في شمال غرب المملكة، تحتضن محافظة العُلا سلسلة من الجبال، تقف شامخة كشاهد على عظمة الطبيعة وعبق التاريخ، ومع الاحتفال باليوم العالمي للجبال الذي يُقام في 11 من شهر ديسمبر من كل عام، تبرز جبال العلا كرمز استثنائي يروي قصص آلاف السنين من الحضارات التي استوطنت هذه الأرض الفريدة. وتتميز جبال العُلا بتشكيلاتها الجيولوجية الفريدة، التي تجذب عشاق الطبيعة والمغامرين من مختلف المناطق، من جبال الحجر الرملي التي نحتتها الرياح عبر العصور، إلى التجاويف الصخرية المنحوتة التي تحتفظ بأسرار التاريخ، حيث تقدم العلا تجربة بصرية وثقافية لا مثيل لها. ويأتي اليوم العالمي للجبال الذي حددته الجمعية العامة للأمم المتحدة ابتداء من 2003م للتوعية بأهمية الجبال في الحياة، وتحتفي به اليوم جميع دول العالم؛ بهدف تسليط الضوء على أهمية هذه التضاريس ليس فقط كمواقع طبيعية، ولكن كمصادر للتنوع البيولوجي والثقافي والتراثي، فعلى مر العصور، كانت العُلا مركزًا حضاريًا مزدهرًا، تروي النقوش الصخرية المنتشرة في الجبال قصص الشعوب القديمة التي تركت بصمتها على هذه الأرض، حيث أصبحت في وقتنا الحاضر وجهة سياحية عالمية بفضل الجهود التي تبذلها المملكة ضمن رؤية المملكة 2030، لإبراز جمالها والمحافظة على إرثها الطبيعي والتاريخي.