بعد سنوات تجاوزت التسعين فارقنا "أبوعلي" الوالد عبد الله النعيم رحمه الله، رحل وترك لنا سيرة عطرة وإنجازات خالدةتاركاً وراءه الكثير؛سيرة عطرة مليئة بالإنجازات، والأوسمة، ومنها وسام الملك عبد العزيز من الدرجة الممتازة، ووسام الملك حسين بن علي من الأردن، ووسام العرش بدرجة قائد من المغرب، وعدداً من المناصب التي ترك بصمته عليها، فقد كان مديراً لتعليم منطقة الرياض، وأميناً لمدينة الرياض. وبلغ من ثقة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله أن أسند إليه تخطيط العاصمة السعودية (الرياض)، وكان أهلاً لتلك الثقة، فقد كانت الرياض في السبعينات الميلادية، تحتاج إلى كثير من التخطيط، ففيها كل يوم مخطط جديد، يحتاج إلى الإمداد بالخدمات الحكومية، من تعبيد، وماء، وكهرباء، وصرف صحي، وغيرها، وكان رحمه الله من أشرف بنفسه على التخطيط لها، فزاد من مساحة الحدائق، حتى أصبحت الرياض درَّة الصحراء. والراحل من مواليد عنيزة وأحد أبنائها الأبرار، وكان ممن أسس وترأس مجلس إدارة مركز الملك سلمان الاجتماعي بالرياض، ومجلس إدارة الجمعية الخيرية الصالحية بعنيزة، التي تضم مركز صالح بن صالح الاجتماعي للرجال، ومركز الأميرة نورة الاجتماعي للنساء. كما ترأس مجلس إدارة شركة الغاز والتصنيع الأهلية، وعضوها المنتدب، ومجلس أمناء مكتبة الملك فهد الوطنية، وعضو الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، ومؤسس ورئيس مجلس أمناء المعهد العربي لإنماء المدن، الذي يتبع منظمة المدن العربية، وعضو مشارك في مجلس إدارة منظمة المدن الكبرى (متروبولس) ومقرها الرياض. وشغل عضوية عدد من المؤسسات والجمعيات، كما عمل مشرفاً عاماً على لجنة العناية بالإخوة الكويتيين أثناء فترة الغزو العراقي. وفي كل مكان ذهب إليه كان له الفضل بعد الله في رقيه وتطوره، فقد أسهمت جهوده الموفقة في إنقاذ شركة الغاز الأهلية من الفشل، والوقوف على قدميها بثقة تحدّيًا وثقةً ونجاحًا، وهو السبب الذي دعا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان يوم أن كان أميراً للرياض أن يستدعيه ويقول له: «أنت نجحت في الغاز ونحن أمام مشكلة في الأمانة ونحتاج إلى شخص شجاع مثلك". ثم بعد أن قضى المهمة على الوجه الأكمل طلب إعفائه من أمانة مدينة الرياض بكل ما في هذا المنصب من وجاهة وحضور اجتماعي ورسمي، ليتفرغ لأسرته، تلك الأسرة التي قال عنها إنه أهملها تحت ضغط العمل والمسؤولية، إلا أن الله وهبه زوجة صالحة أدارت بكل همة واقتدار شؤون البيت وتربية الأولاد والاهتمام به شخصياً، بل وكانت تشجعه على تحمُّل المسؤولية، فكانت نعم العون، فقد ربت الأولاد واهتمت بدراستهم وأدارت البيت بنفسية راضية مطمئنَّة. سيبقى "أبوعلي" رحمه الله دائماً في الذاكرة ما دامت الرياض باقية ونخيلها باسقة ، فروحه تتنفس في ربوعها، وتشهد على حبه وإخلاصه لوطنه، هذا الوطن الذي أهداه إحدى كتبه فكتب: «إلى الوطن الغالي من نفوده إلى أخدوده ومن مائه إلى مائه عرفاناً بفضله ودعاء له وإلى قادة الوطن الذين وفوا وأوفوا وإلى أجيال الوطن من التأسيس حتى المأسسة». فإلى جنة الخلد بإذن الله .. رحمك الله و والدينا وموتى المسلمين كافة ،،،