كريستيانو رونالدو لديه شغف أقوى من عضلاته الصلبة! وأكبر من سنوات عمره المتقدمة، ولو كان لاعب مثله وصل مواصيله، وحقق ما حققه، كان اكتفى ولعب على راحته، لكن هو بطبيعته ينسى الماضي المجيد بكل ما فيه، ويكون همه دائماً تعزيز نجاحات الحاضر مادام أنه على قيد الملعب! العد التنازلي عند كريستيانو رونالدو لا يعني الراحة أو قرب النهاية، بل بداية جديدة تزيد من صفحاته الناجحة، وتزداد أعدادها بعدد أهدافه الكثيفة! العمر 39 وعدَّاد الأهداف وصل لأكثر من 900 هدف، والحسابة تحسب والتاريخ يسجل، من لاعب شغوف لا يكل ولا يمل! أصعب شيء في كل مجال هو أن تحافظ على مستواك لمدة طويلة من الزمن، وتستمر في القمة وتتربع عليها لفترة ولسنوات عديدة مثل الدون الذي بلغ من العمر الكروي عتياً، ولا يزال محافظاً على حيويته الدؤوبة، وشغفه المشتعل، ورغبته الجامحة على الرغم من نجاحاته العديدة! لا اكتفاء من الأهداف، ولا ملل من زيادة الأرقام عند هذا البرتغالي الفريد من نوعه بتاريخ كرة القدم، ورحلة الألف هدف بدأت رحلتها منذ أيام ولن تنتهي مدام أن الطموح عالٍ والرغبة موجودة في زيادة المزيد، وإضافة الإضافات التي لا يكتفي منها إطلاقاً! يكاد يكون الدون كما يحلو لعشاقه تسميته هو اللاعب الوحيد الذي عاند عشاق كرة القدم، لأنهم يعتقدون اعتقاداً قديماً أن اللاعب عندما يتخطى عمر الثلاثين، يقل عطاؤه ويفكر في إنهاء مسيرته رويداً رويداً، ولكن صاروخ ماديرا صدم عقليتهم البشرية المحدودة، وكلما اقترب تفكيرهم من نهايته ازداد في عناده وإصراره الذي يبرهن على أنه الأكثر عطاءً، والأعلى نشاطاً، والأقوى روحاً، وأن العمر الذي ترونه فيه كبيراً هو لا يفكر فيه، وبعيد جداً عن ذهنه! كنت أسأل معلماً عن عمره الحقيقي، فقال لي فوراً إذا أردت أن تعيش انسى رقم عمرك، ولا تفكر أنك كبرت، ودع روحك دائماً تشع بالجمال، وعِش حياتك بقدر ما تستطيع. هذه القاعدة الفكرية عند القليل جداً من الناس، وعند الذين يحبون الحياة مهما تقدم بهم العمر. ختاماً: سهل أن تكون لاعباً، وصعب أن تكون نجماً بارعاً، وأصعب من النجومية أن تكون أسطورياً فريداً، وأصعب من كل المراحل التي ذكرناها هو أن يكون اللاعب إعجازياً حقق كل شيء، وحطم كل رقم موجود، هذا هو كريستيانو رونالدو الشغف الذي لا ينضب! حسين البراهيم - الدمام