معرض الصقور والصيد السعودي الدولي لهذا العام كان علامة فارقة في مسيرة تعزيز التراث الوطني السعودي وربطه بالحاضر. كل عام يثبت هذا الحدث أنه ليس مجرد تجمع لهواة الصيد ومحبي الصقور، بل هو منصة شاملة لتمثيل هوية وثقافة المملكة. النجاح الذي تحقق في المعرض ليس وليد الصدفة، بل هو نتيجة عمل متواصل وجهود مكثفة من نادي الصقور السعودي لإبراز هذا التراث على الساحة المحلية والعالمية. لا يمكن تجاهل دور القيادة الرشيدة، يحفظهم الله، في دعم هذه الفعالية الوطنية الكبرى. فقد كان لتوجيهات القيادة الحكيمة وحرصها على تعزيز التراث الوطني دور كبير في تحقيق النجاح المستمر لمعرض الصقور والصيد السعودي. هذا الدعم اللامحدود يعكس رؤية المملكة في الحفاظ على هويتها الثقافية وتطويرها بما يتناسب مع تطلعات الأجيال القادمة، ضمن إطار رؤية 2030. كما أن الإدارة الشابة لنادي الصقور السعودي أثبتت كفاءة عالية وهمة لا حدود لها في تحقيق أهداف المعرض. تلك الطاقات الشابة استطاعت بتفانيها وإصرارها تقديم نسخة متميزة من المعرض، من خلال تنظيم محكم وفعاليات مبتكرة أسهمت في جذب أعداد كبيرة من الزوار والمشاركين. هذه الجهود تؤكد أن مستقبل التراث السعودي في أيدٍ أمينة قادرة على مواصلة النجاح وتحقيق المزيد من الإنجازات. ما يميز معرض هذا العام هو تفاعل الجمهور الذي تجاوز الحدود التقليدية. فبدلاً من الاقتصار على الحضور الشخصي، نجد أن الحماسة والاهتمام تجاوزت موقع الفعالية ليصل إلى مختلف شرائح المجتمع. هذا الاهتمام المتزايد يعكس شغفًا متجددًا بالموروث، حيث يجد الناس في الصقور رمزًا يتجاوز كونه مجرد طائر إلى كونه تجسيدًا للقيم التي عاش عليها الأجداد، مثل القوة والحرية والعلاقة الوطيدة مع الطبيعة. المعرض هذا العام قدم نموذجًا يحتذى به في كيفية دمج الأصالة بالابتكار، حيث تمكن من إحياء التراث المتعلق بالصقور والصيد بطريقة تعكس روح العصر. الرسائل التي حملها المعرض لم تكن فقط للحفاظ على التراث، بل لتقديمه بأسلوب يجعل كل فرد يشعر بأنه جزء من هذه الموروث العريق. الفعاليات والأنشطة المصاحبة أسهمت في ترسيخ القيم المرتبطة بالصقور كرمز للقوة والشجاعة والفخر، مما أتاح للجمهور فرصة ليست فقط لمشاهدة هذا الموروث بل للتفاعل معه بشكل أعمق. مع كل ما تحقق، يبقى المعرض رسالة قوية تؤكد أن التراث السعودي، متمثلاً في الصقارة، ليس مجرد ذكرى من الماضي، بل هو عنصر حيّ يمكنه أن يتفاعل ويتكيف مع تحديات العصر. فالعناية بهذا التراث وتقديمه بطريقة مبتكرة هو السبيل لضمان استمراره وتأثيره عبر الأجيال. ومن هذا المنطلق، فإن المعرض يشكل نموذجًا يُحتذى به في كيفية الحفاظ على الهوية الثقافية، وفي نفس الوقت، مواكبة تطورات العصر الحديث.