ارتفاع أسعار النفط وسط تصاعد التوترات الجيوسياسية بين روسيا وأوكرانيا

ارتفعت أسعار النفط يوم الخميس مع تغلب المخاوف الجيوسياسية الناتجة عن تصاعد التوترات بين روسيا وأوكرانيا على تأثير زيادة مخزونات الخام الأميركية، التي جاءت أكبر من المتوقع.
شهدت العقود الآجلة لخام برنت ارتفاعًا بمقدار 60 سنتًا أو 0.82% لتصل إلى 72.81 دولارًا للبرميل بحلول الساعة 07:34 بتوقيت غرينتش. كما ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي بمقدار 64 سنتًا أو 0.93%، لتصل إلى 69.39 دولارًا للبرميل.
أطلقت أوكرانيا يوم الأربعاء وابلًا من صواريخ كروز البريطانية من طراز "ستورم شادو" على أهداف روسية، في أحدث تصعيد باستخدام أسلحة غربية متطورة بعد يوم واحد من استخدامها صواريخ "أتاكمس" الأميركية. واعتبرت موسكو أن استخدام هذه الأسلحة الغربية لضرب أراضٍ روسية بعيدة عن الحدود يمثل تصعيدًا كبيرًا للصراع. من جانبها، تؤكد كييف أنها بحاجة إلى ضرب القواعد الخلفية الروسية التي تُستخدم لدعم الغزو، الذي دخل يومه الألف هذا الأسبوع.
وأشار محللون في بنك "آي إن جي" في مذكرة إلى أن "الخطر بالنسبة لأسواق النفط يكمن في استهداف أوكرانيا للبنية التحتية للطاقة الروسية، بالإضافة إلى حالة عدم اليقين بشأن كيفية رد روسيا على هذه الهجمات".
من جهة أخرى، ذكر محللون في بنك "جي بي مورغان" أن استهلاك النفط تعافى خلال الأسبوع الماضي مدعومًا بارتفاع الطلب على السفر في الولايات المتحدة والهند، مع تسجيل الأخيرة زيادة كبيرة في الطلب الصناعي. وأوضحوا في مذكرة أن "الطلب العالمي على النفط من المتوقع أن يصل إلى 103.6 مليون برميل يوميًا خلال الأيام التسعة عشر الأولى من نوفمبر، بزيادة قدرها 1.7 مليون برميل يوميًا مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي".
ورغم هذا الانتعاش، فقد قوبلت المكاسب بارتفاع مخزونات الخام الأميركية، التي زادت بمقدار 545 ألف برميل لتصل إلى 430.3 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 15 نوفمبر، متجاوزة توقعات المحللين بزيادة قدرها 138 ألف برميل.
وفقًا لبيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية، ارتفعت مخزونات البنزين خلال الأسبوع الماضي بأكثر من المتوقع، في حين سجلت مخزونات المقطرات انخفاضًا أكبر من التوقعات.
وفي سياق العرض، أعلنت شركة "إكوينور" النرويجية أنها استعادت الطاقة الإنتاجية الكاملة في حقل "يوهان سفيردروب" النفطي في بحر الشمال بعد انقطاع التيار الكهربائي.
أما على مستوى الإنتاج، فقد تدفع منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاؤها بقيادة روسيا، والمعروفة ب "أوبك+"، نحو زيادات جديدة في الإنتاج خلال اجتماعها المرتقب في الأول من ديسمبر، وسط استمرار ضعف الطلب العالمي على النفط.
وكانت "أوبك+" قد خططت في السابق لعكس تخفيضات الإنتاج بشكل تدريجي عبر زيادات طفيفة تمتد على عدة أشهر خلال عامي 2024 و2025. ومع ذلك، أشارت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها الأسبوع الماضي إلى أنه حتى مع استمرار تخفيضات "أوبك+"، فإن المعروض النفطي قد يتجاوز الطلب بحلول عام 2025، نتيجة زيادة الإنتاج من الولايات المتحدة ودول أخرى، مقابل نمو بطيء في الطلب العالمي.