حمل شعار مبادرة المملكة العربية السعودية "الأسبوع العربي في اليونسكو"، الذي يقام خلال الفترة 4 و 5 نوفمبر 2024م، مضامين ودلالات عميقة، جعلت من الخارطة الجغرافية للدول العربية رسالة إنسانية، تتزين بالحروف العربية المخطوطة على كامل الخارطة، في لوحة فنية تعكس أن شعوب هذه الدول يتشاركون قيمًا عليا وإرثًا حضاريًا متجذرًا جعل من ثقافتهم مصدر فخر واعتزاز، وتعبيرًا عن أن جميع أشكال ألوان هذه الثقافة مهما تنوعت إلا أنها تنبض بروح واحدة. ويؤكد شعار "الأسبوع العربي في اليونسكو"، الذي تنظمه المجموعة العربية لدى منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" أن الثقافة العربية ليست مجرد ماضٍ، بل هي حاضر ومستقبل، تعكس كيانًا حيًا ومتجددًا، وتدعو العالم إلى التعرف على إرث غني يعبر القارات ويعزز القيم الإنسانية المشتركة، ويفتح جسورًا للتواصل مع أمم العالم، ويسهم بتأثير كبير في التنمية والتطوير الإقليمي والعالمي. ويتضمن الشعار إشارة حول مكانة اللغة العربية، التي تُعد ركنًا من أركان التنوع الثقافي للبشرية، إذ إنها إحدى اللغات الأكثر انتشارًا واستخدامًا في العالم، ويتكلمها يوميًا ما يزيد على 400 مليون نسمة من سكان المعمورة، فيما أبدعت اللغة العربية بمختلف أشكالها وأساليبها الشفهية والمكتوبة والفصيحة والعامية، ومختلف خطوطها وفنونها النثرية والشعرية، بآيات جمالية رائعة تأسر القلوب وتخلب الألباب في ميادين متنوعة تضم على سبيل المثال لا الحصر الهندسة والشعر والفلسفة والغناء. وتتيح اللغة العربية الدخول إلى عالم زاخر بالتنوع بجميع أشكاله وصوره، ومنها تنوع الأصول والمشارب والمعتقدات، حيث يزخر تاريخ اللغة العربية بالشواهد التي تبيّن الصلات الكثيرة والوثيقة التي تربطها بعدد من لغات العالم الأخرى، إذ كانت اللغة العربية حافزًا على إنتاج المعارف ونشرها، وساعدت على نقل المعارف العلمية والفلسفية اليونانية والرومانية إلى أوروبا في عصر النهضة، بينما أتاحت اللغة العربية إقامة الحوار بين الثقافات على طول المسالك البرية والبحرية لطريق الحرير من سواحل الهند إلى القرن الأفريقي. ومن المنتظر أن يحتضن مبنى "اليونسكو" الأممي الواقع في خاصرة ساحة فونتنوا بحي مونتبارناس في العاصمة الفرنسية باريس، "الأسبوع العربي في اليونسكو" وهو يتزين بشعاره، بين الفعاليات النوعية من سوق للمنتجات الثقافية العربية إلى معرض عن الخط العربي، ومعرض صور للمواقع التراثية في العالم العربي المسجلة في اليونسكو، فضلًا عن جناح الموسيقى العربية، وفعالية الطهي العربي، وجناح الحرف اليدوية العربية، والأزياء، وندوات متنوعة عن الرواية العربية، والذكاء الاصطناعي وأدب الأطفال والعديد من المسابقات والعروض. ويعد مبنى اليونسكو رمزًا للتعاون الدولي في مجالات التعليم والثقافة والعلوم، ويعكس التزام المنظمة بالترويج للسلام والتفاهم بين الشعوب من خلال الفنون المختلفة والآداب، وستشارك الدول العربية الحوار مع شعوب العالم، تحت شعار التواصل لتعزيز الحوار والسلام العالمي والوحدة والتضامن.