يعتبر الجهاز البولي أحد أجهزة الجسم الحيوية، ويقوم بمهام أساسية ومحددة للحفاظ على سلامة باقي الأعضاء، ومن أهم هذه الوظائف التخلص من الفضلات والسموم عن طريق طرحها في البول، ويتكون هذا الجهاز من الأعضاء الآتية (الكليتان، الحالبان، المثانة البولية، والأحليل) بالإضافة إلى الأعضاء المتصلة به مثل البروستات والحويصلات المنوية عند الرجال. وتجمع بين هذه الأعضاء وظيفتها الأساسية في السماح بنقل السائل الحيوي أثناء تصفيته وفصله من عضو لآخر حتى يتكون سائل البول ويخرج من الجسم في عملية تسمى التبول. والتبول عند الإنسان هو عملية طبيعية يقوم بها الجسم للتخلص من الكميات الزائدة من الماء بما فيه من أملاح ومعادن زائدة عن حاجة الجسم؛ حيث يقوم الجهاز البولي بتنقية السوائل التي تدخل جسم الإنسان، والتي ليست كلها فقط مياه الشرب بل كذلك المياه التي تنتقل إليه من خلال المنتجات الغذائية الأخرى والتي تصل إليه عبر الجهاز الهضمي. لذا فالتبول يعد من الإشارات التي تدل على صحة الجسم بشكل عام وعلى بعض الإصابات المرضية في العديد من الأحيان، ويعتمد ذلك على كمية البول وعدد مرات التبول، كذلك على لون البول والشعور بآلام مصاحبة لعملية التبول من عدمها وعلى وجود إفرازات أخرى مصاحبة للبول أم لا. وعند ملاحظة تغيرات في هذا النظام يفضل استشارة طبيب للقيام بفحص البول أو فحوصات أخرى للتأكد من عدم وجود مشاكل صحية والتعامل مع المشكلات في حال وجودها في وقت مبكر. من ناحية أخرى قد يصاب البعض بكثرة التبول وهي مشكلة يعاني فيها المريض من رغبته الملّحة في التبول على فترات قريبة، على الرغم من أن كمية البول تكون قليلة في الغالب، ووظيفياً فالمثانة الطبيعية للبالغين تسع ما نسبته 350 إلى 450 ملليتر من البول، وفي العادة فإن الوضع الطبيعي أن يفرغ الشخص ليترين من البول يومياً على عدة مرات تصل إلى حوالي ثماني مرات في اليوم، ويتم ذلك بانقباض عضلة المثانة وحدوث ارتخاء في الصمام الداخلي للمثانة وكذلك في الصمام الخارجي للإحليل وداخله، والأفضل أن لا يزيد الإدرار على 75 % من سعة المثانة كلّها، وإن زاد ذلك فإن ذلك قد يعني أن هنالك مشكلة صحية، وتكون كثرة التبول مرضية إذا زادت عن 8 مرات في اليوم أو أكثر من مرة في أثناء النوم. كثرة التبول ليست مزعجة ومحرجة للمريض من الناحية الاجتماعية فقط، بل إنها قد تؤدي إلى اضطرابات النوم وزيادة التوتر مع الضغوطات النفسية، كما أنها أحد أسباب الاضطرابات الجنسية عند الرجل والمرأة. ولكثرة التبول العديد من الأسباب، ويعتمد الأمر على الأعراض المصاحبة لتلك الحالة، وعلى وجود حالات مرضية سابقة أو حالية لدى الشخص الذي يعاني من كثرة التبول، ويعتمد كذلك على كمية المياه التي تدخل الجسم والمناخ الذي يعيش فيه الشخص؛ حيث يوجد تأثير كبير لدرجة الحرارة على عملية الإخراج البولي. ومن أمثلة الأعراض التي تصاحب كثرة التبول والتي تدل على وجود حالة مرضية، شعور المريض بحرقة وآلام في أسفل البطن أثناء تلك العملية، وهذا من المؤشرات التي تدل بشكل كبير على حدوث التهاب في المسالك البولية. أسباب كثرة التبول: يمكن تلخيص أسباب كثرة التبول بالحالات التالية: مرض السكري: فغالباً يعتبر التبول المستمر أحد أعراض مرض السكري؛ لأن جسم الإنسان المصاب بالسكري يحاول التخلّص من الجلوكوز الزائد غير المستخدم عن طريق البول. الحمل: عند الحمل يزداد حجم الرحم، ويؤدي ذلك إلى الضغط على المثانة ويسبب كثرة في التبول، كما أن التغيرات الهرمونية المصاحبة للحمل خاصة في مراحله الأولى تؤدي إلى كثرة التبول. تضخم البروستات: تعتبر مشكله تضخم البروستات من أهم الأسباب في كثرة التبول عند الرجال وخاصة عند كبار السن؛ حيث تقوم البروستات بالضغط على مجرى البول أو إحداث تهيج في جدار المثانة، ويؤدي ذلك إلى كثرة التبول. التهاب المثانة: ومن أعراضها ألم الحوض