف الاجتماعية، وقد تقود مثل هذه المواقف إلى نشوء اضطراب الرهاب الاجتماعي. وكذلك عدم القدرة على الحزم والتردد في اتخاذ القرارات، ويكون ضعيف الشخصية في حياته بوجه عام. للأسف فإن توعية المعلمين بهذه الأمور لا يتم أثناء تعليمهم، وتحريصهم على مراعاة تنمية شخصية الطفل في المراحل المبكرة، خاصة في المرحلة الابتدائية والإعدادية. إن بناء الشخصية والتعاون بين الأهل والمدرسين، وملاحظ نقاط الضعف عند التلميذ خاصة في الخجل وعدم الرغبة في المشاركة في الأنشطة الجماعية، مثل إلقاء الخطب أو الاشتراك في المسرح المدرسي. حتى عند التلاميذ الذي يكون لديهم أعراض رهاب اجتماعي (والرهاب الاجتماعي اضطراب يبدأ في سن مبكر قد تكون البداية من سن السابعة مثلاً) فإنه يجب البدء في محاولة مساعدته للتخلص من هذا الخجل المرضي عن طريق تعريضه التدريجي للحديث والمشاركة في الأنشطة الجماعية في المدرسة، فيجب عدم التعليق السلبي على تصرفاتهم بل يجب كيل المديح وعبارات الثناء والتشجيع لهم حتى ولو كان أداؤهم ليس هو المطلوب..! إن التعامل في المدرسة مع التلميذ في مراحله الابتدائية والإعدادية (المتوسطة)، هو الذي يضع حجر الأساس لشخصية التلميذ وعلاقاته المستقبلية. للأسف في بعض المدارس في دول العالم الثالث في بلادنا العربية، فالمدرسة جزء من نسيج المجتمع والذي قد يوجه الاهتمام لنوعية معينة من التلاميذ، فتجد التشجيع والثناء يكال لأبناء الشخصيات النافذة، بينما يعامل أبناء الطبقة العادية أو الدنيا معاملة مختلفة تميل إلى تحجيم حجم مشاركة هؤلاء التلاميذ في الأنشطة، وربما ذهب بعض التلاميذ المبدعون والمتميزون علمياً ضحية هذه التفرقة ليس في المستوى الدراسي ولكن أيضاً في تنمية الشخصية لدى هؤلاء التلاميذ. بعض المدارس تعطي فرص القيادة وتقوية الشخصية لأبناء الطبقات العليا، كي يمارسوا هذه الممارسات استعداداً لهم في مساعدتهم في حياتهم المستقبلية، بينما يذهب الطالب العادي ضحية لهذه السلوكيات غير المسؤولة.. للأسف هذا ما يحدث في كثير من المدارس التي تحوي طبقات اجتماعية ذات مستوى عال من الناحية المادية والسلطوية، نظراً لما لهذين الخاصيتين من تأثير في المجتمع بوجه عام، وفي المدارس خاصة إذا كانت مدارس خاصة. نكتفي بهذا القدر في هذا الأسبوع وسوف نواصل في الأسبوع القادم.