في إطار رئاستها لمؤتمر الأطراف السادس عشر لاتفاقية الأممالمتحدة لمكافحة التصحر القادم، "كوب 16" الرياض، أطلقت المملكة العربية السعودية جوائز الباحثين الشباب في جناح العلوم لمؤتمر الأطراف السادس عشر، وتهدف هذه المسابقة المرموقة التي تبلغ قيمة جوائزها الإجمالية 70 ألف دولار، إلى دعم وتسريع وتيرة البحوث الرائدة والحلول المبتكرة لمعالجة تدهور الأراضي والجفاف والتصحر، علماً أن المشاركة متاحة للطلاب والباحثين الشباب من جميع أنحاء العالم. وسيتم منح سبع جوائز قيمة كل منها 10 آلاف دولار أمريكي للباحثين الشباب (لا تتجاوز أعمارهم 35 عاماً)، ممن قدموا مساهمات كبيرة في مجالات الإدارة المستدامة للأراضي والتصدي للجفاف واستصلاح الأراضي واستعادة خصوبتها. وتغطي الفئات السبع للجوائز أساليب استصلاح الأراضي، وأنظمة الأغذية الزراعية المستدامة، إضافة إلى الحوكمة العادلة للأراضي، ومشاركة المجتمع والشباب، والعلوم والتكنولوجيا والابتكار، وتعزيز القدرات والتكيف مع تغير المناخ، والتمويل والاستثمارات المستدامة في الأراضي. وستقدم الجوائز في حفل كبير يُقام خلال "كوب 16" الرياض، حيث ستتم دعوة المرشحين إلى المملكة والإقامة لخمسة أيام، كما سيمنحون فرصة فريدة للحصول على التوجيهات والإرشادات من قبل نخبة من الخبراء المختصين في مختلف المجالات ذات الصلة. وقال الدكتور أسامة إبراهيم فقيها، وكيل وزارة البيئة والمياه والزراعة لشؤون البيئة، ومستشار رئاسة "كوب 16" الرياض: "تندرج تحديات تدهور الأراضي والجفاف والتصحر ضمن قائمة الأسباب الرئيسة للعديد من القضايا التي تؤثر على الناس في جميع أنحاء العالم، ومن أخطرها انعدام الأمن الغذائي والمائي والهجرة القسرية. ويمثل مؤتمر الأطراف "كوب 16" الرياض فرصة لتوفير الحلول العاجلة، والمساعدة في التصدي لهذه الأزمات العالمية". وتهدف الجوائز إلى تسريع البحث والابتكار والتكنولوجيا التي يمكن أن تساعد في معالجة تدهور الأراضي والجفاف والتصحر، ودعم الجهود العالمية لاستصلاح الأراضي وتعزيز القدرات للتصدي للجفاف. وتشجع هذه المسابقة الدولية المتقدمين على إظهار أساليبهم المبتكرة للإسهام في تحقيق الاستدامة على المدى الطويل والاستفادة منها على نطاق واسع، إلى جانب التركيز على طرق استفادة منطقة الشرق الأوسط من أعمالهم. وسيظل باب تقديم الترشيحات مفتوحاً حتى 22 نوفمبر، حيث ستخضع البحوث للتقييم من قبل لجنة علمية تضم خبراء بارزين في المملكة العربية السعودية. تدهور 40 % من أراضي العالم وتأتي جوائز الباحثين الشباب في جناح العلوم لمؤتمر الأطراف السادس عشر، في الوقت الذي تسعى فيه المملكة إلى تسريع العمل العالمي لمواجهة التصحر وتدهور الأراضي والجفاف، حيث تؤثر هذه التحديات على 3.2 مليارات شخص حول العالم. ونظراً لتدهور 40 % من الأراضي حول العالم حسب اتفاقية الأممالمتحدة لمكافحة التصحر، تسعى رئاسة المملكة استعداداً لهذا الحدث القادم إلى حشد المجتمع الدولي لمشاركة الجهود بشأن مجموعة من القضايا الملحّة، بما في ذلك استصلاح الأراضي وتعزيز القدرات للتصدي للجفاف. وتمثل الجوائز جانباً من جدول أعمال حافل يقام في جناح العلوم في المؤتمر، وهو عبارة عن مركز يهدف إلى عرض الأبحاث المتطورة، وتشجيع التعاون بين العلماء وصُنّاع السياسات وأصحاب العلاقة. وسيكون الجناح ضمن أول منطقة خضراء تقام في تاريخ هذا المؤتمر. ويمكن للباحثين والمبتكرين تقديم أعمالهم من خلال الموقع الرسمي للجائزة من خلال هذا الرابط (https://www.unccdcop16.org/Scientific-Excellence-Awards). يشار إلى أن مؤتمر الأطراف "كوب 16" الرياض سيعقد في الفترة من 2 إلى 13 ديسمبر 2024 في بوليفارد الرياض بالمملكة العربية السعودية. وسيحتفل هذا المؤتمر تحت شعار "أرضنا. مستقبلنا" بالذكرى الثلاثين للإعلان عن اتفاقية الأممالمتحدة لمكافحة التصحر، ويهدف إلى تحفيز العمل متعدد الأطراف بشأن القضايا المهمة، مثل التصدي للجفاف وحقوق ملكية الأراضي والعواصف الرملية والترابية. وباعتباره أول مؤتمر أطراف تستضيفه منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، يمثل هذا الحدث التاريخي أكبر قمة عالمية تركز على قضايا الأرض ومكافحة الجفاف. وسيجمع المؤتمر 197 طرفاً (196 دولة والاتحاد الأوروبي)، إلى جانب خبراء وممثلين عن المجتمع المدني، بهدف تحفيز الإجراءات العاجلة. في الوقت الراهن، تبلغ نسبة الأراضي المتدهورة في العالم نحو 40 بالمئة، مما يؤثر بشكل مباشر على 3.2 مليارات شخص. بالإضافة إلى ذلك، زادت حدة وشدة الجفاف بنسبة 29 بالمئة منذ عام 2000، ومن المتوقع أن يتأثر ثلاثة أرباع سكان العالم بالجفاف بحلول عام 2050. وفي عام مليء بالمفاوضات البيئية رفيعة المستوى- حيث ستعقد جميع اتفاقيات ريو الثلاثة اجتماعات حاسمة بين شهري أكتوبر وديسمبر في كل من كالي وباكو والرياض- سيكون مؤتمر الأطراف السادس عشر لاتفاقية الأممالمتحدة لمكافحة التصحر نقطة تحول حاسمة في تعزيز الجهود العالمية لمكافحة تدهور الأراضي، والتصحر، والجفاف، وتعزيز التنمية المستدامة. وفي مؤتمر الأطراف السادس عشر، يُتوقع أن تتخذ الدول إجراءات جماعية من أجل تسريع عملية إعادة إصلاح الأراضي المتدهورة بحلول عام 2030 وما بعده، وتعزيز جهود مكافحة الجفاف المتزايد والعواصف الرملية والترابية، واستعادة صحة التربة وزيادة الإنتاج الغذائي مع الحفاظ على الموارد الطبيعية، إلى جانب تأمين حقوق ملكية الأراضي وتعزيز العدالة لضمان إدارة مستدامة للأراضي، إضافة إلى ضمان استمرار الأراضي في توفير حلول فعالة للمناخ والتنوع البيولوجي، وخلق فرص اقتصادية واعدة، بما في ذلك وظائف لائقة للشباب في الأراضي. د. أسامة إبراهيم فقيها