والإحليل مع كثرة التبول. استخدام مدرات البول: من الأسباب المهمة لكثرة التبول الأدوية، وهناك مجموعة من الأدوية تدر البول مثل الأدوية المستخدمة لعلاج ضغط الدم، وكذلك أدوية حموضة المعدة والتي تحتوي على نسبة عالية من الكربونات والصوديوم والبوتاسيوم. حدوث الجلطة الدماغية والعديد من أمراض الجهاز العصبي، والتي من الممكن أن تؤدي إلى تلف الأعصاب الّتي تغذّي المثانة، وهذا يؤدي إلى حدوث الإلحاح البولي وكثرة التردد على دورة المياه للتبول. أورام المثانة: وهي كذلك تؤدي إلى حدوث أعراض إلحاحية من ضمنها الرغبة الملحة والترداد لإخراج البول. شرب كميات كبيرة من الماء أو تناول كميات من الخضار والفواكة بما فيها من ألياف وماء يزيد من إدرار البول أيضاً. الإكثار من المشروبات المحتوية على الكافيين، ومنها القهوة والشاي والمشروبات الغازية. التوتر والقلق: الإجهاد النفسي والشعور بالقلق قد يكون هو السبب الذي يدفع الإنسان للتبول طوال الوقت وبشكل متكرر، علماً أن التبول في هذه الحالة يكون فورياً وغير إرادي، ويحصل أوقات التوتر الشديد. الإمساك. علاج كثرة التبول: يكمن العلاج في حل المشكلة الأساسية من الأسباب التى أوردناها سابقاً، فمثلاً إذا كان الشخص من مرضى السكري فالحفاظ على نسبة السكر متقارباً مع النسبة الطبيعية هو الحل الأمثل للتحكم بإدرار البول. يجب التقليل من الأغذية الّتي تزيد من در البول مثل: الأطعمة الغنية بالتوابل والمواد الصناعية، والطماطم، وكذلك المشروبات التي تحتوي على الكافيين والمشروبات الغازية. تجنب شرب الماء قبل النوم على الأقل بساعتين. إعادة تدريب المثانة ويتم ذلك عن طريق زيادة الفترات الفاصلة بين استخدام دورات المياه لمدة 12 أسبوعاً؛ حيث إن هذه التمارين تدرب عضلات المثانة على إمساك البول لفترات أطول. استخدام بعض الأدوية المرخية للمثانة في حالات المثانة النشطة والإلحاحية. ختاماً، هناك مجموعة من الأعراض والتي قد تصاحب كثرة التبول، يجب التوجه للطبيب مباشرة عند ظهورها وملاحظتها، ومن أهمها: وجود دم في البول. عندما يكون لون البول غير طبيعي، كاللون الأخضر أو البني. كثرة التبول مع الإحساس بألم عند إخراجه، أو وجود صعوبة في ذلك. آلام مصاحبة في منطقة البطن السفلية أو ما بين الفخذين. بريد القراء عملية الدوالي * سبق وأن خضعت لعملية الدوالي في الجهة اليسرى قبل 15 سنة إلا أنني أعاني من كبر حجم الخصية اليسرى بعد العملية وهي تضايقني، سؤالي لكم: هل هناك إمكانية في تصغير حجم الخصية وعودتها إلى وضعها السابق بإجراء عملية؟ وإذا كان ممكناً إجراء العملية هل لها أي أضرار أو تأثيرات جانبية؟ علماً أن عمري الآن 42 سنة. * إن من مضاعفات عملية ربط الدوالي حصول قيلة أو كيس ماء حول الخصية يمكن استئصاله بسهولة جراحياً في عملية تستطيع بعدها مغادرة المستشفى في اليوم نفسه بعون الله بدون الحاجة إلى فترة طويلة من الاستشفاء. والسبب في تكون كيس الماء حول الخصية والذي يعطي انطباعاً أن الخصية نفسها هي الكبيرة هو ربط الأوعية اللمفاوية الموجودة في الحبل المنوي نظراً لصغر حجمها وشفافيتها التي تجعل من الصعب رؤيتها وتفاديها في عمليات ربط الدوالي بالطريقة التقليدية، ولهذا فإن نسبة حدوث قيلة مائية حول الخصية بعد عمليات ربط الدوالي بالطريقة التقليدية تصل إلى 15 % إلا أنه مع التطور الطبي التقني وإدخال تقنية المايكروسكوب الجراحي لربط الدوالي أصبح بالإمكان تفادي مثل هذه المضاعفات التي لا تزيد فرصة حدوثها بعد الربط الجراحي للدوالي بالمايكروسكوب عن 1 % . أخيراً يمكن تشخيص القيلة المائية بالفحص السريري ويمكن الاستعانة بالأشعة فوق الصوتية لإثبات التشخيص. حصى في الكلى * أبلغ من العمر 37 سنة، أعاني من حصى في الكلى وقد أتاني عدة مرات، علماً أن نسبة حمض اليورك 7.3 وعندي سكري والآن عندي حصوة في الحالب، ما الطريقة لتجنب هذه الحصوات علماً أن الدكتور يقول جسمك لديه قابلية تكوين الحصوات؟ * بالنسبة لحصوة الحالب فعلاجها يعتمد على حجمها وموقعها في أعلى أو أسفل الحالب ومدى تسببها في حدوث انسداد في مسار البول من الكلية، والعلاج قد يكون دوائياً أو جراحياً تحدده العوامل المذكوره سابقاً. أما بالنسبة للجزء الثاني من السؤال فهنالك عدة أسباب للإصابة بحصيات الكلى والمسالك البولية ومعاودتها أبرزها الوراثة وكمية السوائل التي يشربها المرء ونوع المأكولات وانخفاض نسبة مثبطات تكوين الحصيات في البول ووجود التهابات بولية متكررة أو عيوب خلقية في الجهاز البولي أو وجود أمراض استقلابية وزيادة تركيز البلورات مثل: الكالسيوم والأوكسالات وحمض اليوريك والسستين وغيرها. ويمكن القيام بالتحاليل المخبرية على الدم والبول المجمع لمدة 24 ساعة لكشف سبب تكوينه، ويمكن القول إن 10 % من الأشخاص المصابين بحصوات المسالك البولية لديهم القابلية لتكرار تكوين الحصوة في السنة الأولى بعد العلاج وحوالي 50 % خلال 5 سنوات من العلاج. ومعالجة تكرار تكون الحصوات يكون حسب أسبابها ونوعها وذلك بالعقاقير والحمية الغذائية والإكثار من شرب السوائل خصوصاً الماء وعصير الليمون الحامض إذا ما كانت الحصيات مكونة من الكالسيوم والأوكسالات وذلك مع نتائج ممتازة للوقاية من معاودة تلك الحصيات. شرب الماء في الصباح * سؤالي دكتور هو؛ هل شرب الماء في الصباح وعند الاستيقاظ مباشرة يؤثر على الصحة، حيث إنني أشرب كمية كبيرة عند الاستيقاظ من النوم مباشرة؟ * إن شرب كميات كبيرة من الماء نافع للصحة وليس هنالك أي ضرر منه بالعكس من ذلك. إذ ينصح الأطباء بشرب الماء عند الاستيقاظ صباحاً قبل تناول الطعام. فشرب 2 لتر من الماء يومياً يساعد على السيطرة أو الشفاء من عدة أمراض مثل: الربو والسعال وأمراض الجهاز التنفسي الأخرى كالبرد وأيضاً أمراض الجهاز الهضمي مثل: الحموضة والإمساك وعسر الهضم والتهابات الأمعاء وارتفاع الضغط الدموي والذبحة وغيرها ويفضل شرب كمية من الماء النقي صباحاً، وإذا كان هذا الماء دافئاً فإن المفعول يمكن أن يكون أقوى. أما إذا كان الشخص غير متعود على شرب هذا المقدار من الماء صباحاً فيمكنه البدء بشرب كميات أقل يومياً وزيادتها تدريجياً إلى أن يصبح قادراً على شرب المقدار المطلوب يومياً. ولكن قد يعاني بعض الأشخاص المتبعين حديثاً نظام العلاج باستخدام الماء من الصداع والألم في مناطق مختلفة من الجسم وكذلك الشعور بالدوار، كما قد يحس الشخص بالغثيان ويمر بنوبات تعرق ويعاني من الإسهال ويمر بفترات يحس بها بعدم الارتياح إلا أن هذه الأعراض لا تخفي ورائها أذى أو أثراً سيئاً يمكن أن يلحق بالمريض، حيث إن هذه الأعراض دليل على أن عملية تخلص الجسم من الخلايا والعناصر الضارة ناجحة وهو دافع لإكمال العلاج باستخدام الماء، كما أن الشخص يستطيع أن يقلل من كمية الماء المشروب يومياً إلى مقدار يمكن تحمله إلى أن تختفي هذة الأعراض ثم يعود ليشرب بنفس المقدار من جديد. هنا يجب التذكير إلى أن هذه النصيحة لا تنطبق على بعض فئات المرضى مثل: مرضى القلب أو مرضى الفشل الكبدي أو الكلوي. مرض الفيلارياسيس * أبلغ من العمر 32 عاماً وأعاني من مرض الفيلارياسيس، أتمنى تزويدي بالمعلومات المتوفرة عن إصابة الجهاز البولي بهذا المرض. * مرض الفيلاريا هو نتيجة لطفيل يسمى بنفس الاسم ويصيب الجهاز اللمفاوي في الجسم بالتهابات والانسدادات وكل ما يحدث بعد ذلك هو نتيجة لتلك الانسدادات. فمثلاً هو السبب فيما يسمى بداء أو مرض الفيل الذي يصيب الساقين بالتضخم والتورم لتبلغ حجماً كبيراً (كالفيل)، وإن أصاب كيس الصفن المحتوي على الخصيتين تضخم الأخير وربما وصل إلى حجم البطيخ أو يزيد، كذلك إن أصاب الأوعية الداخلية للجهاز البولي تسبب عن رشح مواد لبنية بيضاء تخرج مع البول وأحيانا تتجلط وتسبب انسدادات للبول أثناء خروجه.