طالبت متخصصة سعودية بأهمية وضع خطط مستقبلية للتوسع في مجال إنتاجية الهيدروجين، كونه مصدر طاقة متجدداً ونظيفاً بفعالية عالية تسهم في تخفيض التكاليف، مع مواكبة التطور التكنولوجي في مجال الهيدروجين الأخضر، كونه الصديق الأنظف للبيئة. وشددت الدكتورة زينب بنت حسين البدر، متخصصة في الكيمياء وخريجة جامعة إمبريال كولج لندن على أهمية مواكبة توصيات جهات دولية متخصصة، تطالب بضرورة إدراج الهيدروجين في استراتيجيات الحكومات في أهدافها الطويلة الأجل، سيما في القطاعات الرئيسية كالتكرير والكيماويات والنقل الثقيل، وتوليد الطاقة، وتخزينها، مع وضع سياسات داعمة لأسواق الهيدروجين المستدامة لتحفيز الطلب التجاري على الهيدروجين الأخضر. وبينت أن الهيدروجين يدخل في المجال الصناعي مثلا في إنتاج الأمونيا، الميثانول والفولاذ، في مجال النقل مثلا المركبات الكهربائية التي تعمل على خلايا الوقود الهيدروجينية، في مجال المباني، حيث يمكن استخدام الهيدروجين في أنظمة التدفئة، وفي مجال تخزين الطاقة المتجددة، وغيرها من القطاعات، ولفتت الانتباه إلى أن الهيدروجين المتجدد لن يتوقف عند هذا الحد بل إن مستقبله واعداً من خلال التوسع المستمر في مجال الطاقة المتجددة والخالية من الانبعاثات الكربونية. وأوضحت البدر أن ثمة تحديات تعرقل إنتاج الهيدروجين الأخضر بكميات ضخمة للاستفادة منه في المجال الصناعي والتجاري، كالتكلفة العالية للمحللات الكهربائية، ونقص البنية التحتية. وشددت على أن مستقبل الهيدروجين في مجال الطاقة النظيفة، يتوقف على الجهود والاستثمارات المستمرة، من القطاع العام والمستثمرين في مجال الصناعة والتجارة والعلماء المهتمين بالبيئة والتطوي، واعتبرت الهيدروجين مصدرا واعدا لطاقة نظيفة في العديد من المجالات مثل الصناعة، والنقل، وأجهزة التدفئة، والتبريد. وقالت إن وكالة الطاقة الدولية، اعتبرت الهيدروجين في بداية مسيرته الاستثمارية مما يبرز مخاطر تجارية، ينبغي معالجتها، مع توفير الضمانات اللازمة لتشجيع المستثمرين، والبحث والتطوير المستمر في مجال الهيدروجين الأخضر، أمر أساسي لتقليل التكاليف، وزيادة الفعالية في إنتاج المحللات الكهربائية، وخلايا الوقود. وبينت أنه من المهم إزالة العراقيل التي تواجه المستثمرين وإعداد لوائح ومعايير واضحة فيما يخص المعدات والسلامة لإنجاح عملية الإنتاج بشكل سلس، مع التركيز زيادة التوسع الهيدروجيني من خلال استغلال الموانئ الصناعية والبنية التحتية الحالية لإنتاج الهيدروجين النظيف ودعم المركبات التي تعمل بواسطة الخلايا الهيدروجينية بالإضافة إلى إنشاء طرق تجارية لبدأ التجارة العالمية للهيدروجين. فإن الهيدروجين الأخضر سيحدث نهضة وسيكون هو الرائد في مجال الطاقة النظيفة. وقالت الدكتورة البدر أن الوقود التقليدي يشمل ثلاثة أنواع رئيسة وهي الفحم، النفط والغاز الطبيعي، يتفوق الهيدروجين الأخضر على الوقود التقليدي في عدة نواحي منها الاستدامة البيئية وتوافر المصادر للهيدروجين حيث يمكن تحضيره من التحليل الكهربائي للماء ومن مصادر متجددة كالرياح، والطاقة الشمسية وهذه العمليات تعتبر نظيفة كونها لا تطلق غازات ضارة بالبيئة، كما أن استخدام الهيدروجين الأخضر يساهم في تحسين جودة الهواء ويشهد مجال الهيدروجين الأخضر تقدما تكنولوجيا ملحوظا لإنتاجه وبالتالي إمكانية توظيفه في مجالات متعددة بشكل تكاملي فعلى سبيل المثال يستخدم في مجال النقل كوقود للخلايا الوقودية في المركبات بدون انبعاثات غازية ضارة، بالإضافة إلى أنه يستخدم كمادة أولية لإنتاج بعض المواد الكيميائية بشكل أخضر ونظيف، ويتميز الهيدروجين بكفاءته العالية في تحويل الطاقة وبكفاءة أعلى من الوقود الأحفوري، فضلاً عن تميزه بسهولة النقل والتخزين، كما أنه أكثر أمانا بسبب طبيعة الهيدروجين الغير سامة. وامتدحت البدر الدور السعودي في هذا الشأن من خلال الجهود الجبارة في إنجاح المشاريع المتعلقة بالبيئة ومنها مشروع نيوم الذي يهدف للاستدامة، وإعلان شركة نيوم عن شراكة استراتيجية مع كلا من شركة "إيربروداكتس" و"أكواباور" لإنشاء أضخم مصنع في العالم لإنتاج الهيدروجين الأخضر ويتوقع أنه بحلول عام 2025 سيكون جاهزًا لإنتاج حوالي 650 طناً من الهيدروجين الخالي من الانبعاثات الكربونية بشكل يومي.