بمشاركة حوالي 420 رياضياً، تبحث البعثة العربية عن إنجاز تاريخي في أولمبياد باريس 2024 يضاهي وربما يتجاوز ما تحقق في النسخة الماضية من دورة الألعاب الأولمبية الصيفية. وبعد الإنجاز التاريخي للعرب في أولمبياد طوكيو المتمثل في حصد أكبر عدد من الميداليات خلال دورة أولمبية واحدة على مر التاريخ، بإجمالي 18 ميدالية متنوعة منها 5 ذهبيات وأربع فضيات وتسع برونزيات، باتت الأنظار كلها متجهة الآن صوب العاصمة الفرنسية باريس بحثاً عن المزيد من النجاحات. ويشارك في أولمبياد باريس مجموعة من الأبطال الأولمبيين السابقين الذين يبحثون عن مواصلة رحلة النجاح في أكبر حدث رياضي على مستوى العالم، بجانب مجموعة أخرى تسعى للانضمام إلى الصفوة وكتابة أسمائها بأحرف من نور في سجلات التاريخ. وستكون الأعين مسلطة على البعثة المصرية التي تعتبر الأكبر على مستوى جميع البعثات العربية في الأولمبياد، حيث يشارك الفراعنة ب149 رياضياً، يليها المغرب الذي يشارك بحوالي 56 رياضيا ثم الجزائر في المرتبة الثالثة حيث تشارك بحوالي 46 رياضيا وتونس في المركز الرابع بمشاركة 26 رياضيا. وفي أولمبياد طوكيو تألقت البعثة المصرية بشكل لافت إذ حققت 6 ميداليات، منها ذهبية فريال أشرف في الكاراتيه، وفضية الخماسي الحديث عن طريق أحمد الجندي بجانب أربع برونزيات، اثنتان منها في التايكوندو، وواحدة في المصارعة وأخرى بالكاراتيه. وحلت قطر في المرتبة الثانية بحصد ميداليتين ذهبيتين عن طريق معتز برشم في الوثب العالي والرباع فارس حسونة في رفع الأثقال بالإضافة إلى ميدالية برونزية واحدة في منافسات الكرة الطائرة الشاطئية عن طريق الثنائي أحمد تيجان وشريف يونس. وجاءت تونس في المرتبة الثالثة بحصد ميداليتين ذهبية وفضية حيث حصد السباح أحمد الحفناوي ذهبية سباق 400 متر حرة وفاز محمد خليل الجندوبي بفضية التايكوندو. وأنهى المغرب مشواره في النسخة السابقة للأولمبياد بحصد ميدالية ذهبية واحدة عن طريق سفيان البقالي في سباق 3000 متر موانع ونالت الأردن ميداليتين، الأولى فضية في منافسات التايكوندو عن طريق صالح الشرباتي وبرونزية الكاراتيه عن طريق عبد الرحمن المصاطفة. وحققت السعودية فضية واحدة في رياضة الكاراتيه عن طريق طارق حامدي، وأيضاً حققت البحرين ميداليه فضية واحدة عن طريق كاليدان جيزاهين في سباق 10 آلاف متر، فيما حصدت الكويت ميدالية برونزية واحدة عن طريق الرياضي المخضرم عبد الله الرشيدي في منافسات الرماية (سكيت)، وأيضا حققت سوريا ميدالية برونزية واحدة في رفع الأثقال عن طريق الرباع معن أسعد. ويتسلح العرب في أولمبياد باريس بمجموعة من الأسماء الرنانة في رحلة البحث عن إنجاز يتجاوز ما تحقق في أولمبياد طوكيو، حيث إن هناك مجموعة من الرياضيين المرشحين بقوة للصعود إلى منصة التتويج خاصة بعد تألقهم بشكل لافت في السنوات الفاصلة بين الدورتين الأولمبيتين. ومن بين الأسماء المرشحة بقوة لحصد ميدالية في باريس، أسطورة الوثب العالي القطري معتز عيسى برشم، خاصة وأنها ستكون المشاركة الأخيرة له في الأولمبياد وشارك برشم في ثلاث دورات أولمبية ويستعد للظهور على الساحة الأولمبية للمرة الرابعة على التوالي، حيث بدأ قصته الخيالية بحصد ميداليتين فضيتين لقطر في أولمبياد لندن 2012 وأولمبياد ريو دي جانيرو 2016، قبل الفوز