شنت قوات الاحتلال "الإسرائيلي"، منذ الليلة الماضية، حملة اقتحامات واعتقالات في مدن وقرى الضفة الغربية تخللها مداهمات لمنازل عائلات أسرى مقرر تحريرهم في صفقة طوفان الأحرار. وذكرت مصادر محلية، أن الاحتلال اعتقل عدداً من ذوي الأسرى، كما وجه تهديدات لهم بعدم إظهار أي معالم للفرح لحظة تحرير أبنائهم من السجون الإسرائيلية، وقام جنود الاحتلال بإنزال رايات في بلدة بيت لقيا غربي رام الله، التي رفعت على أعمدة الكهرباء استعدادًا لاستقبال الأسرى المحررين. كما اعتقلت قوات الاحتلال نجل وشقيق الأسير المنوي الإفراج عنه سائد الفايد من حي كفر سابا بمدينة قلقيلية والمعتقل منذ 22 عاماً، واعتقلت قوات الاحتلال صامد وربيع الشوبكي أشقاء الأسير عمار عاهد شوبكي المحكوم مؤبد، والمقرر تحريره عنه ضمن الصفقة، بعدم اقتحام منزلهم وتخريب محتوياته في مدينة قلقيلية. وفي الخليل، اندلعت مواجهات مع قوات الاحتلال التي اقتحمت مخيم العروب، بينما طالت الاقتحامات بلدة سعير شمال الخليل، ومنطقة بئر حرم الرامة، وراس الجورة، وبلدة بني نعيم، ومدينة يطا وبلدة السموع جنوب الخليل. في غضون ذلك اندلعت اشتباكات بين مقاومين وقوات الاحتلال خلال اقتحامها بلدة قصرة جنوبي نابلس. واقتحمت قوات الاحتلال عدة أحياء في الجبل الشمالي بنابلس، ومخيم العين غرب المدينة حيث تمركزت بالقرب من مدرسة الوكالة وملعب البلدية. مهلة للأونروا حدّد سفير إسرائيل لدى الأممالمتحدة داني دانون مهلة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) لوقف أنشطتها في القدس وإخلاء كل المباني التي تشغلها بحلول نهاية الشهر الجاري. وقال دانون -في رسالة وجّهها إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش- إنه "وفقا للقانون الإسرائيلي المعمول به، يجب على الأونروا وقف عملياتها في القدس وإخلاء كل المباني التي تستخدمها في المدينة بحلول 30 يناير الجاري على أبعد تقدير". وشدد دانون في رسالته على أن هذه "التطورات هي رد مباشر على المخاطر الأمنية الجدية التي يشكلها اختراق حماس ومنظمات أخرى لوكالة الأونروا ورفض الوكالة معالجة المخاوف الجدية والمادية التي أثارتها إسرائيل ومعالجة الوضع". واعتبر أن الأونروا قد أخلت "بالتزامها الأساسي بالنزاهة والحياد بشكل لا يمكن إصلاحه". ولا تشير الرسالة إلى قانون آخر أقره البرلمان الإسرائيلي في أكتوبر، يحظر أنشطة الوكالة الأممية في إسرائيل، بما في ذلك القدسالشرقيةالمحتلة منذ عام 1967، ويحظر على المسؤولين الإسرائيليين العمل مع الأونروا وموظفيها اعتبارا من التاريخ نفسه، مما يثير مخاوف على مستقبل أنشطة الوكالة في غزةوالضفة الغربية. وتتهم إسرائيل الوكالة بأنها مخترقة من جانب أعضاء في (حماس)، وتقول إن بعض موظفي الوكالة شاركوا في هجمات 7 أكتوبر 2023. وقبل أيام أكد المفوض العام لوكالة الأونروا فيليبي لازاريني في أوسلو أن المنظمة ستواصل تقديم المساعدة لسكان الأراضي الفلسطينية رغم الحظر الإسرائيلي لها الذي يدخل حيز التنفيذ في نهاية يناير الجاري. وقال لازاريني خلال اجتماع دولي خصص للشرق الأوسط "سنبقى وسنضطلع بمهمتنا". وأضاف أن "موظفي الأونروا المحليين سيبقون وسيواصلون تقديم مساعدة عاجلة، وعند الإمكان تعليم ورعاية صحية أساسية". وبحسب لازاريني فإن غياب التواصل بين الأونروا والسلطات الإسرائيلية نتيجة للحظر سيجعل عمل الوكالة أكثر خطورة. وفي رسالة مؤرخة في الثامن من يناير، شدد الأمين العام للأمم المتحدة على أنه في حال وقف أنشطة الأونروا في الأراضي الفلسطينية، بما فيها القدسالشرقية، يجب على إسرائيل، باعتبارها "السلطة القائمة بالاحتلال"، أن تضمن استمرار الخدمات التي تقدمها الأونروا. وترى إسرائيل أن أنشطة الأونروا يجب أن تتولاها وكالات أخرى تابعة للأمم المتحدة. إلا أن الأممالمتحدة تكرر أنه "لا يمكن الاستغناء عنها"، لا سيما في مهمتها المتمثلة في تقديم الخدمات الأساسية للفلسطينيين، مثل الرعاية الطبية والتعليم. تواصل عدوانها ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، عدوانه على مدينة جنين ومخيمها (شمالي الضفة الغربية)، لليوم الخامس على التوالي مخلفا دمارا كبيرا، وتدميرا للبنية التحتية. وأفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال اقتحمت عدة قرى وبلدات في محافظة جنين، ونفذت حملة اعتقالات في (السيلة الحارثية) غرب جنين، و(ميثلون وقباطية). ودمرت جرافات الاحتلال مدخل بلدتي اليامون والسيلة الحارثية غربا، إضافة لتجريف شارع يافا الواصل بين مدينة جنين وقراها الغربية. وقالت المصادر، إن جرافات الاحتلال دمرت وأحرقت عددا من منازل المواطنين في المنطقة الجنوبية الغربية من المخيم. وفي حيي الزهرة والجابريات، أجبر الاحتلال المواطنين الفلسطينيين على إخلاء منازلهم، وعدم السماح لهم بالعودة لها قبل شهر من تاريخه، فيما واصلت طائرات مسيرة تحليقها في سماء المخيم وأعلنت حظر التجول فيه. وأدى عدوان جيش الاحتلال على جنين ومخيمها إلى ارتقاء أربعة عشر شهيدا وعشرات الإصابات بينها إصابات خطيرة. هدم المنازل نزوح عائلات فلسطينية