أعلنت الولاياتالمتحدةوبريطانيا فرض عقوبات واسعة النطاق على قطاع الطاقة الروسي الجمعة، استهدفت خصوصاً شركة غازبروم نفت، في مسعى لتقويض "أكبر مصدر تمويل للكرملين". وقبل أيام من تنصيب دونالد ترمب رئيساً للولايات المتحدة في 20 يناير، أعلنت وزارة الخزانة الأميركية سلسلة عقوبات تشمل أكثر من 180 سفينة وشركتين نفطيتين كبيرتين. وأعلنت بريطانيا بدورها فرض عقوبات مماثلة على قطاع النفط الروسي. وأعلن الرئيس الأميركي المنتهية ولايته جو بايدن الجمعة أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في "وضع صعب"، بعد أن فرضت واشنطن ولندن عقوبات جديدة ومنسقة على قطاع الطاقة الروسي على خلفية الحرب في أوكرانيا. وقال بايدن للصحافة في البيت الأبيض: "بوتين في وضع صعب حالياً، وأعتقد أن من المهم حقاً ألا يكون لديه أي متنفس للاستمرار في فعل الأشياء الفظيعة جداً التي يواصل القيام بها". وقالت وزارة الخزانة الأميركية في بيان: إن هذه العقوبات "تفي بالتزام مجموعة السبع خفض العائدات الروسية من الطاقة". وقال مسؤول أميركي للصحافيين: إنها العقوبات الأكبر المفروضة حتى الآن على قطاع الطاقة الروسي. في المجمل، فرضت الولاياتالمتحدة عقوبات على 183 سفينة ناقلة للنفط ضمن ما يُسمى "الأسطول الشبح"، مع أن عدداً من هذه السفن يرفع علم باربادوس وبنما. وشملت العقوبات كذلك شركات تعمل في روسيا في تجارة النفط وفي حقول النفط وبينها شركتا غازبروم نفت وسورغوتنيفت غاز إلى جانب أكثر من عشرين شركة تابعة لهما. وقالت الحكومة البريطانية: إن أرباح الشركتين "تملأ صندوق الحرب للرئيس الروسي فلاديمير بوتين وتسهل الحرب" في أوكرانيا. ونقل بيان عن وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي تأكيده أن "مواجهة شركات النفط الروسية من شأنها أن تستنزف صندوق الحرب الروسي - وكل روبل نأخذه من يدي بوتين يساعد في إنقاذ أرواح الأوكرانيين". من جانبها، نددت شركة غابروم نفت الروسية التابعة لمجموعة غازبروم العملاقة الجمعة بالعقوبات الأميركية والبريطانية التي استهدفتها، معتبرة أنها "غير مبررة وغير مشروعة". وقالت الشركة كما نقلت عنها وكالات الانباء الروسية: إن "غازبروم نفت ترى أن إقرار إدراج أصولها ضمن لائحة العقوبات الأميركية هو أمر غير مبرر وغير مشروع". وقالت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين في بيان: إن "الولاياتالمتحدة تتخذ إجراءات شاملة ضد المصدر الرئيسي لإيرادات روسيا لتمويل حربها الوحشية وغير القانونية ضد أوكرانيا". وأضافت: "عبر إجراءات اليوم، نزيد من مخاطر التعرض للعقوبات المرتبطة بتجارة النفط الروسية، بما في ذلك الشحن والتسهيلات المالية لدعم صادرات النفط الروسية". * نفوذ إضافي في كييف، أشاد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الجمعة بالولاياتالمتحدة لفرضها عقوبات شاملة على قطاع الطاقة الروسي، قائلاً: إنها تشكل "ضربة قوية" ل"آلة الحرب" في موسكو. وكتب في منشور على موقع إكس "هذه الإجراءات توجه ضربة قوية للأساس المالي لآلة الحرب الروسية من خلال تعطيل سلسلة