سمو الأمير الدكتور فيصل بن عبدالعزيز بن عياف، أمين منطقة الرياض، رجل ذو خبرة متأصلة، وروح وطنية متفجرة، من جذور رؤية المملكة 2030، ومن رجالات عراب الرؤية سمو ولي العهد الأمين -حفظه الله-. سمو الدكتور فيصل يسعى دائما لتحقيق الإنجازات وفق خطط واستراتيجيات مرسومة ومعد لها مسبقا، ولأنه رجل مهني ذو بعد أكاديمي يجمع بين العلم والعمل، فهو يعي جيدا أن بعض التفاصيل والأمور على تنوع حجمها لا يمكن تناولها وحلها من خلال القنوات الرسمية والمخاطبات النظامية، لهذا لا بد من بعض الأفكار خارج الصندوق، يمكن من خلالها العمل على حل المشكلات، وزيادة فاعلية الإنجازات في منظومة عمل أمانة الرياض الحبيبة. مما سبق، وقفنا على مبادرة سمو أمين الرياض بعنوان «قهوة مع الأمين»، والتي خصص إحدى الجلسات من ارتشاف القهوة لملف البلاغات عبر تطبيق مدينتي، هذه البلاغات من خلال هذا التطبيق وضعت حيز التنفيذ لزيادة سرعة معالجة أي خلل أو مشاكل، خاصة فيما يتعلق بالظواهر السلبية التي يتم رصدها من خلال سكان أحياء مدينة الرياض، ويتم الإبلاغ عنها عبر تطبيق مدينتي، لكن في كثير من الأحيان فإن عملية الإبلاغ نفسها، قد ينقصها بعض التوضيحات، أو زيادة في الاهتمام، وقهوة مع الأمين فرصة حقيقية لتطوير عملية الاهتمام بهذه البلاغات والوقوف عليها ومعالجتها. لا شك أن الفكرة لدى سمو الأمير تكمن في زيادة معدلات تفاعل أفراد المجتمع المدني من سكان الرياض وإشراكهم في عملية خدمة مدينتهم وتطويرها وتحسين خدماتها، سواء مواطنين أو مقيمين أو زوار سياحة أو عمل، وبكل تأكيد فإن التواصل وعبر كل الوسائل المتاحة يرفع من مستوى الخدمات التي تقدمها أمانة الرياض ودوائرها وكوادرها، وتساهم في تحقيق تغذية عكسية راجعة تمكن إدارة الأمانة أيضا من تقييم مستوى خدماتها، وتحسين مخرجاتها. حقيقة إن مبادرة «قهوة مع الأمين» لاقت استحسان سكان الرياضالمدينة من المتفاعلين في موضوع البلاغات وتطبيق مدينتي، والكثير منهم عبر عن رضاه بكونه أصبح يشعر فعليا أنه جزء من منظومة العمل وخدمة المدينة ومعالجة أية ظواهر سلبية قد توجد، وأن الأمر لا يكتفي فقط على تقديم بلاغ، بل هناك متابعة واهتمام من قبل إدارة وكوادر الأمانة وعلى مقدمتهم سمو أمين الرياض، وهذا يعزز لديهم الانتماء وروح العمل الوطني، ويشجعهم، وينفس الوقت يوضح لهم أمور كثيرة. أكثر من 11 ألف بلاغ خلال العام من 2023 إلى 2024، غطت وتناولت كافة النواحي الحيوية ضمن اختصاصية عمل أمانة الرياض، ومبادرة قهوة مع الأمين، عززت من أهمية هذه البلاغات، وكما تشكل حافزا لدى أبناء الرياض لمزيد من التفاعل، فهي أيضا شكلت رسالة تحذير إلى كل من لا يهتم أو يؤيد عملا يضر ويخالف الأنظمة، سواء كان بتعمد أو دون تعمد، خاصة أن مدينة الرياض تشهد حاليا -وستشهد قريبا- مشاريع ضخمة وحيوية ومهمة جدا، ومنافسة قوية مع كبريات أفضل مدن العالم، ولا بد من تضافر الجهود وتعاونها، والأهم عدم إغفال أي تفاصيل مهما صغرت، فهذه التفاصيل وعلى صغرها إن لم تعالج بسرعة وفي حينه سوف تتراكم وتتجمع لتصبح مشكلة أكبر لا يمكن معالجتها. شكرا سمو الأمير الدكتور، ونريد لمبادرة «قهوة مع الأمين» أن تصبح مؤسسية ذات بعد حيوي تنفيذي لأنها أيضا تشكل إدارة رقابة داخلية تعزز المسيرة وتغذي روح المبادرة، وتفتح الأبواب لمزيد من المبادرات والابتكارات والإبداعات.