اليوم العالمي للتسامح هو يوم لاحترام ثقافات ومعتقدات وتقاليد الآخرين وفهم المخاطر التي يشكلها التعصب على الدول والأفراد. التسامح دعوة محبة ورسالة مودة، يبني جسور التعاطف والتآلف الذي يشجع على تجاوز الخلافات والصراعات ويعزز ثقافة التعايش والتضامن، والاعتراف بحقوق الإنسان العالمية كافة والحريات الأساسية للآخرين، ويؤكد أن المسألة ليست فقط واجباً أخلاقياً ولكن شرطاً أساسياً وقانونياً للأفراد والجماعات والدول. الإسلام والتسامح؛ فالإسلام دين عالمي يتجه برسالته إلى البشرية كلها، ورسالته تأمر بالعدل وتنهى عن الظلم وترسي دعائم السلام في الأرض، وتدعو إلى التعايش الإيجابي بين البشر جميعاً في جو من الإخاء والتسامح بين كل الناس بصرف النظر عن أجناسهم وألوانهم ومعتقداتهم. فالجميع ينحدرون من «نفس واحدة»، كما جاء في القرآن الكريم: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ) ويقول تعالى جل شأنه: (وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلاَ تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ). إن التسامح يسمح للناس من مختلف الخلفيات بالعيش بسلام واحتضان قيم وعادات بعضهم البعض، مما يعزز سلام المجتمعات. وتتعامل المجتمعات المتسامحة بنجاح أكبر مع المشاكل، مما يفتح الطريق أمام عالم أكثر شمولاً وللعيش بسلام وأمان. من هنا تأتي أهمية نشر التسامح في المجتمعات لأنه يمثل السلام والتقدم الاقتصادي والاجتماعي لكل الشعوب، ولأن التسامح هو الاحترام والقبول للثقافات والأديان المختلفة واحترام حرية الفكر والانفتاح. ويعتبر التسامح أول طريق لإحلال السلام بدل من الحروب، فالاحتفال باليوم العالمي للتسامح تأكيد على أنه مسؤولية تشكل قوة حقوق الإنسان كل في المجتمعات.