التوريد الخاصة بها بالكامل". وأوضح مسؤولون أميركيون أن هذه الإجراءات تهدف إلى منح الولاياتالمتحدة نفوذاً إضافياً للمساعدة في التوسط في "سلام عادل" بين أوكرانياوروسيا. وأكد نائب مستشار الأمن القومي للاقتصاد الدولي داليب سينغ في بيان: "فرضت الولاياتالمتحدة اليوم العقوبات الأكثر أهمية حتى الآن على قطاع الطاقة الروسي، وهو المصدر الأكبر للإيرادات لحرب بوتين". وأضاف: "ستضرب هذه العقوبات بقوة كل عقدة رئيسية في سلسلة إنتاج وتوزيع النفط في روسيا". وتشمل العقوبات أيضاً حظر الخدمات التي تقدمها الشركات الأميركية المتخصصة في قطاع النفط للشركات المعنية، خصوصاً في مجال المساعدة في استخراج المنتجات النفطية وإنتاجها. وأشارت وزارة الخزانة الأميركية إلى أن الحظر يدخل حيز التنفيذ في 27 يناير. وعلى نطاق أوسع، تمنح الولاياتالمتحدة نفسها إمكان "فرض عقوبات على أي شخص يرغب في العمل أو عَمِل في قطاع الطاقة الروسي"، بحسب البيان. وأكد مسؤول أميركي كبير للصحافيين رداً على سؤال حول مصير هذه العقوبات في ظل الإدارة المقبلة، أن "الأمر متروك لها بالكامل لتقرر ما إذا كان بإمكانها رفع العقوبات التي فرضناها، ومتى، وفي ظل أي ظروف؟". وأضاف أن هذه الإجراءات من شأنها أن توفر - من خلال إضعاف موسكو - "نفوذاً كبيراً" لكل من إدارة ترمب وأوكرانيا "للتفاوض على سلام عادل ودائم". مسار الحرب أسقطت قوات الدفاع الأوكرانية 47 مُسيرة روسية طراز شاهد وأنواع أخرى، واختفت 27 طائرة مسيرة أخرى من على الرادار. وأعلن سلاح الجو الأوكراني ذلك عبر تطبيق تليغرام، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الوطنية الأوكرانية (يوكرينفورم). واعتباراً من الساعة 20:00 الجمعة، هاجم الروس أوكرانيا ب74 طائرة مسيرة هجومية طراز شاهد، وأيضاً بأنواع مختلفة من الطائرات المسيرة الخداعية، من اتجاهات ميليروفو وأوريل وبريانسك وبريمورسكو-أختارسك الروسية. وتصدت قوات الصواريخ المضادة للطائرات الأوكرانية ووحدات الحرب الإلكترونية ومجموعات النيران المتحركة لذلك الهجوم الجوي المعادي. وبحلول الساعة التاسعة صباح السبت، تم التأكد من إسقاط 47 طائرة مسيرة من طراز شاهد الهجومية وأنواع أخرى من الطائرات المسيرة في مناطق بولتافا، وسومي، وخاركيف، وتشيركاسي، وتشرنيهيف، وكييف، ودنيبروبتروفسك، وزابوريزهيا، وكيروفوهراد، وخيرسون، وميكوليف. وتسببت حطام طائرات مسيرة معادية في إلحاق أضرار بالعديد من المباني التجارية والمؤسسات والمنازل الخاصة، وسيارات، في سبع مناطق في جميع أنحاء أوكرانيا. ووفقاً لتقارير أولية، لم تقع وفيات. واختفت 27 مُسيرة خداعية من على شاشات الرادار، دون أي تداعيات سلبية. وفي وقت سابق، أفادت وزارة الدفاع الروسية، السبت، بأن الدفاعات الجوية اعترضت ودمرت 85 طائرة مُسيرة أوكرانية فوق أراضي عدة مقاطعات روسية، وجمهورية القرم، وبحري آزوف والأسود، خلال الليلة الماضية، بحسب وكالة سبوتنيك الروسية للأنباء. ويتعذر التحقق من بيانات طرفي الحرب، روسياوأوكرانيا، من مصادر مستقلة. مسعفون من الجيش الأوكراني خلال فترة راحة (رويترز)