اختتم الصندوق الثقافي مشاركته في النسخة العاشرة من ملتقى بيبان، الذي نظمته الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة في الفترة من 5 إلى 9 نوفمبر، تمكينًا للبيئة الريادية في المملكة، بمشاركة واسعة في خمسة أبواب رئيسة، تمثلت في عشرة أوجه متنوعة للمشاركة، وشهدت تفاعل أكثر من 2700 زائر تنوّع تفاعلهم بين زيارة جناح التمويل الثقافي، وحضور الجلسة الحوارية وورش العمل، والجناح المصاحب في باب الشركات الناشئة، والتي تأتي هذه المشاركة استكمالًا لدور الصندوق في تنمية القطاع الثقافي، ودعم المشاريع الثقافية لرواد الأعمال والمنشآت. وتمثلت أبرز أوجه مشاركة الصندوق في الجلسة الحوارية التي شارك فيها رئيسه التنفيذي ماجد بن عبدالمحسن الحقيل، ووكيل وزارة الثقافة للشراكات الوطنية وتنمية القدرات نهى قطان، وناقشت «الاقتصاد الثقافي: تعزيز النمو عبر الإبداع»، وسلط الحقيل فيها الضوء على دور الصندوق الجوهري في تنمية القطاع الثقافي، مؤكدًا أن ما حققه الصندوق حتى الآن يمثل «بداية لرحلة نمو مستدامة تهدف إلى تطوير المشهد الثقافي، بما ينعكس إيجابًا على الاقتصاد الوطني وتعزيز جودة الحياة في المملكة». وأضاف الحقيل: «لدينا اليوم في المملكة مقومات عدة تحفز رواد الأعمال والمستثمرين، ويقابل هذا الحراك أرقام اقتصادية رائعة من بينها نمو المؤسسات التجارية الثقافية، التي تجاوز عددها 51 ألف منشأة نشطة عام 2023، محققةً نسبة نمو بلغت 23.56% «. وفي باب «التمويل والاستثمار» نظم الصندوق جناحًا تعريفيًا بالتمويل الثقافي استقبل فيه رواد الأعمال والمنشآت لتعريفهم بالتمويل ودوره في بدء وتوسع مشاريعهم، ومزاياه التنافسية المصممة لدعم أنشطتهم الثقافية. وبوجوده في جناح وزارة الثقافة، عرَّف الصندوق الزوار بدوره التكاملي مع المنظومة الثقافية بوصفه ممكنًا ماليًا للقطاع. وتعزيزًا لأعمال المشاريع الثقافية المميزة المدعومة من الصندوق، أتاح الصندوق الثقافي ل 30 منشأة فرصة الوجود في باب «الشركات الناشئة»، قدمت فيه المنشآت خدماتها واستعرضت أعمالها، واستطاعت أن تجذب أكثر من 4300 زائر وأن تقدم حضورها كنماذج ناجحة. وفي ضوء دعمه أيضًا للمشاريع المستفيدة، رعى الصندوق ورشة عمل متخصصة قدمتها حاضنة المشتل الإبداعية، وُجِد عبرها الصندوق في «باب الابتكار». وتناولت الورشة التي جاء عنوانها «قوة معامل التصنيع الرقمية، في تعزيز الابتكار»، دور معامل التصنيع الرقمية في تسهيل تبادل المهارات واختبار الأفكار؛ مساعدة الصُنّاع على بدء أعمالهم التجارية. وفي إطار دعم رواد الأعمال والمنشآت الثقافية، نظم الصندوق ورشة عمل في «منصة التعلم»، عرّف من خلالها لرواد الأعمال والمنشآت خدماته المالية التي تدعم بدء وتوسع مشاريعهم الثقافية، والخدمات التطويرية التي ترفع قدراتهم وتؤهلهم إلى الاستفادة من التمويل الثقافي، وعبر تواجد مستشاريه في قسم «دعم المنشآت»، قدّم الصندوق استشارات مجانية متخصصة في المجالات الثقافية، تجاوز عددها 112 استشارة استفاد منها رواد الأعمال وأصحاب المنشآت لرفع كفاءتهم المالية والإدارية والفنية. وكان للصندوق الثقافي حضورٌ مميز خارج أبواب الملتقى، إذ ضمت «جولة الأعمال» التي نظمتها منشآت زيارة عدد من كِبار رواد الأعمال والشخصيات البارزة إلى «بيت السينما»؛ المدعوم من الصندوق وأول سينما فنية مستقلة من نوعها في المملكة، تضمنت جولة في مرافق السينما التي تتسم بطابعها الثقافي والمحلي، ومشاهدة عرض خاص لفيلم «تطور مدينة الرياض»، من إنتاج وإخراج معالي الأستاذ عبدالله المحيسن. وتعكس هذه المشاركة النوعية جهود الصندوق في خلق بيئة داعمة لرواد الأعمال والمنشآت ينطلقون منها لبدء مشاريع ثقافية تُنافس محليًا، وترسخ ريادة المملكة في مجال الثقافة عالميًا، وتعزز فرص القطاع الوظيفية للسعوديين والسعوديات، مما يعظم أثره الاقتصادي والاجتماعي. يذكر أن الصندوق الثقافي الذي تأسس عام 2021م صندوق تنموي يرتبط تنظيميًا بصندوق التنمية الوطني، بهدف تنمية القطاع الثقافي وتحقيق الاستدامة من خلال دعم النشاطات والمشاريع الثقافية، ولتسهيل الاستثمار في الأنشطة الثقافية وتعزيز ربحية القطاع، وتمكين المهتمين من الارتقاء بأعمالهم الثقافية، وليكون للصندوق دوره الفاعل في تحقيق أهداف الإستراتيجية الوطنية للثقافة وأهداف رؤية المملكة 2030.