إذا لم يبدأ الطمث حتى السادسة عشر من العمر أو انقطع لدى المرأة وهي ليست حاملاً أو مرضعة أوليست في مرحلة قريبة من سن اليأس فإن التعبير الطبي لهذا هو انعدام الحيض وإذا أصبحت الدورة الشهرية غير منتظمة أي يقل حدوثها عن مرة كل 35 يوماً أو انها توقفت مرة واحدة فمن المهم مراجعة الطبيب. ان النقص المستمر في الحيض قد يؤثر على إمكانية الحمل لدى المرأة ويضعف العظام ويؤدي في وقت لاحق إلى هشاشة العظام. إن البلوغ المتأخر هو السبب الأكثر شيوعاً لانعدام الطمث الأولي أوقد يعود الخلل في جهاز الغدد الصماء والجهاز التناسلي أو قد يكون الأمر ناتجاً عن سوء التغذية حيث يجب ان تصل الفتيات إلى وزن معين قبل ان يبدأ الحيض أو نتيجة لاضطراب الهرمونات كوجود قصور من عمل الغدة الدرقية أو قد يكون السبب خللاً خلقياً في الجينات مثل متلازمة تيرنر التي تكون فيها إحدى الصبغيات الجنسية الأنثوية مفقودة بالكامل ولا ننسى العيوب الخلقية في الجهاز التناسلي مثل الرحم وعمق الرحم فقد يكون تكوين الرحم مفقوداً أو وجود عيب خلقي في الرحم. إن تعرض الفتيات قبل سن البلوغ لعملية مراجعة ثم استئصال المبيض بسبب وجود أورام سرطانية أو استخدام العلاج الكيميائي أو التعرض للعلاج الاشعاعي فهذه العوامل تؤدي إلى عدم نزول الدورة ويحدث الطمث الأولى. ولا ننسى دور الالتهابات المزمنة مثل الدرن الذي قد يصيب بطانة الرحم أو يؤثر على وظيفة المبيض وبالتالي تؤدي إلى حدوث الدورة. النوع الثانوي انعدام الطمث الثانوي أي الذي يحدث لاحقاً بعد نزول الدورة لفترات ومن ثم تتوقف قبل وصول المرأة في أي وقت قبل بلوغها سن اليأس حيث يمكن ان يكون له عدة أسباب مثل الاجهاد والزيادة في الوزن أو النقصان أو الحمية المفرطة وكذلك تفعل المبالغة في التمارين الرياضية وهذا شائع عند اللاعبات الرياضيات وعارضات الأزياء ان الاضطرابات المعوية مثل مرض كرونز أو مشاكل الغدة الدرقية وكذلك بعض العقاقير مثل مضادات الاكتئاب يمكن ان تؤثر على الطمث. في بعض النساء يكون انعدام الطمث مؤشراً على وجود المتلازمة المبيضية متعدد الأكياس التي قد تحدث فيها إباضة غير منتظمة وبالتالي انقطاع طمث ثانوي ولا ننسى ارتفاع هرمون الحليب (البرولاكتين) المنتشر وعلى نطاق واسع في حدوث اضطرابات في الدورة الشهرية ومنها حدوث انقطاع الطمث الثانوي. وقد يحدث انقطاع الطمث بسبب حدوث سن يأس مبكر. إن تدبير حالات انقطاع الطمث أو عدم حدوثه على نوعه أما كان أولي أو ثانوي ففي حالات انعدام الطمث الأولى أي التي لم تنزل الدورة الشهرية مطلقاً وحتى بلوغ سن السادسة عشر فيجب أولاً أخذ التاريخ المرضى وملاحظات وجود علامات البلوغ الأخرى مثل نمو الجسم وظهور الشعر ونمو الثديين وبعد ذلك يتم فحص المريضة وتجرى الفحوصات الطبية التي تتضمن إجراء فحص للصبغات الوراثية وتحليل شامل للهرمونات وإجراء فحص بجهاز الأشعة فوق الصوتية للجهاز التناسلي وبعد ذلك يتم العلاج حسب السبب ففي حالات اضطرابات الهرمونية فمن الممكن معالجة الحالة أما إذا كان العيب موجوداً في الصبغات أو حالة عدم وجود الرحم فإن الحالة غير قابلة للعلاج. أما في حالات انقطاع الطمث الثانوي فإن اضطرابات الهرمونات هي السبب الشائع ومن الممكن معالجتها أما حالات سن اليأس المبكر فتعطى الهرمونات التعويضية وبالتالي نزول الدورة ولكن لا يوجد إمكانية للحمل. أما الحالات التي تكون الأسباب فيها الحمية والرياضة الشديدة فإن تغيير نمط الحياة وزيادة الوزن يساعدان على حدوث الدورة الشهرية وانتظامها.