لا يمكن لكل متابع ومتعمق بالجوانب الفنية أن يخفي إعجابه بالعمل الفني الكبير الذي يقدمه مدرب الأهلي يايلسه خصوصاً هذا الموسم، ف»القلعة» تقدم نفسها بصورة رائعة، والبصمات الفنية للمدرب الشاب تظهر بجلاء في معظم مباريات الفريق، إذ يمكن اختصار شكل وهوية الفريق بعبارة «هذا شغل مدرب»، إن على صعيد التحولات أو الاستحواذ أو التنويع في اللعب أو التدرج بالكرة، وهذا كله يظهر أن هناك مدرب وضع بصمته واستطاع أن يرسم هوية يتميز بها فريقه عن الآخرين. صحيح أن يايسله صغير في السن وأن التعاقد معه كان مغامرة وبناء على تجربة واحدة، وصحيح أن عمله لم يكن مقنعاً للأهلاويين في الموسم الماضي، على الرغم من تحقيقه المركز الثالث مع فريق عاد للتو من دوري «يلو» وهو أمر لافت، إن قارنا الأهلي بالفرق الصاعدة وبعيداً عن تاريخه وبطولاته. وفي هذا الموسم، يسير «الأخضر» بخطوات ثابتة وواثقة في دوري أبطال آسيا للنخبة، ويمكن القول إن الأهلي هو المفاجأة السارة للكرة السعودية في الجانب الآسيوي، وفي الوقت ذاته من حق الأهلاويين أن يظهروا غضبهم من الخسائر والتعثرات التي يتعرض لها الفريق في الدوري من فرق أقل منه على مستوى الإمكانات وهو لغز لا بد من حله، وعلى الأرجح فإن ثمة فجوة في الجانب الذهني يعاني منها الفريق ولاعبوه خصوصاً عند مقابلة فرق الوسط والمؤخرة، وهو دور القائمين على جهاز كرة القدم وإدارة النادي بالعمل مع المدرب على رتق هذه الثغرة التي تظهر بوضوح عندما يجد اللاعبون صعوبة في اللعب أمام الفرق التي تغلق المنافذ ولا تعطي الفريق أريحيته التي يتمناها لاعبوه، وهو دور أيضاً يجب أن يقوم به قائد الفريق، إذ تُهدر جهود العمل الفني الكبير للمدرب الألماني بطريقة يمكن تلافيها إن وضع الأهلاويون يدهم على الجرح.