بذهبية أولمبياد طوكيو 2020. ولن يكون برشم الرياضي القطري الوحيد الذي تعقد عليه الآمال، حيث ينضم إليه مواطنه الرباع فارس إبراهيم حسونة صاحب الأصول المصرية، والفائز بالميدالية الذهبية في منافسات رفع الأثقال وزن تحت 96 كجم في أولمبياد طوكيو. ورغم صعوبة مهمة حسونة بعد انتقاله للمشاركة في وزن تحت 102 كجم، لكنه يمتلك كل الحظوظ الممكنة لتكرار الإنجاز الذي حققه قبل ثلاثة أعوام. وضمن منافسات رفع الأثقال أيضا، تعول بعثة البحرين على الرباع ليزمان باريديس الفائز بالذهب في بطولة العالم في عامي 2021 و2022 في وزن تحت 96 كجم. وفي غياب البطل الأولمبي التونسي في منافسات السباحة أيوب الحفناوي، ستكون الآمال منعقدة على البطل الأولمبي في منافسات التايكوندو، محمد الجندوبي الذي يبحث عن الذهب في باريس بعدما حصد الفضة في أولمبياد طوكيو ضمن وزن 58 كجم. وتألق الجندوبي بشكل لافت في السنوات الأخيرة وحصد الميدالية الذهبية ضمن منافسات الجائزة الكبرى في الصين 2023، وأربع فضيات في منافسات الجائزة الكبرى في روماوباريس ومانشستر والرياض، وذهبيتي دورة الألعاب الأفريقية وبطولة أفريقيا، وبرونزية بطولة العالم 2023. ويسعى البطل المغربي سفيان البقالي للسير على نهج إنجازه التاريخي في أولمبياد طوكيو حينما حصد ذهبية سباق 3000 متر موانع. ويشارك البقالي في ثالث دورة أولمبية في مسيرته بعدما حل رابعا في أولمبياد ريو دي جانيرو، ثم أهدى بلاده أول ميدالية ذهبية في سباق 3000 متر موانع في تاريخها، عقب هيمنة مطلقة للعدائين الكينيين على هذا السباق لحوالي 36 عاما. من جانبها تتطلع بطلة الملاكمة المغربية خديجة المرضي لحصد أول ميدالية لها في الأولمبياد بعد خروجها من دور الثمانية في أولمبياد ريو دي جانيرو 2016، قبل انسحابها من أولمبياد طوكيو لأسباب صحية. وأثبتت المرضي بشكل لا يقبل الشك أنها مستعدة تماما للتحدي الأولمبي بعد أن حصدت ذهبية بطولة العالم للوزن الثقيل العام الماضي بجانب الفوز بميداليتين ذهبيتين في دورتي الألعاب الأفريقيتين الأخيرتين، وذهبيتين في بطولة أفريقيا. وتخوض الرباعة المصرية سارة أحمد تحديا مع الذات لإثبات أحقيتها في التواجد على الساحة الأولمبية بعد غيابها عن أولمبياد طوكيو بسبب الإيقاف المتعلق بتعاطي المنشطات. وسبق لسارة بالفعل الصعود إلى منصة التتويج حينما حصدت الميدالية البرونزية في أولمبياد ريو دي جانيرو حينما كانت في ال18 من عمرها. وتجاوزت سارة أحمد /26 عاما/ كل العقبات التي واجهتها وتفوقت على نفسها خلال السنوات الأخيرة حيث حصدت ميداليتين ذهبيتين في أخر نسختين من بطولة العالم. وبجانب سارة أحمد هناك عدة أسماء بفريق رفع الأثقال المصري، مرشحة للصعود إلى منصة التتويج وفي مقدمتها حليمة عباس ونعمة السعيد بالإضافة إلى كريم أبو كحلة وعبد الرحمن السيد. وسيكون البطل المصري أحمد الجندي مرشحا بقوة لحصد ميدالية في منافسات الخماسي الحديث في أولمبياد باريس، خاصة بعد فوزه بميدالية فضية في أولمبياد طوكيو في اليوم الأخير من المنافسات. واستعد الجندي بشكل رائع لمشواره الأولمبي عبر حصد ذهبية بطولة العالم في 2023. وبعد فوزه بالميدالية البرونزية في المصارعة في أولمبياد طوكيو، يتطلع النجم المصري محمد إبراهيم "كيشو" لتكرار الصعود إلى منصة التتويج في باريس.