تسعى المملكة العربية السعودية جاهدة لتعزيز بيئة الابتكار ودعم الشركات الناشئة ضمن إطار جهودها المكثفة لتحقيق أهداف رؤية 2030، التي تهدف إلى بناء اقتصاد متنوع ومستدام بعيدًا عن الاعتماد على النفط، المؤسسات الحكومية تلعب دورًا رئيسا في تهيئة الظروف المناسبة لنمو ريادة الأعمال، مما يسهم في خلق فرص عمل جديدة وجذب الاستثمارات المحلية والدولية. وزارة الاستثمار تتصدر هذه الجهود بدور استراتيجي يعزز موقع المملكة كوجهة جاذبة للاستثمارات والشركات الناشئة، تعمل الوزارة على تمكين هذه الشركات من خلال عدة مبادرات بارزة، أبرزها برنامج الشركات الناشئة السعودية (Startup Saudi) الذي يهدف إلى جذب ودعم الشركات الريادية، أحد مكونات هذا البرنامج هو الترخيص الريادي، الذي يسهل دخول الشركات الأجنبية إلى السوق المحلي دون الحاجة إلى شريك محلي، هذا التسهيل يفتح أمام الشركات الناشئة فرصًا جديدة في السوق السعودي المتنامي، ويوفر بيئة استثمارية مرنة تدعم الابتكار وتجذب الشركات التقنية المتقدمة من مختلف أنحاء العالم. بالتوازي مع ذلك، تتعاون وزارة الاستثمار مع الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة "منشآت" لدعم رواد الأعمال من خلال استقطاب وتوفير الحاضنات والمسرعات التي تقدم التدريب والتوجيه اللازمين للشركات الناشئة. هذه المبادرات تساعد الشركات في تطوير أعمالها والنمو في بيئة تنافسية. في السياق ذاته، يقوم بنك "منشآت" بدور محوري من خلال تقديم برامج تمويلية رئيسة، مثل بوابة التمويل، التي تجمع أكثر من 40 جهة إقراضية تحت منصة واحدة، وبرنامج كفالة الذي يضمن القروض للشركات الناشئة، مما يسهم في تخفيف المخاطر المالية. كما تقدم الشركة السعودية لرأس المال الجريء التمويل المباشر وغير المباشر للشركات ذات النمو السريع، مما يساعدها على تحقيق مزيد من التوسع. وزارة الاستثمار لا تكتفي فقط بدعم الشركات الناشئة المحلية، بل تركز أيضًا على استقطاب رواد الأعمال من مختلف أنحاء العالم، وتسهيل دخولهم إلى السوق السعودي. وتعمل الوزارة على تعزيز الشراكات بين المستثمرين الأجانب ورواد الأعمال المحليين، مما يسهم في خلق فرص تعاون جديدة وتبادل الخبرات، عبر هذه المبادرات، تساهم الوزارة في تعزيز دخول المسرعات وصناديق الاستثمار العالمية التي تقدم دعمًا حيويًا للشركات الناشئة، مما يعزز من الابتكار ويقوي النظام البيئي لريادة الأعمال في المملكة. بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وبتوجيهات ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، تستمر الوزارة في تهيئة بيئة مواتية للشركات الناشئة، وتقديم الدعم اللازم لتخطي التحديات وتحقيق النجاح. هذه الجهود تؤكد التزام المملكة بتحقيق مستقبل اقتصادي مشرق ومستدام، حيث يسهم الابتكار في خلق اقتصاد تنافسي ومتنوع، بما يتماشى مع أهداف رؤية 2030.