يحتار القلم حين يخط كلمات الوداع، وتعجز الحروف عن التعبير خاصة لمن رسموا لنا الجمال بعذب الكلمات، ومن سطروا الإبداع في كل الاتجاهات بعطاء متدفق وبلا حدود.. لقد آلمنا رحيل الشاعرة السعودية بشائر المقبل -رحمها الله- وهي من شاعرات الوطن اللاتي لفتن الأنظار في قصائدها المسموعة أو المقروءة المتوشحة بعناصر الجمال، والتفرد في الأسلوب، وعمق الإبداع، فهي دائماً تعبر بقصائدها عما يجيش في دواخلنا من مشاعر وأحاسيس، ويكمن جمال هذا الإبداع عندما تكتب عن الألم أو الوجع أو لحظات الوداع. ولا غرابة أن تحصد شاعرتنا بشائر المقبل خلال مسيرتها الشِّعرية الحافلة بالعطاء والتميز والتألق العديد من الجوائز الثمينة التي من أبرزها: جائزة «الملك عبدالعزيز للأدب الشعبي»، وجائزة «شاعر البيت»، كما أن لها العديد من المشاركات من أهمها: عضو لجنة الفرز في برنامج «شاعر الراية»، أيضاً شاركت في شاعر المليون في نسخته العاشرة. ومن قصائد المشاركة في المرحلة الثانية في مسابقة جائزة «الملك عبدالعزيز» للأدب الشعبي نختار هذه الأبيات: حِسن ظنّي بربّي ملا القلب وزياده أبي سلعته مادمت أنا اليوم في سوقه أظن العجاف من العمر ناخت شْداده يزين البخت ومزون الارزاق مسيوقه أخيط الرضى لقلبٍ.. رجيت الله أعياده وأرتّق جروحٍ بالمعاليق مفتوقه مثل حزني الليله.. فلاهوب لي عاده وانا من فضل رب المخاليق مرزوقه جزت عيني من البرق و دْويّ رعّاده مثل جزوة اللي فاقدٍ عين معشوقه تجول الخواطر والسهر يقدح زناده وترجع عيوني بالزمن.. وأغرق بموقه قبل يستلم نزّاع الأرواح له غاده قبل ياخذ الله مني أعز مخلوقه انا وسطوة اللما؛ جفولٍ وصيّاده تراعد بي أطرافي من الليل ملحوقه أجي حضنها كني غريبٍ عن بلاده رجع يجذبه من غربته عشقه وشوقه. ومن قصائدها الشهيرة حين أبكت شقيقها في مسرح برنامج »فرسان القصيد» وكانت بالفعل قصيدة فخر واعتزاز عن الإخاء ألقتها الشاعرة بمشاعر صادقة ومؤثرة وسط تصفيق حار من الحاضرين، ومنها هذه الأبيات: هذاك اخوي اللي يميلون ما مال في ذمتي يبطون ما ياصلونه الله يديمه لي على كل الاحوال ولا اعيش يومٍ من حياتي بدونه ويالله عساني قبله بصف الآجال ويلقون غلاته بصفحتي ينشدونه وعن فقد الشاعرة بشائر تحدثت ل»الرياض» الشاعرة د. مناير الناصر رئيس مجموعة «شاعرات وشعراء وطن» بدموع الألم وحزن الفقد عن رحيل الشاعرة بشائر المقبل -رحمها الله- بقولها: «تلقينا ببالغ الحزن والألم خبر وفاة الشاعرة الراقية بشائر المقبل تلك البسمة الطيّبة الصافية التي مرّت بسلام ورحلت بسلام، وباسمي ونيابة عن مجموعة شاعرات وشعراء وطن نعزي أهل وذوي الفقيدة، ونعزي أنفسنا والساحة الشِّعرية، وجميع محبيها ومتابعيها، ونسال الله الكريم رب العرش العظيم أن يرحمها ويغفر لها ويتجاوز عنها، ويحسن مثواها ويكرم نزلها، ويثبتها بالقول الثابت، ويجبر أهلها ومحبيها، ويعظم أجرهم ويسكنها الفردوس الأعلى، ومن افتقدتهم الساحة الأدبية و الثقافية والشِّعرية رحمهم الله جميعاً رحمة واسعة وجزاهم الله عنا خيراً ووالدينا وجميع موتى المسلمين آمين، «وإنا لله وإنا إليه راجعون». وفي صدق التعبير كتبت شاعرتنا بشائر المقبل -رحمها الله- العديد من القصائد الرائعة، منها هذه القصيدة التي تبوح فيها بمشاعر الألم لتخفيف عن ما تعانيه: في ساعةٍ ميقاتها حول الغروب فيها نشوف النور والليل خْصما صبّت حقوق حْكاه في سمعٍ نهوب وكن الخزامى في وسط قلبي نما تبسم اللي لا تبسم لي يذوب جمر الهموم اللي ورى صدري حما يا رحبها الدنيا ويا يسر الدروب ما دام عينه في حياتي له وِما ماقد سمى حيٍ على الطيب مْحَسوب الا واشوفه فوق هالسامي سِمى دايم صباحه ما جرحني بال غروب شمسٍ جبينه يوم الاجباه إجهما ابشر بعزي قبل اجي عنده طلوب وش عاد لو قلبي على يديه ارتمى من لايمي في حب كسّاب القلوب يوم أرفعه عن خلق ربي للسما يقطف لي» الغيمات» من عذق الهبوب لامن طلبته «قطرةٍ» تجلى الضما! يحبني من دون شايبتن تشوب قلب الرضيع اللي على الفطره نما احس لامنه رضى .. تغفر ذنوب سيل ٍ من الجنه على روحي هما جزاه بالدنيا على ربٍ يثوب مع من مشوا بين المخاليق رْحَما وقد ودعت الشاعرة بشائر المقبل -رحمها الله- الساحة الشِّعرية بعد أن كتبت العديد من القصائد الرثائية المؤثرة في النفوس، وعميقة الشعور، التي كتبتها في لحظة وداع فحرَّكت عواطفَ جميع من يقرأ أو يسمع تلك القصائد الرثائية ومنها تلك القصيدة الباكية، التي تصف فيها حال نزولها القبر ووداع الأحباب ومنها نقتطف: الموت هيّن والبلا في قبري! يا ويل حالي من سواد ركونه! لا حثّ أبوي الطين فوق اكفاني واسقى ترابي من دموع عيونه وسمعت دق اقدامهم من فوقي وعظ القبر على الجسد بسنونه وراحوا هلي خلوني فيه لحالي تحت التراب مقيّده مرهونه وجاني ملك يسألني منهو ربك؟ والخوف ساد المقبره بسكونه وتخالفت حدب الصدر وانصكّت والدود وردت جايعه مجنونه! هو قبري اللي به هبوب الجنه؟ والا كأنه ملّةٍ مدفونه! المقبل في شاعر المليون بكر هذال