أعرف سعود عبدالحميد منذ أن كان لاعباً في فريق الاتحاد، رغم صغر سنه إلا أنه كان أفضل من يطبق الاحتراف بين اللاعبين المحليين وراهنت بأنه سيكون قائداً للاتحاد يوماً ما حيث كان محترفاً حقيقياً يلتزم بالوجود في التدريبات قبل وقتها ولا يعرف للسهر طريق. كنت أتواصل مع الإدارة الاتحادية ووكيل أعمال اللاعب فيما يتعلق بملف استمرار سعود عبد الحميد اتحادياً خاصة أن الاتحاد والنقلة الجديدة التي كان يشهدها كانت بحاجة إلى لاعب مثل سعود لولا بعض التفاصيل الخفية التي حدثت في المفاوضات وانتهت بانتقاله للهلال. صفقة سعود والهلال كانت واحدة من أفضل وأنجح الصفقات المحلية في الخمسة الأعوام الأخيرة، حيث قدم اللاعب مواسم استثنائية منذ انتقاله للهلال وكان لاعباً مميزاً في التشكيلة الهلالية، بل استطاع أن يخطف الخانة من الثنائي محمد البريك وحمد اليامي واستطاع أن يثبت نفسه في القائمة الأساسية لتشكيلة الأخضر السعودي حتى أصبح الخيار الأول. وبعد تألق سعود اللافت في مونديال الدوحة راهنت بأنه سينتقل للاحتراف الخارجي وتحديداً في أوروبا، خاصة أن بروز اللاعبين في خانة الظهير محدود ولا ينقص سعود سوى أن يجد الفرصة المناسبة له للاحتراف الخارجي في ظل المستويات المميزة للاعب الموسم الماضي. هذه الأيام بدأت تتداول أخبار من هنا وهناك عن وجود رغبة للاعب في الخروج من نادي الهلال وخوض تجربة جديدة في الخارج وبين رغبة الهلال في تجديد عقده لثلاث مواسم مقبلة خاصة أن هناك مشاركات منتظرة للفريق ومن أبرزها كأس العالم للأندية ورغم الصمت من الطرفين إلا أن النية واضحة للاعب. سعود بالفعل يحتاج أن يحترف في الخارج، ولكن أراها فرصة مناسبة للاعب أن يتريث حتى نهاية كأس العالم للأندية فخروجه وقتها أفضل بكثير من خروجه الآن خاصة أن المعلومات المتداولة هنا وهناك تتحدث عن استبعاد اللاعب من إحدى المواجهات الودية لفريقه في المعسكر الخارجي. ما دامت الحاجة موجودة ولم يكن هناك تنسيق مسبق بين اللاعب وناديه لخوض تحدٍ جديد خارجياً فالأفضل أن يؤجل فكرة الرحيل خاصة أن الصورة لم تتضح بعد عن مصير سعود ومحطته القادمة رغم الأخبار التي نسمعها عن وجود رغبة من أكثر من نادٍ أوروبي لضم اللاعب وهي حتى الآن لم تأخذ الشكل الرسمي في المفاوضات. كما أتمنى حقيقة أن يكون هناك دور للاتحاد السعودي لكرة القدم ورابطة دوري المحترفين في مساعدة اللاعبين في خوض تجاربهم الاحترافية الخارجية من خلال تبني المواهب لدى الأندية الخارجية وتقديم كل أنواع المساعدة للبروز خاصة أن هناك ملف خاص بأسماء اللاعبين المرشحين للاحتراف الخارجي أبرزهم سعود عبدالحميد وفيصل الغامدي وعبدالله رديف. الاحتراف الخارجي بات مطلباً حتى وإن تحول دورينا إلى مركز لاستقطاب النجوم العالميين، فنحن اليوم بحاجة إلى إرسال اللاعبين المحليين المميزين ليجدوا نفسهم في دوريات متقدمة كروية وأندية لها باع طويل في هذا المجال وليس من الشرط أن تأتي مطالب بنقل اللاعبين السعوديين للاحتراف في أوروبا تحديداً للتقليل من الدوري السعودي وقوته، ولكن محطة جديدة وتجربة جديدة واحتكاك مطلوب كافٍ لإحداث نقلة لنجومنا وما ينتظرهم من مشاركات على مستوى المنتخب وتحديداً كاس العالم 2034م.